شبابنا فلذات أكبادنا، تسير على الأرض، وتخطب ود المستقبل بعيون ملؤها التفاؤل، وقلوب لم تفقد الأمل في بلد نبعه لا يجف، وعطاؤه لا يكف، بلد علم الأبناء بأن المستقبل لهم وأنهم عماده وركيزة سقفه، وأصل وجده وتطوره ونهوضه وتفوقه وتفرده، شبابنا رأيناهم كيف يتدفقون نحو مكاتب التوظيف وفي عقولهم فكرة واحدة تجلل سلوكهم، وهي أنهم ماضون في البحث عن المستقبل، مستمرون في قناعاتهم في المشاركة مع إخوانهم الذين سبقوهم في بناء الوطن ونهضته وعزته وكرامته لأنهم يؤمنون أنه - ما يحك ظهرك إلا ظفرك - هذه مقولة نطق بها العقل الإماراتي منذ الأزل، واليوم نرى بلادنا الزاهية تسير على الأثر تنعم برؤية قيادة تسهر على راحة الناس أجمعين، وتمنح الفرص لكل من لديه شيمة التفوق، وقيمة الفرادة في كتابة السطور الأولى لغد مشرق، مضاء بمصابيح الحب والوفاء، والتضحية والإيثار من أجل وطن الحب والتاريخ المجيد.
اليوم شبابنا يجدون النافذة مشرعة والهواء الطلق ينفذ من دفتي نوافذ زجاجها مرايا لصورة وطن يشع بالجمال، وتلمع أركانه بمزايا العلاقة الوطيدة بين القيادة والأبناء، هذه العلاقة الفطرية والعفوية بنيت من لحم الأرض، ودم البحر، وكلاهما سقف ومهد لإنسان عاش بين اليابسة والماء كطائر جناح له على الشجرة وآخر على ظهر موجة.
شبابنا اليوم وهم يلوبون بين أزقة مكاتب التوظيف، تدور في أذهانهم فكرة واحدة وهي كيف يستطيعون رد الجميل لوطنهم الذي علمهم ورباهم وأنفق عليهم حتى أصبحوا في سن العطاء، وصارت يمناهم جزيلة كما هي يسراهم وكما هي عقولهم، الأمر الذي يرسخ في الأذهان بأن ما يحدث في الإمارات لهو الأمر الذي يستحق التوقف عنده، لأنه رؤية القيادة في توفير مستلزمات الحياة للإنسان بلا حدود، وأن الأفكار مثل السيل لا توقفها عقبة ولا تعرقلها كأداء لأن القريحة صافية والقلب نقي، والروح ملأى بالحب وهذا ما يجعل الإمارات مختلفة، وهذا ما يجعل شبابها متميزين، وهذا ما يجعل الوطن يعيش في بحبوحة العلاقات المرفهة بالصدق والوفاء، شبابنا اليوم وهم يتوجهون إلى مكاتب التوظيف تبدو الفرحة في عيونهم كأنها الوردة البرية الطالعة صباحاً، تنثر رغبتها في العناق ولا تبالي برجفة الزمن مهما علت صرخته ودوت لأن حب الوطن أعلى صوتاً، وأكثر تأثيراً، وأوسع حدقة، وأجمل نغمة، حب الوطن هو الذي يجعل شبابنا منغمسين في البحث عن الأفضل، مهتمين في الغوص عميقاً في لجج مكاتب التوظيف لأن لديهم أمنية وهي العثور على ما يناسب قدراتهم، ويتلاءم مع إمكاناتهم.
شبابنا روح الوطن وريحانه، وعطره وخبره، وسره وسبره، وبحره وبره، شبابنا كل هذا، ولهذا نتمنى لهم السداد والتوفيق، ونشكر قيادتنا التي ما توانت عن جهد يحقق الطموحات لهؤلاء الشباب.