كرة القدم منظومة متكاملة من المدارس والأكاديميات والمدارس الكروية والفئات العمرية في الأندية، وخلاف ذلك لن يكون للمنظومة أية نتائج إيجابية، باستثناء الحظوظ الوقتية، ولن يستمر الحال ولن نجاري الفرق والمنتخبات الأخرى على المديين القريب والبعيد.
ومن يتابع نتائج منتخبات المراحل السنية يدرك حقيقة الواقع المر لمشاركاتنا الخارجية، وآخرها خروج منتخبات الناشئين مواليد 2006 من بطولة كأس آسيا والأولمبي تحت 23 سنة من بطولة غرب آسيا، وقبلهما خروج منتخبنا الأول من التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2022 في قطر من مباراة الملحق مع أستراليا، الأمر يستوجب من اتحاد الكرة النظر بتمعن لهذه النتائج وضرورة تجاوزها إذا ما أردنا بناء منتخبات قوية تنافس على البطولات الإقليمية والقارية.
وهذه ليست بمعضلة، وكل من له علاقة بكرة القدم يدرك ذلك، واللجان الفنية في الاتحاد والأندية أكثر دراية بها، إلا أنهم لا يكبدون أنفسهم عناء البحث عن المسببات أو لا يتم إلزامهم بذلك طالما البحث عن اللاعب الجاهز يصب في مصلحتهم، والأندية تفضل اللاعب الجاهز من دون عناء وترفض الصبر على تأهيله، واتحاد الكرة يغض الطرف عن ذلك، والمحصلة نتائج لا تحقق الطموح وأندية همها الأول التنافس على بطولة الدوري في درجاتها المختلفة، وكرتنا تدفع ثمن ذلك في مشاركاتها على كافة الصعد.
لذلك لا بد من التنسيق بين الأندية واتحاد الكرة للخروج من هذا النفق بالاختيارات الصحيحة من دون تدخلات من سماسرة اللاعبين، ومن لهم مصلحة في الاختيارات الخاطئة والتركيز على العناصر الموهوبة في مختلف المدارس الكروية في أنديتنا والاستعانة بالمدربين المؤهلين لتدريب هذه الفئة واستمراريتهم واستقرارهم لا باختيار اللاعبين المعتزلين؛ لأن التدريب يختلف عن موهبة اللعب، وعدم تهميش الأكاديميات، والاعتماد عليها في الاختيار، والتفريغ للوصول بهم إلى صفوف الفريق الأول بوضع استراتيجية بعيدة المدى تحقق الأهداف المرجوة.
علينا أن نتحلى بالصبر للوصول إلى مخرجات الأكاديميات بعد منحها الوقت الكافي للاستفادة من مخرجاتها؛ فكرة القدم لم تعد رياضة عشوائية يتحقق النجاح فيها من لاعب موهوب بفطرته، وإنما العمل برؤى واستراتيجية واضحة المعالم تحقق لنا أحلامنا في البطولات التي نخوضها، وعلى كافة المستويات من دون انتظار الفرج بحظ يحالفنا مرة ومنافس أقل جاهزية.. فلا بد من التنسيق معاً في كل مراحل الإعداد لتتكامل المنظومة.