من الإمارات إلى عُمان سحابة ممطرة مرت فسجع الحمام وغنى، وأطرب الطير وشدا، وعبرت النخيل عن جذلها فتمايلت الغصون، وشد السعف خيوط الفرح ورتل آيات الحلم الجميل الذي ملأ الجفون بريقاً، حيث الزائر إلى عُمان الحبيبة زعيم له في حب الآخر فيافي المرحلة ونواحيها، وله في الحياة دروس يتعلمها الجيل فيفقه ما هي الحياة.
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان اختتمت بمسك الإمارات، وبخور لبان عُمان، حتى فاضت الجبال وعياً بأهمية أن يكون للسياسة عبق التلاحم، وللاقتصاد عبير التكامل، وللثقافة شذا الاندماج في بوتقة الحلم الواحد والمصير المشترك، والتاريخ القابض على جمرة العشق، وقصيدة الشوق القديم.
الزيارة الميمونة تختتم بميم المودة، وتاء التواصل، ودال دوام الأمن والطمأنينة والاستقرار لبلدين هما عصب الفعل والتفاعل في عالم يحتاج إلى معيار صحيح يقيس العلاقات بميزان المصالح المشتركة، والمصير الواحد.
كان لاستقبال سموه ذلك الزخم المبهر، وكما كان لختام زيارته الفيض الهائل من الأيادي المصافحة بحب وود وعواطف جاشت بالحب، وقلوب بثت لواعجها بمزيد من التضامن والانسجام مع تطلعات البلدين نحو مستقبل زاهر، وغدٍ مشرق بمنجزات مبهرة، ومكتسبات تتمتع بمهارة المبدعين الذين أدهشوا العالم بما تنتجه الصحراء من مدهشات تخلب الألباب، وتفتح نوافذ السؤال الكبير كيف حدث هذا؟ فتجيب الصحراء: إنه الإنسان إذا وعى حطم الظلام، وصارت الدروب الوعرة طرقاً ممهدة.
هذه هي النتيجة القصوى لزيارة الفذ الفهيم لسلطنة الجبال الخضراء، والصروح التاريخية العريقة، والإرث الثقافي الرصين.
ختام زيارة أطّرت لعهد إماراتي - عُماني جديد بقيادة زعيمين قرأا سجلات المرحلة بعناية واستنبطا مما يحدث في العالم كيف تكون العلاقة بين الأشقاء لحماية المصير المشترك، وتنمية شاملة تدق رحى التطور بكل نباهة ووعي.
هكذا نفهم من هذه الزيارة، وهكذا نعي دور الإمارات الريادي على مختلف الصعد والميادين.
هكذا هي الإمارات دائماً تكسب السبق، في التلاحم مع الشقيق والصديق، وهكذا هي في معجم السياسة، كما في أبجدية الاقتصاد، لها في التفصيل تفاصيل الحلم البهي، وتراتيل الحب.
الإمارات في علاقتها مع عُمان هي ذلك الرافد يسقي رافدا، وهي ذلك الغصن يتكئ على غصن، وهذا هو التكامل في السياسات الاقتصادية، هذا هو حلم الشعوب، كما هو تطلع الحكومات، في كل فكر نهضوي قويم بقوامة أصحابه الأفذاذ.
هذه هي سياسة الإمارات وهي هي سمتها وشيمتها في بناء العلاقات دوماً وأبداً.