في ذروة الحراك الثقافي والعلمي الذي تشهده المنطقة العربية تأتي مبادرة نوابغ العرب التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كذروة لفلسفة سموه في رفد الحياة الإنسانية بإكسير النشاط والقوة والتأثير في العطاء والبذل، وإثراء الذاكرة الإنسانية بما يجعل الصفحات منقوشة بعنبر النبوغ، ومسك البلاغة، وأثير الإبداع في مجالات مختلفة وأهمها الإبداع الأدبي كون الأدب هو المظلة التي تستظل بفيئها المشاريع العلمية، والاقتصادية.
هكذا هي الرفاهية الذهنية التي يتمتع بها سموه، تجعله دائماً في موائل الفراسة، ومنازل النبس الفكري القويم متحدياً ومذللاً عقبات كأداء، يشق قماشة الغيمة الوجودية ببارق قريحة سباقة بلباقة، ومشتاقة دوماً لبلوغ النجمة الحارسة لضوء السماوات والأرض.
هكذا تأتي هذه المبادرة المباركة لتقدم البشرى للإنسان العربي وتقشع عن كاهله هموم التاريخ وغبار معارك الحضارات اليائسة وتمنحه بريق الضوء من بين ثنايا مبادرات جديرة بأن تكون هي القصيدة العصماء التي يقدمها فارس الشعر لإنسانية مفعمة بالتعب، شغوفة بشعاع ضوء يغسل دروبها من شعواء، وعشواء مر ت عبر الضلوع فهِيضت وهشمت.
إن مبادرة «نوبل العرب» لهي البوح في سمع الوجود، وهي رفة الرمش في بصره، وهي القيثارة التي تتناغم مع تطلعات قائد بمستوى سموه، عرف الاستثنائية كما أنه عاش حب الخيل لما لها من ريعان وأشجان، ووجدان يملأ الوجود صهيلاً، ويحمل في طياته نبرة التفوق دوماً لأن الفارس لديه ما يجعله يطوع الصلد، فتنثني له الريح طيعة، مستسلمة لجمال التوق والشوق لفارس مكنته القريحة بأن يسبك ذهب الفرادة من معدن نفس، خامتها النبوغ، وسمتها بلوغ شغاف الطير وهو يحدق في سماوات الله مبتهلاً لقيمة ذهنية لا يتفرد بها إلا من أحبته الطبيعة، فناولته وردة الحلم ليصبح الشذا إماراتياً، والمصدر محمد بن راشد.
نوبل العرب، هي هدية سموه لكل من وضع بصمة مؤثرة، وعلامة مميزة، وإشارة خضراء للمرور إلى مناطق الحلم البهيج، هي في دلالتها اللغوية نقطة انطلاق، وليست نهاية رحلة، هي كما الحياة جسر للوصول وليست مكانا للتوقف.
مع هذه المبادرة تدخل الإمارات مرحلة الولوج في خضم محيط عالمي يعج بالتوهج، والانبعاث الحراري في الضمير الكوني، هذه المبادرة جناح الطير الذي سيأخذ الحلم العربي إلى مصاف جائزة عالمية تسكن قلب أوروبا.
الأمر الذي يضع كل عالم واقتصادي ومثقف عربي أمام مسؤولياته التاريخية في تجويد ما تنتجه الآلة العقلية الرهيبة.