من جديد، تؤكد الإمارات للجميع أنها جادّة في استكمال جهودها من أجل قضايا السلم والأمن، مدفوعةً بنظرة عميقة ومعاصرة لهذه القضايا، وخبرة كبيرة في التعاطي معها، انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية ورؤيتها الاستراتيجية لعالم مستقر وآمن.
نقول ذلك، بينما نتابع التصريحات الصادرة من روسيا، والتي أشادت بالدور المهم لبلادنا في عملية تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، والشكر الذي قدمه «سيد الكرملين» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على جهوده التي يقوم بها لحلّ القضايا الإنسانية، وذلك في مستهل محادثاتهما في بطرسبورغ مؤخراً، والتي وصفها بـ«الجوهرية».
رصيد هائل تتكئ عليه بلادنا في إطلاقها هذه الجهود، تتمثل بعض ملامحه في مصداقيتها، وسياساتها المتزنة التي جعلت منها قوة سلام واستقرار تبث الأمل وتزرع الخير، الأمر الذي جعل منها شريكاً موثوقاً به يحظى باحترام عميق، مصحوب بتقدير كبير لرؤيته وانفتاحه وقيمه الحضارية ورغبته الأكيدة في تعزيز تفاعله مع الشعوب في إطار من العمل معاً لعالم أفضل.
ولا نجاوز الحقيقة حينما نشير هنا إلى ما قدمته الإمارات للإنسانية وسلامها واستقرارها، ومساهماتها في إيجاد حلول حقيقية ودائمة للعديد من قضايا العالم، وجهودها المشرّفة في حل النزاعات ونزع فتيل التوترات في الكثير من المناطق، حيث لن ينسى التاريخ دورها في صناعة السلام بين إثيويبا وأريتريا، وتذليل العقبات أمام اتفاقات السلام في السودان، ومبادراتها المتلاحقة لتعزيز آفاق الحلول السياسية للوصول إلى تسويات سلمية في الكثير من المناطق في العالم.
بقي ملمح آخر، وهو أن الإمارات في «الخمسين الجديدة» ترسل برسالة قوية مفادها: أنها ستظل دولة محبّة للسلام والاستقرار، وداعية للحوار، وأنها لن تتخلى عن أدوارها التاريخية لصالح أيّ مكاسب سياسية آنية.