يلتقي اليوم منتخبنا الوطني نظيره الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي نجم فريق سان جرمان الفرنسي، استعداداً لبطولة «خليجي 25» بالبصرة يناير المقبل، وهي مباراة تاريخية لمنتخبنا في مسيرته خلال العقود الخمسة الماضية، حيث لم يسبق له لقاء منتخب بهذا المستوى والشهرة والجاهزية.
مباراة اليوم دعوة للاستمتاع وليست للمنافسة، فكفة المنتخب الأرجنتيني هي الأرجح بكل تأكيد، ولكننا نطالب منتخبنا بالاستمتاع باللعب أمام النجوم الكبار ولجماهيرنا أيضاً الاستمتاع بمشاهدة ميسي وزملائه في احتفالية كروية، وقد شهد تدريباته أكثر من أحد عشر ألفاً من الجماهير على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، فكيف بمباراة على مدار تسعين دقيقة من الإثارة والمتعة بفنون الكرة وجماليتها بأقدام نجوم المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي؟
كم نحن محظوظون بوجود بعض المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 ووجود جماهيرها طوال أيام البطولة، وسيجد كل من تطأ قدماه أرض الإمارات ترحيباً وحفاوة بعد أن سخرت المؤسسات والمرافق كافة جل إمكانياتها لاستضافة بعض المنتخبات قبل البطولة، وكذلك جماهيرها ومحبيها، وخلالها بسعادة غامرة كما اعتادها أهل الإمارات دائماً وأبداً، ونتمنى استمرار هذا النهج مع جماهير المنتخبات المشاركة بيننا لأننا في الإمارات نرحب بالجميع من كل الأجناس والأعراق، والتاريخ يشهد لنا بذلك منذ قيام الدولة، وما الإجراءات الأخيرة في هذا الصدد، إلا تعزيز لدورها المتجذر منذ قيامها بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير على نهجه قيادتنا الرشيدة.
مباراة اليوم للاستمتاع والاستفادة، وليست لاستعراض العضلات ومحاولة المجاراة، لأننا ننشد الاستفادة القصوى من هذا اللقاء التاريخي الذي لن يتكرر، وعلى لاعبينا إدراك ذلك، وعلى الجهاز الفني غرس ذلك في نفوسهم، فنحن ننشد الاستمتاع من هذا اللقاء التاريخي، بعيداً عن غيره من اللقاءات الودية وحتى الرسمية، فمنتخب الأرجنتين ليس متاحاً للقائنا متى ما رغبنا، ولكن ظروف إقامة كأس العالم في دولة قطر الشقيقة قربنا منها، وتشابه الأجواء ومنشآتنا الرياضية وبنيتها التحتية، ولذلك فضلت معظم منتخبات العالم التواجد بيننا ولجماهيرنا الإقامة فيها للاستمتاع بأجوائها ومتابعة بعض المنتخبات الموجودة بيننا وغيرها من التي تنشد الاستعداد لدورياتها بعد انتهاء كأس العالم، فليكن لقاؤنا اليوم للاستمتاع ونقل الصورة المشرفة عن دولتنا ونهجها الراسخ.