نفكر في الحياة، وننسق تفاصيلها، وننمق الأحلام بصور تخلو من العبار، فتبدو البراري دوحة تشيع العالم بالفرح، وتمد مشاعر الناس بالجمال، وتبسط أجنحة الفرح في الزمان، وهذه هي شيمة القيادة، هذه رؤية الماهرين في صناعة البهجة، المبدعين في إنتاج قصائد التألق، البارعين في صياغة المكان، كما هي القلائد على نحور، وصدور، كما هي العناقيد في وضح الحب، كما هي الدرر في اللجج، وفي كفوف لدنة كأنها نزع حيب.
هكذا يعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن رؤيته في جعل دبي الواحة الأجمل في العالم، وهي هكذا في السندس الحضاري، واستبرق التطور، تسير في الحياة كأنها الحلم في مخيلة العفوية، تمضي في الدنيا كأنها القصيدة في قريحة شاعر فذ، مفوه.
هذا البوح، هذا الصدح، هذا السرد لهو الرواية في ضمير العشاق والذين يهيمون حبا بالمكان، ويعيشون حياة الشوق لزمان يلون حياتهم بالبهجة، والحبور، هذا الصرح الذي يحتل مكاناً في القلوب، ويملك الألباب، هو الصوت الذي يرتفع عالياً، وهو الصيت الذي وصل إلى الأرجاء بفضل قوة الإرادة، وسماحة الأفئدة، وانشراح الصدور التي لا تدخر وسعاً من أجل جعل المكان حقلاً من حقول يانعة، وسوامق يافعة يضرب بها المثل، عند القاصي، والداني، فهذه دبي، هذه الأيقونة، تتجلى في كل صباح بمشروع جديد، يليه مشروع في صباح آخر، ويتبعه إبداع في صباحات أخرى، وهكذا فمن يسبق الريح في سياقها، واتساقها، وأحداقها المفتوحة على العالم، ومصابيحها المضاءة حباً، وعرفاناً لكل من يلونون الحياة بالفرح، ومن يزرعون في طريق الناس عشب الجمال.
هذه هي دبي في الزمان خصال قيادة، في المكان إرادة شعب تضافرت كأنها الجدائل، في رقصة السعادة، ببلد تمنح الناس مفاتيح السرور، ولا تتوفق جداولها، ولا يخفت نورها، والأغنيات الرائعة تصدح من صروح حلمها البهيج، وفلسفة الرونق المكتمل تقول لأفلاطون هذه يا سيد الفلسفة جمهوريتك الخالدة، هذا طموحك، يتألق على أرض دبي، ويحلق في الأفق النور، التنوير، وتبتهج الجهات بإشراقة السحابات اللينة، وسراج النجوم اليانعة.
فشكراً للذين يزخرفون حياتنا بالجمال، والذين يحولون الرمال الصفراء إلى حلي وجواهر، ويصوغون من البحار، أنهار بهاء تزهو بصفاء نفوس أهلها، وكل العشاق الذين تشغهم أجنحة النوارس، وهي تطوف بأطياف الديار المنعة بسناء القلوب، وضياء الدروب.
هذه دبي، هذه النعيم المؤدلج بنظرية الجمال وحده ولا شي سواه، هذه دبي المفتوحة على العالم بخيال الشعر، وفروسية الخيل.