هنا على هذه الأرض تبدو الحياة كأنها الرونق في ضمير الوردة، تبدو الحياة كأنها الرشاقة في وجدان النسمة، تبدو الحياة كأنها اللباقة في ثنايا السحابة، تبدو الحياة كأنها الأناقة في طيات الموجة.
ففي الثقافة تتباهى القرائح بما جادت به الطبيعة من شفافية الحلم، وحيوية الفكرة، ونقاء السطر من الأعشاب الشوكية.
هكذا هي الأسطورة التاريخية تنعم بشهية الذائقة، وملذات الإبداع، عندما يصبح الكلام دلالة، ومعنى، وحيزاً واسعاً في المسافة ما بين السماء والأرض، وما بين الرمش والعين، وما بين الشفة وقبلة الحياة.
اليوم الإمارات في السعي والرعاية تبدو في المرحلة راهنة في العطاء، سخية في المبتدأ والخبر، تسير في الحياة، كأنها الوعي في عقل الطفولة، وكأنها الإدراك في ذهنية الوجود، ونحن، نحن العشاق يبهرنا هذا التدفق، يسلبنا هذا الانعطاف جهة الأحلام الزاهية، ويخلق لنا هذا الجدول المائي في عروق الإبداع، يأتي من أعماق القناعات الراسخة، بأنه لا تطور ولا رقي من دون ثقافة تتجلى بعطاء النخلة، وتنبري بتوهج البرق، هكذا أصبح العالم بين دفات دفتر، وطويات كتاب، مسهب في الإضاءة، مسترسل في توسع الوعي، لأن القيادة الرشيدة أرادت ذلك ليصبح أيقونة في حياة الناس، وسيمفونية في نغمة الاقتصاد، وأبجدية في حلم الصعود إلى مجد القارات، والحضارات، وحدث ما ارتأته، وصرنا اليوم مشرقين في كل بقعة من بقاع بلادنا المنيرة، صرنا جائلين وفي أيدينا كتاب المعرفة، وتحت الرموش ينمو كحل البريق العفوي، وعند الجبين يسطع وهج التفوق بكل حذافيره، وتدابيره.
هكذا نشعر، وهكذا نفخر، وهكذا ترتفع هاماتنا عالية خفاقة، كما هو علمنا، وكما هي شامة الخد، ولجين الجمال في وجداننا.
اليوم نستطيع أن نقول إننا نحن الأبرياء، نحقق وجودنا بقوة العزيمة ونرتفع بأوراق اعتمادنا كبشر لهم في الحياة بصمة، وبين الشعوب بسمة، وعند كل محفل قيمة، وفي المشاهد الثقافية حلم الذين يذهبون بالحياة نحو الشمس، مندمجين مع الغيمة كما هي البروق ساعة إطلاق موعد نزول المطر.
هكذا بدت الحياة اليوم ونحن نتابع عن كثب ما يحدث في معارض الكتب، وتدفق العالم إلى هنا كأنه الغيث الواله لحنايا الأرض.
اليوم الإمارات هي القبلة، والقبلة لكتاب يشرق في الشارقة، ويتألق في مكتبة محمد بن راشد، ويتدفق في عاصمتنا الجميلة، لتصير الجغرافيا امتداداً لنهر كوني عملاق، ماؤه من سلالة بشرية، وعذوبته من عذرية الصحراء.