اليوم تشرق علينا شمس يوم جديد، ولكنه ليس ككل الأيام، يوم صنعته الإرادة القويمة والعزيمة الصادقة والرؤية الواضحة للآباء المؤسسين، إنه الثاني من ديسمبر، يوم المجد والفخر والعزة والسمو، اليوم الذي ارتفعت فيه إلى عنان السماء ولأول مرة قبل أكثر من نصف قرن راية دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل من الله بعد أن توافقت والتقت إرادة الآباء المؤسسين والتفوا حول المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهم جميعاً، ليضعوا قواعد الصرح الذي أضحى اليوم شامخاً يجود بخيره على أبنائه ومن يعيشون على أرضه وعوناً وسنداً للأشقاء والأصدقاء، ومنارة للحق والعدل وقيم التسامح وحسن التعايش.
في عيد الاتحاد الـ51، رسائل جميلة ولوحات أجمل تسر كل ناظر لسيرة المجد التي رسمت بداياتها البسيطة والمتواضعة قائداً فذاً رسم بعصاه عند كثبان الصحراء التي جاء منها أول خيوط معالم الفجر الذي انبلج والأحلام التي تحققت وصنعت من الدولة التي أعلنت للعالم قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 واحة غناء من الأمن والأمان والتقدم والرخاء والازدهار لأبنائها، وأضحت عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي وعنصراً مؤثراً في الاقتصاد العالمي وريادة أسواق الطاقة.
 عندما يتأمل المرء اليوم بكل حب وفخر واعتزاز، مجدداً عهد الولاء والوفاء والانتماء، اللوحة الجميلة لبلاد زايد الخير، وقد أصبحت «محلاها» و«كلُّ من ضاقَ صدره توَنَّس في أرَاضِيها»، يستذكر رحلة البذل والعطاء وتجاوز تحديات المراحل المبكرة لقيام الدولة وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والاضطراب، ولكنها إرادة الرجال وما حباهم الله به من حكمة ورؤية ثاقبة، طوعوا بها كل صعب واختاروا النهج الذي رسمه زايد، نهج البذل والعمل الدؤوب لصالح إنسان الإمارات باعتباره أغلى ثروات الوطن.
نهج تواصل من عهد التأسيس وامتد لعهد التمكين، وصولاً للحاضر الزاهر  ونحو المستقبل الأزهى بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ثماره يانعة تفيض بشراً وفرحاً وإنجازاً وعطاء، نقل إنسان الإمارات في صدارة أسعد شعوب الأرض، وتصدرت معه الإمارات المؤشرات الدولية في مختلف الميادين والمجالات، إنجازات ومكتسبات ثمرة رؤية واضحة وعزم لا يلين وحسن التخطيط في استثمار الموارد وفي مقدمتها الإنسان الإماراتي.
 ستظل تجربة الإمارات ملهمة تروي للتاريخ رحلة الإرادة والشموخ من قفار الصحارى وحتى الوصول للمريخ والقمر على يد رجال ودعوا كلمة المستحيل. كل عام والإمارات وقادة الإمارات وشعب الإمارات في خير وعز.