هذه هي الإمارات، شجرة تعشقها الطيور، ليحلو التغريد، ويصفو العناق، هذه هي بلادنا أصبحت اليوم الرونق الذي تهفو نحوه العيون، وترف له الجفون، وتهتف له القلوب، وتنشد له الأرواح نشيد الحياة من دون ركاكة ولا لعثمة. هذه بلادنا كجناح الطير يعانق الغيمة فتمطر فرحاً، والناس من على أرضها فراشات ملونة بالهناء، وأزهار تفوح بعطر البهجة والحبور، والسرور.
 هذه هي الأوطان عندما تصير في الوجدان نبرة فأغنية، فسيمفونية ترتل آيات الجمال في هذا الوجود، وتملأ الحياة رفرفة كأنها الوريقات في مواجهة النسيم، كأنها الخدود في لفحة العبق، كأنها النجود تحمل في الطيات لهفة العشاق لصباحات محمولة على أكتاف التفاؤل، هذه هي بلادنا، هي تسرد قصة عشاق آمنوا بالحب كدب يحمى العيون من غبار الدهر، وبالإنسانية كخيط مسبحة يشد خرزات التسبيح لتصبح في السماء نجوماً تضيء الحياة وتملأ الأرض رطباً جنياً. 
هذه هي بلادنا ونحن نتلو سردها بشغف المدنفين ولهف المغرمين، ونمضي في الحياة حقباً لا نلوذ إلا لحبها حتى وجدها الآخرون في صمت الليالي درة في لجة، وجوهرة في مهجة، وموجة تغسل قميص التاريخ بنبع من نبوع الطامحين الساهرين على مخدعها كطفلة مدللة لها في الشؤون غرض، وفي الشجون عرض، وفي لوعة العشاق نبض، وخض، هذه هي بلادنا أحبها أهلها فأحبها الناس، وأعزها بنوها فرفعها الآخرون عند هامات النجوم.
اليوم ونحن نتابع استبيان التفوق فنجد الإمارات في القلب صورة تتجلى بمكانة ورزانة وأمانة، نجدها في الحلم راية، وفي الواقع قيثارة تهذب المعنى، وترتب مشاعر الناس جميعاً بلحن وفن وتمد التضاريس مهداً لكل عاشق للحياة وكل محب للحرية، وكل شغوف لهوف بحياة لا تنغصها لقمة ولا تكدرها نأمة، هي هكذا أراد لها المؤسس، وسار على نهجه القادة المبجلون يطوفون بالديار المنعمة وهي في التاريخ نخلة تسامقت، وبسقت، وتنسقت ونهلت من رحيق من أحبوها ما جعلها في الأنام الفريدة العتيدة التليدة الرخية العطية المنعمة بخير المشاعر، ولطف العلاقة مع من انضووا تحت ظلها ونالهم منه ما جعلهم في العالم نجوماً تنفرد في الضوء الوضيء، متجردة من غشاوة ومن غبش. هذه الإمارات تمضي قافلتها نحو الأفق، ومعها طموح الأبناء بلا نهاية أن الحياة جسر للوصول وليس مكاناً للتوقف. 
هذه الإمارات اليوم تبث الخطوات قطرات من ندى الأحلام الزاهية وتنثر عبيرها في غرف العالم بخوراً طيب الأعراق.