أربعة أسابيع من الإثارة والمتعة الكروية عشناها مع كأس العالم (قطر 2022)، من دور المجموعات إلى مباراة نصف النهائي بين المغرب وكرواتيا، وحتى النهائي بين الأرجنتين وفرنسا، وتمنيناها لو طالت لأكثر من ذلك لما شاهدنا من المنتخبات الأربعة والمنتخبات الأخرى في واحدة من أكثر بطولات كأس العالم إثارة ومتعة ومستوى، ناهيك عن التنظيم الأكثر من رائع من الأشقاء القطريين الذين أثبتوا للعالم بأن العرب عامة ودول الخليج خاصة قادرة على تنظيم أحداث كروية مهما كان مستواها ورياضية مهما تعددت ألعابها، لأننا لا نقل عن سوانا من الدول التي استضافت المونديال في نسخها الحادية والعشرين منذ انطلاقتها في عام 1930.
فالبطولة قدمت منتخباتنا العربية في أبهى صورها بدءاً من فوز المنتخب السعودي على بطل العالم في أولى مبارياتهما، مروراً بالمنتخب المغربي الذي أبهر العالم وتحقيقه حلم العرب وأفريقيا ببلوغه المربع الذهبي انتهاء بالبطل المتوج الأرجنتين بقيادة الأسطورة ميسي ورفاقه وتحقيق حلمه الذي كاد أن يكون ناقصاً لولا حمله كأس البطولة من راعي البطولة أمير دولة قطر، الذي بفطرته سلمه الكأس الغالية وألبسه «بشت التراث الخليجي» الذي سيظل راسخاً في الأذهان كلما عدنا بالذاكرة إلى النسخة الثانية والعشرين من البطولة.
لقد حاولت العديد من الدول التقليل من قدرة قطر على استضافة البطولة، وطالبت ببعض الشروط التي لا تتناسب وديننا وتاريخنا وثقافتنا وإرثنا، إلا أن الأشقاء القطريين كانوا أكثر منهم حنكة وحكمة في التمسك بموروثهم وثقافتهم وتمسكهم بدينهم مع انطلاقة البطولة رغم تهديدات البعض بالمقاطعة والانسحاب خلالها، إلا أنه تم احتواء كل ذلك، وبطريقة لم يشعر المطالبون بها بالتحدي من الجانب القطري، وإنما ظناً منهم بأنهم سوف يتمكنون من قلب الطاولة في اللحظات الحاسمة.
وكان لموقف أمير قطر في كل مداخلاته ولقاءاته الإعلامية مع الأطراف، المطالبة بالتهدئة في وقتها والتمسك بالقيم الأصيلة خلال مجريات البطولة التي أنستهم ما كانوا يطالبون به بين الحين والآخر.
شكراً قطر حكومة وشعباً لنجاح البطولة، والتمسك بثقافتنا وديننا وموروثنا خلال البطولة وحتى لحظات التتويج التي أنست المطالبين بذلك بالنجاح الكبير التي أراد لها البعض عكس ما انتهت عليه من نجاح فاق ما توقعوها.. شكراً قطر لما قدمتموه من نجاح ومتعة وإثارة.