عنوان الفرح، السعادة، القوة، الفخامة والشموخ، بل هو الدفء في الحياة العربية، هو الرجولة والوجاهة، عنوان للريح التي تهب على الصحراء، ناراً وبرداً وسلاماً. في «جلة» الشتاء وبرده هو الصدر الذي يدفئ الجوف، هو الحامي من العواصف وما تذروه الرياح، هو التنور، والموقد الحاضن للصدور الراجفة والباردة. العربي ابن الصحراء عنوانه نخلة وبشت لتكتمل صورته وجماله ووجاهته، ظل هذا الحضور والمشهد الجميل عند العربي وحده، هو الذي يعرف أهمية البشت والنخلة، وبما أنه عزيز وذو أهمية كبيرة، فإنه لا يظهر إلا في المناسبات الكبيرة والسعيدة، خاصة ذلك البشت الجميل الذي يطرز بالخيوط الذهبية والقماش غالي الثمين، وحده عنوان العزة والسعادة والانشراح. يحضر في أفراح الأعراس، ويكون تاج الفرح، لذلك العريس الذي يدخل حياة جديدة. إنه ملبس المناسبات الكبيرة والسعيدة، خاصة عند العربي في المناطق الصحراوية وأهل الجزيرة العربية والخليج العربي، على وجه الخصوص. 
هذا البشت الجميل خرج من محيطه العربي، ليكون حدثاً مهماً ولافتاً عند الكثير من شعوب العالم المهتمة بعالم الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، الفكرة الجميلة التي أبدعتها قطر في بطولة كأس العالم، وتتويج الفريق الفائز بالكأس - الأرجنتين وقائد فريقها «ميسي» وإهداؤه البشت العربي، بالتأكيد فكرة فريدة وجميلة، أسعدت الجماهير العربية وعرّفت باللباس العربي والعباءة العربية ومكانتها الاجتماعية والثقافية، مدلولاً ورمزاً، لكل تاج الفرح والسعادة. 
بعض الأفكار قد تصيب الأهداف المراد تحقيقها وقد تروّجها لتعم أحداثاً ومناسبات قادمة، هذه الفكرة الجميلة هي تأكيد على أهمية التعريف بثقافة الشعوب وحياتها الاجتماعية والثقافية، عندما تأتي الفرصة. لقد لاحظنا سعادة اللاعب «ميسي» بالبشت، وكذلك كل أعضاء الفريق الذين حققوا أهم بطولة عالمية، بل إن الكثير من محبي كرة القدم والفريق البطل يتسابقون للحصول على البشت العربي، وكانت هذه الصورة الفريدة التي يظهر فيها أفضل قائد لفريق رياضي في العالم/ بطل كأس العالم، هي الباب والنافذة والمفتاح لتتعرف شعوب العالم على الثقافة العربية ومدلولات بعض الرموز عند العربي. 
أظن أن هذه الفكرة الجميلة، سوف تظهر في مناسبات قادمة في الجزيرة العربية والخليج العربي، وربما خرجت من المناسبات الرياضية إلى مناسبات أخرى، خاصة في الأعياد والمؤتمرات والمهرجانات التي تطوف العالم العربي. نحن العرب قد لا ننتبه إلى الرموز الثقافية المهمة التي يراها الآخر بأننا عنوانها ونشبهها في الحياة اليومية، فدائماً ما يصور العربي في الجزيرة العربية والخليج العربي، بأنه بين خيمة شعَر وجمال وصحراء، وبعض مظاهر ومشاهد، ما تركته حكايات كتاب ألف ليلة وليلة، عند الآخر! ويحتاج العربي للاشتغال وعمل الكثير، حتى يمسح تلك الصورة النمطية من ذهن وتخيل الآخر، عن العربي وثقافته وحياته الاجتماعية. ولذا فإن فكرة إهداء البشت العربي فكرة موفقة لنشر الثقافة العربية ومدلولاتها، وصورها الجميلة.