كل عام والإمارات وطن البهاء والسعادة والتسامح والجمال. لقد حققت دولتنا جميع عناصر وأسباب السعادة للمواطن والمقيم وحفظت حقوقه وكرامته. ونحن نضع خططنا وتطلعاتنا لعام 2023 علينا أن نتساءل ماذا حدث لنا كبشر أثناء الإغلاق التام والعزلة التي فرضتها علينا جائحة كورونا؟ الإجابة: لقد كنا كبشر على وشك خسارة الكثير، وبذلك شعرنا بالإحباط لأننا فقدنا حريتنا للخروج من المنزل متى شئنا أو اختيار الوجهة التي نقصدها من بين جميع الأماكن المتاحة؟ الحرية والاختيار من أهم عناصر الإنسانية والشعور بالذات ولذا قرر كل منا أن يقدم شيئاً مختلفاً فور انقشاع غيمة كورونا، بالنسبة لي، كانت اختياراتي محددة إما البقاء كسابق العهد، أو البكاء على الماضي، أو التفاؤل والإيجابية واستشراف جمال المستقبل.
لو عدنا إلى زوايا أنفسنا لوجدنا سؤالاً يدور في أفلاك فكرنا ولا ينتهي دورانه ألا وهو، ما هي القصص التي نود العالم أن يعرفها عنا؟ وما هي الأشياء التي نوليها أولوياتنا ونحن في طريقنا إلى الأفضل؟ ما الذي نقوم به للحفاظ على قيمنا ومبادئنا وحمايتها من الاندثار؟ كيف نفاوض الأجيال في مساحات الواقع والتحول ونحن في ثقافة تضطر إلى التحول عبر الزمن؟ كيف يمكننا الاستمتاع، ترسيخ القيم الإيجابية، مواجهة التحديات وتقليصها؟ لذا كان اختياري أن أرى كل شيء كما هو بجمال معانيه وعمق مفعوله. هكذا يكون الغد أجمل، هي معادلة تشمل الإيمان والتعلم من الماضي والتفاؤل والعمل الجاد.
وكما حول سكان جزيرة أوكيناوا مفهوم «إيكي قاي» إلى أسلوب حياة سعداء، ولا ننسى أن أغلبية معمري العالم ممن تجاوزت أعمارهم 100 عام يسكنون في أوكيناوا. وللعلم، عندما دخلها اليابانيون ووضعت الجزيرة تحت هيمنتهم في القرن 16 عشر طُلب من الأهالي التخلي عن أسلحتهم، فما كان منهم إلا أن فعلوا ذلك بكل بساطه فقد حولوا قوة صراعهم للبقاء والإبقاء على مكتسبات حياتهم إلى قوة أذهانهم، ولذا اخترعوا ومارسوا الألعاب القتالية ومنها الكراتيه التي تعني باليابانية «كرا» هي خالي أو فارغ و«تيه» هي اليد إذن كراتيه هي اليد المجردة. قصص من التاريخ تصنع أمجاداً، وللعرب حضارة لابد أن ننبش في ثناياها ما يستدام للمستقبل.
للعارفين أقول، الوقت محطات ومنازل وأفكار وممارسات وفلسفة ومودة ووفاء وولاء للوطن. بالعلم الذي سلحنا بع الباني المؤسس نحن رهن إشارتك يا وطن. كل عام وأنت الجميل والأجمل.