انطوى عام كان بوابة لإنجازات كبيرة على كل المستويات، ذهب وحمل معه همومه وأفراحه. نحن أبناء القادم الموعودون بالجمال والجديد في كل الميادين علينا أن نأمل الجديد الجميل في عام بدأ للتو كتابة أيامه في روزنامة- دفتر الوقت، كل الإشارات والحلم بالاختلاف ظاهرة من أول إطلالة لعام قد لا يشبه الأعوام الماضية التي سادت فيها وجوه يغطيها كمام. مدن أقفلت أبوابها في أزمنة الوباء والمرض والتوتر الذي ساد مدناً كثيرة. تركنا ذاكرة تلك السنين الماضية التي لا أسف عليها، وبدأنا في الجديد. منذ عام ونحن نسعد بأن الحياة عادت إلى الفرح والسرور، اختفت كل لوحات وإرشادات الفحص والتدقيق، وانطلقنا بخطوات مطمئنة إلى الحياة الطبيعية الجميلة. والآن ندخل عاماً جديداً يستحق أن تطلق فيه هو أيضاً فرسان فرحنا، وأن نشعل كل أصابعنا شموعاً للعام الجديد، لنجعله مختلفاً حقاً، مليئاً بالفرح والسعادة.
 جميل أن تضيء كل الشوارع والمباني والحدائق والطرقات، علينا أن نعلي أصوات الموسيقي والأناشيد، وأن نشتغل هذا العام الجديد بالأمل والأحلام الكثيرة والجميلة. الحياة لا تستحق أن نكدر وقتنا أو زمننا بالمنغصات والتشاؤم أو الأسف على ما قد يكون فات من أيامنا، أمامنا وقت وزمن لا ندري كيف ينتهي؛ ولذلك جميل أن نستغل كل لحظة يبتسم فيها الزمن لنا، ويدعونا إلى الانطلاق في الدنيا الواسعة. وعندما يهب لك الله بلداً جميلاً ورائعاً، مثل الإمارات بمدنها الجميلة وبحرها وجبالها وسهولها، والصحراء الواسعة، فإن عليك أن تنطلق مع كل نسمة ريح وكل إشراقة شمس إلى عالم الجمال والفرح. الحياة لا تهب مرتين، فإن وجدت الصحة والعافية، فإن كل شيء ينبغي أن يكون مفرحاً وسعيداً، الحياة رحلة قصيرة، ولا تستحق غير الفرح والحبور. 
هذا العام الجديد يطرق أجراسه ونواقيسه، يدعونا لأن نستغل الوقت في الجميل والمفيد، بل إنه مكافأة لأزمنة كدرة وحزينة ومملة، مرت بنا قبل أعوام قليلة؛ ولذلك افتح صدرك للريح والمطر والشمس، حلّق مثل طائر أو فراشات الحقول، الحياة فرح وابتسامة وجمال، استغل أي فرصة وإن كنت متعباً من الظروف الخاصة، كافئ نفسك بساعات أو أيام تفرح فيها ملء قلبك. العام الجديد يدعوك للفرح والسعادة، لا تضيع أي فرصة لتحتفل بالأحباب، بل لتحتفل، بنفسك وبأن الله أمد في عمرك وحياتك حتى تصافحت، مع العام الجديد. لذلك ارحل في دنيا الله الواسعة بسعادة وفرح، لديك مساحة من الوقت، يمكنك أن تصنع سعادتك حتى في محيط منزلك أو حديقتك، اترك ما يكدر خلف ظهرك وحلّق بعيداً، غنِّ مع عصافير الصباح، اقطف زهرة/ وردة واهدها لمن تحب أو حتى قدمها لنفسك. أنت جميل وتستحق الجمال والحياة. لا تأسف كثيراً على من غادرك من الأصدقاء أو الأحباب، فإنها سنة الحياة وصيرورتها، أنت شجرة قد تسقط أوراقها، ولكن بعد حين، تظهر ألف ورقة جديدة، وغصن، وأزهار جميلة. عام جديد وحلم جديد وأمل كبير، بأنه سيكون زاهياً.