كأس الخليج أكثر بطولة عربية مستقرة، وأهم بطولة للمنطقة، فهي التي صاغت اللعبة، وطورتها، وصنعت قوة منتخباتها على المستوى العربي والإقليمي والقاري، ومنذ انطلاقها ظلت دورات الخليج عيداً لكرة القدم، بمنافساتها، وبدرجة حرارتها.
وعلى الرغم من ذلك تتكرر كل فترة نفس الأسئلة: هل تستمر البطولة؟ هل ما زالت تحمل الأهمية نفسها؟ هل هي مفيدة لمنتخبات الخليج حقاً التي تتبارى مع نفسها، بينما يستند التأهل للبطولات والمنافسات الآسيوية الأكبر إلى مواجهات مختلفة الطابع والمدارس؟ الأعياد بمفهومها الجميل تبقى أعياداً، ومهما كانت البهجة والإثارة وقوة المنافسة، فإن لكل منتخب مشارك في «خليجي 25» أهدافه المرحلية، وأهدافه البعيدة التي تحمل طموح الفوز باللقب.
سأفترض أنني مشجع لمنتخب الإمارات، والواقع أنني كذلك، فماذا أنتظر وماذا أريد من الفريق؟ من الطبيعي أن أفكر كمشجع في الفوز باللقب، لكن قبل ذلك يجب أن أدرك أن «الأبيض» في مرحلة بناء، بمشروع متكامل، من أجل المستقبل، فالفريق يضم مجموعة من الوجوه الجديدة، ويدعمهم أصحاب خبرات وتجارب، وهو أمر محسوب في عمليات البناء، ودون شك أن الفوز باللقب سيمثل دفعه معنوية للمنتخب بعد تراجعات في المستويات والنتائج مؤخراً، لا سيما في تصفيات كأس العالم 2022، وفي نهائيات كأس آسيا 2019، وما أرغب به هو عودة الفريق إلى دائرة المقدمة، وإلى المستويات التي كان عليها يوم فاز بكأس الخليج في عامي 2007 و2013.
المدرب أروابارينا تولى مهمة قيادة الفريق فى فبراير 2022، ولم تأت النتائج كما أتمنى كمشجع، كما لم يكن الأداء كما يجب أن يكون في زمن الكرة الجديدة، حتى بعد الفوز على منتخب لبنان بهدف للاشيء، والكرة الجديدة مرحلة ما بعد الكرة الحديثة، فالفريق لا يتحول سريعاً بين الدفاع وبين الهجوم، ويبدو أحياناً مكوناً من مجموعة لاعبين يؤدون الواجب الدفاعي ومجموعة أخرى تؤدي الواجب الهجومى، وهذا يعد خللاً كبيراً في الجماعية وفي فلسفة اللعبة الآن، حيث يتحرك الفريق ككتلة واحدة دفاعاً وهجوماً، كما شهدت مباريات «الأبيض» العديد من الأخطاء الدفاعية، علماً بأن الدفاع فى اللعبة اليوم ليس خطاً يسكن فى نهاية الملعب، وإنما هو منظومة، متكاملة، تقوم على فعل كل ما هو ممكن لحرمان المنافس من التقدم إلى أرض الفريق، إلى ملعبه، والاقتراب من منطقة الجزاء، ومن أهم أساسيات هذا العمل الدفاعي ممارسة لاعبي الأبيض للضغط المنظم المدروس.
تلك أساسيات حتمية في كرة القدم اليوم، ويضاف إليها المهارات الفردية والحلول المختلفة، من تسديد، واستغلال الكرات الثابتة، واستخدام الكرات العرضية المرسلة لزميل وليس إلى منطقة جغرافية في الملعب، هي منطقة جزاء المنافس، وعدم إهدار الفرص السهلة للتهديف.
** المباراة الأولى للأبيض أمام منتخب البحرين حامل اللقب، والمباراة الأولى هي مفتاح الفريق في البطولة.