حديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يجب أن يكون منهاجاً ونبراساً في القطاع الرياضي، ونهجاً للأندية، وتوجهاً للاتحادات والهيئات الرياضية بمختلف تخصصاتها ومجالات عملها، لأنه العودة إلى جذور الأهداف التي أُنشئت من أجلها الأندية، في العمل على شغل أوقات الشباب وتطوير مهاراتهم، في مختلف المجالات الرياضية بالدرجة الأولى، والثقافية والاجتماعية والفنية، حيث كانت الانطلاقة الأولى لتلك الأنشطة مع قيام الدولة.
وعلى مدى خمسة عقود من قيام الدولة، تطورت منشآتنا الرياضية، وقلّ اهتمامنا بممارسيها من أبنائنا، نتيجة التوجه الخاطئ في دور الأندية، بتعزيز هذا الجانب في بناء شخصية أبنائنا، من خلال ممارستهم لهواياتهم المختلفة، وأصبح التركيز منصباً على الرياضة فقط، من دون الأنشطة الأخرى، ثم تجاوزت ذلك إلى أنشطة رياضية فقط، وبعدها تقلصت الأنشطة الثقافية في أنديتنا، وتركزت على الرياضية، وقبل 15 عاماً توجهت رياضتنا عامة وكرتنا خاصة نحو الاحتراف الذي أفقد الأندية بريق استقطابها للشباب في ممارسة أنشطتهم المحببة، وتركزت على كرة القدم قبل الاحتراف، ثم إلى الاحتراف، واتساع عدد لاعبي كرة القدم في الأندية بمختلف فئاتها، الأجنبي والمقيم والمواليد، وأصبحت فرص لاعبينا في الأندية محدودة، ومجالات ممارسة هواياتهم معدومة، ليلتقطهم الشارع، وتعج أنديتنا بغيرهم، الأمر الذي انعكس سلباً على رياضتنا في المنافسة، وما نتائج «خليجي 25» في البصرة، وقبلها من البطولات، إلا إفرازات التوجه الخاطئ للأندية في رعاية الموهوبين من أبناء الوطن.
صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، دعا إلى العودة للأهداف التي أنشئت من أجلها الأندية، ودورها في بناء الشخصية الإماراتية، في مختلف المجالات، باعتبار أن دور الأندية الرياضية مكمل لدور المدرسة في تكوين شخصية أبنائنا، وبناء مستقبلهم في مختلف التوجهات.
وكما قال سموه إننا صعدنا إلى كأس العالم بأبنائنا المواطنين في زمن الهواية، وأخفقنا مع الاحتراف الوهمي الذي نعيشه، لذلك لا بد من دراسة الظاهرة السلبية لمرحلة الاحتراف، والعودة إلى دور الأندية في الأهداف والرؤى، وإعادة البناء بما يحقق أهدافنا بصقل هوايات أبنائنا ومتابعتهم، لنعود كما كنا في زمن الهواية، وتعود كرتنا إلى الواجهة، كما عهدناها، وهواية تقودنا إلى منصات التتويج، خير من احتراف يزيحنا عنها.