احملْ وردة جوري حمراء وقدمها للحبيبة، للوالدة، لابتسامة المساء، وإشراقة الصباح، غنِّ للحياة، فأنت لن تعيش مرتين، اصنع الحب، ابذر الخير، ابحث عما يخرجك من روتين الحياة، ارحل مع القمر الساري، وأمضِ يومك وليلك مثل نجم لامع في السماء الصافية. افرح مع أي عيد أو بهجة تأتي، وما أكثرها في هذه الأزمنة، وما أجمل أن نصنع لكل مناسبة عيداً بهيجاً وسعيداً، سمِّ أعيادك ما شئت، اصنعها إن لم تحضر، نادِ فرحك وسرورك وبهجتك، بأي عيد يأتي بالجمال والفرح والحبور، قل له: أنت عيد الحب، عيد الماء، عيد الأم، عيد الشجرة، عيد المرأة، وعيد الأزهار والورود.
 أزمنة كثرت فيها الكوارث والزلازل والحروب في العالم، بالتأكيد تحتاج لألف عيد، نحن تحتاج لمساحة من الفرح والطمأنينة والشعور بالأمان والسلام. كل صباح ادعُ ربك أن تهل تباشير الأعياد، أياً كان اسمها. تعب الوقت والزمن من الحوادث المزعجة والمؤلمة، ولم يتبق غير أن نشعل أضواء ومصابيح الأعياد، وأن نصنع فرحنا بأيدينا. اليوم عيد الحب، هذه المحطة الجميلة التي تعني الكثير للعاشقين والمحبين، إنها محطة لكل معنى نبيل للحب، للفرح. قد لا يحب بعضهم أن يطلق عليها عيداً لأسباب كثيرة، ولكن بالتأكيد هي مناسبة جميلة وفريدة ومبهجة. قد لا تكون لك حبيبة، أو أن زمن الحب والعشق والهيام قد مضى، ولكن بالتأكيد لك جدة أو أم أو زوجة أو أخت، وتستحق كل واحدة منهن أن تقدم لها الورد أو التهنئة أو معاني المودة النبيلة، وأن تصنع لهن يوماً من الفرح. 
لا أحد يرفض أن تعم الفرحة والطمأنينة والصحة والعافية، إنها محطات مهمة في الحياة اليومية، هذا يومك المفرح، إن كان كذلك فقد لا يكون غداً، أو في المستقبل كما هو اليوم، إذاً ما المانع أن تفرح وتشارك في أي مناسبة مفرحة للآخرين، أياً كانت المناسبة؟ الفرح وردة/ زهرة يانعة لها وقت وزمن ولا تظهر كل حين، والإنسان المتصالح مع نفسه وزمنه والحياة العامة واليومية للناس، يسعد بأي مناسبة سعيدة. 
هذه المناسبة «الفالنتاين» أو عيد الحب الذي ينتشر الآن في معظم الدول بمختلف ثقافاتها وموروثها الاجتماعي ومعتقداتها، سلخ من محتواه الأول الذي بدأت به المناسبة، وكذلك لم يعد يرمز لقدوم الربيع كما كان يحتفل به الرومان، ولم يعد مناسبة خاصة بثقافة معينة، وأصبح يوماً خاصاً عند الكثير من الشعوب، وأخذ صوراً عديدة في طريقة الاهتمام به، واستغل أفضل استغلال بأن يكون مناسبة للكسب والتربح، ملايين المحلات التجارية تحقق أرباحها بما يصنع وينتج من مختلف الصناعات الخاصة باسم عيد الحب. كذلك يكسب مزارعو الورود والأزهار، ويربح صانعو الشعارات الصغيرة والتذكارات وملصقات عيد الحب. إنه عيد أو مناسبة سعيدة لعشاق كثر، ليس المحبون وحدهم، بل حتى محبو الربح من يوم لا تشبهه كل الأيام في أهميته. قد يبدو احتفال البعض احتفالاً صغيراً وخفيفاً، ولكنْ يعني الكثير، الكل مبتسم وفرحان حتى وإن كان عيد الحب لا يعنيه.