لحظات فارقة عاشتها بلادنا مع انطلاق سلطان النيادي إلى الفضاء، حاملاً معه طموحَ شعب وأحلامَ وطن وإصرارَ قيادة آمنت بقدرات أبنائها، فمنحتهم أقصى ما يمكنها، عبر عقود طويلة من بناء الإنسان القادر على الاشتباك مع تحديات العصر، وتحويلها إلى مكاسب.
إجابات واضحة لأسئلة كثيرة سيقدّمها النيادي للعالم عن قصة التنمية في بلادنا منذ عهد المغفور له الشيخ زايد الذي كتب بيده الكلمات الأولى في قصة الطموح الإماراتي، وجاء أبناؤه من بعده ليضيفوا لها الفصل تلو الآخر ويسابقوا الزمن ليثبتوا للجميع بحق أننا دولة المستقبل.
من على متن محطة الفضاء الدولية، سيكشف النيادي للعالم عن تلك القاعدة الصلبة للنهضة العلمية التي بنتها الإمارات، وعن قوامها الأساسي المتمثل في القوى البشرية المتعلمة والمؤهلة والقادرة على تشكيل روافع قوية لمشروعات حضارية، استطاعت منافسة الكبار في مسارات العلوم المتقدمة.
سيحكي النيادي عن «أم غافة»، الهوى والهويّة، والشجرة التي نمت تحت أغصانها طموحاته وآماله، وزادت في ظلالها قوة إرادته، وتعلَّم من عمق جذورها كيف تكون الصلابة لبلوغ الهدف، والوصول إلى دروب صعبة لا يسلكها إلا الراسخون في حب الأوطان.
سيرسم النيادي للعالم الصورة الأحدث لإنسان الإمارات في الخمسين الجديدة، طاقاته، طموحاته التي عانقت السماء، آماله التي لم تحدّها حدود، خبرته الثرية في مواجهة الصعاب، قدرته على الإنجاز، شغفه بالمعرفة، انشغاله ببلوغ الهدف، ثقته بحاضره ومستقبله، روحه التي تعشق القمم.
بوصول سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، نكون قد أضفنا أحد أكبر الفصول في قصة طموحنا، تتويجاً لطموحات وخطط وجهود تراكمية، بدأت عملياً منذ سبعينات القرن الماضي، ثم انطلقت لاحقاً في مسار مؤسسي، لتحلِّق بنا أبعد مما كنا نتصور.
لا كلمات يمكنها أن تصف الإنجاز.. غير أننا نقول: حفظ الله قيادتنا وهي تجعل من كل حلم حقيقة وواقعاً. ورحم الله الشيخ زايد الذي كانت أحلامه كبيرة ومن عنده بدأ الطموح.. وإلى إنجاز جديد.