عند خاصرة الجبل، في مقلة الخليج العربي، تسبك خورفكان قلادتها التمردية، وتمضي في الفرح الأخضر جذلاً، وضفائر الأحلام تنسدل خصلات بهجة، وفخراً بالمعطيات.
هي هكذا هذه المدينة العذراء، عند شجرة النخيل، تهز جذع جمالها، وتسير في الوجود طلعة بهية، هي هكذا الأنامل السخية، حاكت حرير معطفها، ومهدت للزمان مكاناً أحلى من وميض النجمة، أجمل من شرشف الغيمة، هي في الحياة وردة برية تترقرق عند أجنحة الفراشات، وتلون ثوبها بألوان النهج الذي اختطه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وهذه هي سجية النبلاء، هذه نجابة الكرماء، هذه هي الإمارات في المبتدأ والخبر قصيدة نثرية، توزع جملتها المعرفية على ربوع وجموع، وتسري في ربيع العمر وكأنها النياق تدر وهج الترقي والنشوء، هذه هي خورفكان في ضمير أهلها غزالة في الحقل، عشبة عند الجدول ترتب مشاعرها، خصباً وخضاباً في كفوف اللدانة، وتحتفي بالعيون والعشاق كثر، لأن للجمال بريقه، ولأن للرونق مشهده الحضاري، ولأن لسلطان الأحلام الزاهية رؤيته، ورأيه في البناء والتشييد، ولأن لخورفكان شرفتها الواسعة على البحر، وعند ضلوع الجبل.
في الصباح تبدو المدينة حسناء تمشط الجديلة بأهداب الشمس، وتغسل المحيا بعذب الرضاب الهاطل شوقاً للعيون الحور، والشفاه اللمياء.
خورفكان في الوجدان تبدو اليوم، نبضة، تبدو خصلة على الجبين، تبدو سنبلة تحت وهج اللجين، تبدو خشف ريم يحبك ثيمة الرواية التي خطها كاتب الروائع، تبدو في السناء وزرقة البحر، زعنفة ترفرف من أجل موجة تهدهد مشاعر من أشغلتهم كثيراً هفهفات الأوراق عند مسامع الطير، عند نياط عذبتها الورطة الجميلة، لتلاقٍ لا فيه غشاوة ولا ربقة، إنه التلاقي في صباحات ملؤها نقاء السريرة، وخورفكان العذراء، هي براعة طلعتها، ومهارة عطائها حلم الطيور في الرفرفة، ونبض القلوب في البث والحث والنث.
خورفكان التي حازت أفضل مدينة عربية سياحية، تبدو في هذا المنجز الحضاري، الرائقة في قطف الاستثنائية، المحدقة في الوجود بكبرياء جمالية لا سقف لها إلا السماء، لا حدود لها إلا اللا نهاية، لأن الجمال في الوجود، جملة لا يعرف أبجديتها إلا من له في الثقافة جذر وسبر وخبر، هو سلطان القاسمي.