ربما لا يمر يوم إلا وبرزت على صفحات الإعلام المقروء، أو المرئي، ما يشبه حبة الرمل التي تسكن تحت الجفن، فتؤذي العين، هذه الحبة التي عجز المفكرون، وعلماء الذرة من أزالتها من واقع البشر.
لماذا ما يحدث لا يكمن السر في الإسلام، وإنما هو من حمل الرسالة المقدسة بالمقلوب، فانقلب معها على ما جاءت به الرسالة، مما فتح شهية من تربصوا، ومن اندسوا تحت الجلد، ومن تحينوا الفرص، كي ينقضوا، وكي يفتكوا، وينتهكوا، وينهكوا ويكثروا من الإشارات الحمراء في وجه عربة الإسلام، التي أعطبها المتطفلون، والمزيفون والوصوليون، والانتهازيون، والذين في قلوبهم مرض، وفي نفوسهم غرض.
اليوم نجد أنه لو عثرت ناقة في العالم من شرقه، إلى غربه، فالأصابع على الفور، ستشير إلى الإسلام بأنه هو المتهم الأول، ولن ينتظر أحد الأدلة، ولا داعي لعقد جلسة محاكمة، لأن السكين قد سنت، وأن المتهم بغباء فادح، وواضح، هيأ التربة الخصبة، لكي يعطي للمدعين، والمشوهين المبرر، الذريعة، لكي يلصقوا بالإسلام الجريمة النكراء، وتنتهي الأمور، باستمرار الموجة الطافحة بالحقد، والكراهية، واستمراء أصحاب النفوس الضعيفة، في التلميح أو التصريح على وضع الإسلام في قفص الاتهام، لأن الذين يجب أن يدافعوا عن قضية، هم أنفسهم قدموا الأسلحة التي يتم خلالها مهاجمة الإسلام.
ما الحل، فالعالم لا زال يرضخ تحت سقف فكرة جهنمية وهي الإسلامو-فوبيا، والمسلمون لا يملكون سوى التعجب، وأحياناً الشجب.
هناك وسائل قوية ومؤثرة، وسوف تقوم بدور فاعل، وجذري في علاج هذه القضية. فنحن لا زلنا نحذر أبناء المسلمين من هذه الآفة، ومستمرون في هذا المنوال، ولكن هذا لا يجدي إذا لم تتحرك أجهزة إعلام موحدة، ومجهزة بأدوات الإقناع، وليس الدفاع، كما أن الحاجة ماسة إلى إسكات الأصوات النشاز، وهذا لا يتعارض مع الحريات، لأن الحريات إذا ما اصطدمت بحريات الأوطان فإنها رصاصة في العنق.
فحرية الوطن، وسلامته من الآفات فوق كل اعتبار. كما أن للمؤسسة التعليمية الدور المهم في بناء الجدران المتماسكة، فلا يمكن أن نستمر بمناهج بعيدة كل البعد عن الثوابت، والخوض في مفردات تقصي الحس الديني باعتبارها تبعد مجتمعاتنا.
نحن أقوياء، نحن نملك الحجة والبرهان بأننا لسنا أعداء لأحد، ولكن كيف نثبت ذلك؟ نستطيع إذا اتجهنا للآخر بثقة، وثبات، وبرهاننا هو ديننا الذي آمن بجميع الرسل، ولم ينكر رسالة ولا عقيدة.