هل هناك دلالات على تأهل منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والعراق وأوزباكستان للدور قبل النهائي لكأس آسيا للشباب؟
وجود اليابان وكوريا الجنوبية يرتبط بصورة مباشرة بمشروع كرة القدم في البلدين، وتقدم منتخب العراق إلى مربع القمة في البطولة ممثلاً عن غرب آسيا المنافس التقليدي للشرق، يشير إلى أن الكرة العراقية في مرحلة شد الرحال أملاً في العودة إلى الطريق، أما دخول أوزبكستان من وسط آسيا إلى المربع الذهبي، فيمثل محاولة مستمرة من الدولة للدخول إلى دائرة القمة في الكرة الآسيوية، علماً بأن منتخب أوزبكستان هزم أستراليا بركلات الترجيح، وكان «الكانجارو» هزم منتخب قطر بتسعة أهداف، فوضعه الخبراء على صدر المرشحين، لكنها كرة القدم وما فيها من دراما وعجائب.
اليابان وكوريا الجنوبية هما تقريباً الجناح الثابت في خريطة الكرة الآسيوية المتغيرة، خاصة مع خروج المنتخبات العربية التي تمثل جناح الغرب المنافس الأول لشرق آسيا في مختلف البطولات، بما فيها مسابقات الأندية. والمقصود بالسؤال في المقدمة أن بطولة الشباب القارية قد تكون تعبيراً عن المستقبل. فالمسابقة هي التي يفترض أن تفرز المنتخبات الأولى. وهو الأمر الذي أكدته ظاهرة السنغال على المستوى الأفريقي. توج منتخب السنغال ببطولة القارة للشباب لأول مرة في تاريخه، بعد تغلبه على منتخب جامبيا في المباراة النهائية، وبذلك فاز منتخب السنغال بجميع مبارياته الست في البطولة وامتزجت انتصاراته بالأداء القوي، وبهذا الفوز أكملت منتخبات السنغال حلقة تفوقها أفريقياً، حيث فاز المنتخب الأول بكأس الأمم الأفريقية، ووصل لكأس العالم، ثم فاز منتخب السنغال للمحليين بكأس القارة، وها هو منتخب الشباب يتوج بطلاً لأفريقيا.
هناك مشروع في السنغال للمنتخبات، بينما الأندية السنغالية لم تعد داخل خريطة المسابقات الأفريقية، لأن وجود الأندية في دائرة المنافسات القارية تحكمها عوامل لا يمكن السيطرة عليها من جانب الدولة واتحادها الأهلي، وتلك قصة يطول شرحها.
ما أصاب منتخب قطر للشباب في كأس آسيا هو نفسه ما أصاب منتخب مصر في كأس أفريقيا. كلاهما خرج من الدور الأول بهزائم متتالية وبأداء مخيب للآمال، ومثل انعكاساً لحالة المنتخبات في البلدين، وربما لا يوجد أي مشروع واضح المعالم في الكرة المصرية، بينما الأمر في الكرة القطرية يشير إلى وجود مشروع، لكنه غير ناجح ويتطلب مراجعات وتطويراً.
وجود العراق وأوزبكستان في الدور قبل النهائي لكأس آسيا للشباب يمكن أن يكون نداً للجناح الثابت، اليابان وكوريا الجنوبية. ونأمل أن يكمل العراق طريقه ويتوج باللقب، كي يظل الغرب الآسيوي حاضراً في كرة القارة كما كان دائماً.
** أخيراً المستوى القاري لا يعبر عن المستوى الدولي بالضرورة، فالاستثناء منتخب غانا بطل كأس العالم للشباب تحت 20 سنة عام 2019، تبادلت منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية اللقب على مدى تاريخ البطولة.