كلنا مع النصر، الاسم والكيان التاريخي لأندية الإمارات وعميدها الكروي منذ عام 1945، الذي كان سبباً في تطور الكرة الإماراتية بلاعبيه ومنشآته وبالفرق العالمية التي استضافها، منذ أن كان ملعبه رملياً إلى أن أصبحت منشآته تضاهي العالمية، وأصبح كياناً يشار إليه بالبنان في دول الجوار والقارة.
وما يمر به النصر اليوم، أمر طبيعي للكيانات الكروية، وإن كان قد تخطى المألوف بعقود، إلا أن تباشير العمل في «القلعة الزرقاء» تبشر بأن القائمين عليه يسابقون الزمن في عودته، رغم قساوته عليهم، وعلى جماهيرهم في الوطن وخارجه، لأن كرة القدم ليست كغيرها من المجالات، وعودة البطل إلى وضعه الطبيعي قد يستغرق زمناً إلا أنه عائد لا محالة إذا ما أخلص القائمون عليه في البذل والعطاء لعودته.. فالكرة لا يمكن السيطرة على الوضع فيها بمجرد معرفة السبب، فهناك أندية كانت تقارع القمم وأصبحت في عداد النسيان، إلا النصر الذي سيكون له وجود في قائمة أبطال بطولاتنا.
للعودة متطلبات لا بد أن يدركها مجلس إدارة النادي ولجانه خاصة الكروية، لأنه في الألعاب الأخرى ليس بها شائبة إلا فيما ندر، أولها اختيار لاعبيه بدقة ولسد احتياجاته لا كل ما يعرض من المنتفعين، وأن يكون الجهاز الفني بمستوى المسؤولية في تحديد أولوياته، وتكون لجنته الفنية من ذوي الخبرة في الشأن الكروي، وأن يعي دوره في تسيير محترفيه، وفق قواعد احترافية، أسوة بالأندية المحترفة في دول المحيط، خاصة السعودية والدوريات الأوروبية، التي نتابعها جميعا ونتشدق بمتابعتنا لها.
ويقينا، يدرك الأخ مروان بن غليطة رئيس مجلس الإدارة بما لديه من خبرة وحنكة في المجال الكروي أبعاد المشكلة، وهو قادر على انتشال النصر من كبوته وإعادته إلى مكانه الطبيعي رغم طول فترة الانتظار غير المألوفة وتراجع عدد محبيه في الآونة الأخيرة، ومطالبات البعض بضمه مع كيانات أخرى، أسوة بما حدث مع أندية الأهلي والشباب ودبي. نعم متفائلون بأن النصر سيعود لمكانه الطبيعي قريباً، إذا ما تضافر الجميع لانتشاله من كبوته، وعلى مجلس الإدارة تقع المسؤولية الكبرى في ذلك.
فلنكن يداً واحدة في انتشاله من كبوته وإعادته إلى طريقه الصحيح، فالتاريخ يكتبه المخلصون وفي النصر رجال نذروا أنفسهم للمضي به قدماً إلى مصاف أندية المقدمة طال الزمان أم قصر.