-    شغل الوان «الشربت والباسَنيه» تلقاهم يلقون شغلاً في أي وقت، وفي كل مكان، ولا يحاتون من شيء، ومرات توصلهم الأشغال وهم مرَقّد في بيوتهم، ولو كان وكيل قوة في الجيش «فنش»، وظهر من شغله، بيتم سنين ومنين لين يحصل على شغل أو يرضى واحد يشغله، في معايير ومقاييس ما نعرفها في وقتنا الأغبر!
-    تذكرون عطر «اراميس» القديم، فجأة شفته بعد غياب يزيد على الأربعين عاماً في أحد المطارات مؤخراً، وكنت أعتقد أنه انقطع وصار من روائح الماضي، لكني فرحت لما رأيته، وشعرت حينها، وكأنه يجرني لسنوات بعيدة، فرائحته ما زالت في الذاكرة، وحين تعطرت منه من باب تجربة رائحة العطر قبل شرائه، رغم أني لا أحب «التستر» وأشعر دائماً أن رائحته أقوى من العطر نفسه، لذا تجد أناساً تخصص «تستر»، طلع العطر مب الذي كنت أحيدّه، شعرت أنه لا ينتمي لذلك العطر، وليس فيه منه إلا الكرتونة البنية المتدرجة والأحرف البارزة المذهبة، وين «اراميس» الأول؟ والذي كان من قوة عطره والكحول اللي فيه، تقول متسبح به، وبعض الشباب كانوا يلطمونه يوم الدنيا قحط!
-    ضحكني واحد شاف يونانية في مكان يؤمه الناس، هو أشبه بصالونات الشاي الراقية، والتي عادة ما فيها مغازلة، على أساس أن الحضور راقون، وينتقون من أنواع الشاي البنفسجي والأزرق الغامق، ويحفظون أسماءها باليابانية، المهم صاحبنا يبدو غريباً عن المكان أو أن أحداً دهاه عليه، وتم يتملق ويتميلح للصبية اليونانية، ويحاول يبثها لوعة نفسه وشجنها، وهي منشغلة في مطالعة هاتفها وتدون بعض الأشياء في دفتر صغير، والله ما صبر صاحبنا، وقام لها، وأول عبارة قالها لها، والتي هي من العبارات المتوقعة في مثل هذا الموقف: «يور فيس از فري فاميلير..»! ولو حط عقله في رأسه، وفكر قليلاً بعيداً عن العاطفة الجيّاشة، تراها تشبه «رونالدو» بتفاصيله، ولا خلّت عنه شيء!
-    ما يوترنا مثل هؤلاء المتواجدين على الصفحات والمنصات الإلكترونية، والذين يبيعون أي شيء، وخصوصاً أدوية الوهم لا الوهن، ما يصدقون أن أحداً يضيفهم بالغلط، حتى تجدهم يدخلون عليك في مأتم وعلى صور مجلس العزاء المنشورة على حسابك الخاص، وبدون أن يتحَفّى أي أحد من المعزين الإلكترونيين، يهجم بإعلانه المجاني: «ترا عندي عسل سدر جبلي مطهر للقولون، ويبرئ من سبع علل ما عدا الحسد»! أو تلقاهم يدخلون على الأخبار الرسمية، ويعلنون عن بضائع رخيصة، وإعلانات عن شفاء علل عجز الألمان حتى الآن عن اكتشاف أي دواء لها، والأميركيون يشكون كثيراً في التوصل لعلاج لها في القريب المنظور، ومرات.. تلقى الواحد شاجي ويستعير أبيات من قصيدة محلية، ويرحب بضيوفه ويتلفى الذين حضروا زفاف ابنه، ومن فرط فرحته حاط صوره معهم على صفحته في الإنستغرام، وأول تعليق يأتيه من واحدة تبيع بخاخ، أو واحد فاتح دكان حجامة!
-    شعوب جنوب شرق آسيا ما تعرف بصراحة البنت على من ظاهرة، إن كانت على بذر أبوها وإلا أمها، حتى مرات تشك إذا الصينيون يعترفون بالأخوال والأعمام، ويمكن ما عندهم، نحن الأمور واضحة، إذا كان صنطحة الأب وإلا خنفرته أو يرعبة الأم وبراطمها «القديمة»!
-    اعتقد أن المضيفات ما يواحي لهن يحشّن في الركاب أو يستغيبونهم أولاً لكثرتهم، وثانياً لأنهن يتمن من طيارة إلى طيارة، وما شيء وقت عندهن يتذكرن الذي مضى!