من وطن المبادرات الإنسانية وعاصمة التعايش والتسامح، تسطَع مبادرة جديدة بإعلان إمارات المحبة والعطاء تأسيس المركز الإقليميّ للتعايش «مركز منارة» ومقره عاصمتنا الحبيبة أبوظبي، ليكون إضافة لجملة المبادرات التي تميزت بها الإمارات لترسيخ قيم التسامح وحسن التعايش بين البشر على اختلاف انتماءاتهم العرقية والعقائدية والتركيز على المشتركات الإنسانية التي تجمعهم لصالح البشرية، وذلك انطلاقاً من نهج أرساه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترسمت خطاه قيادتنا الرشيدة لتصبح الإمارات منارة إشعاع حضاري تقدم للعالم أنموذجاً ملهماً لمجتمع مزدهر متسامح يضم إلى جانب مواطنيه رعايا مئتي جنسية يعملون ويعيشون معاً بكرامة واحترام تحت مظلة القانون الذي يتساوى أمامه الجميع من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد. 
مبادرات حضارية راقية عصية على إدراك دعاة الفتن والضلالة والتضليل ممن يستغلون سماحة ديننا الحنيف لتشويه كل منجز جميل في حياتنا، لأنهم ببساطة يقتاتون من طروحاتهم المتطرفة التي بدورها تستند عليها التنظيمات والجماعات الإرهابية لسفك دماء الأبرياء ونشر الخراب والدمار أينما حلوا، وهم يستميتون لنفث سمومهم في المجتمعات الآمنة المستقرة، يستغلون المنابر لنشر أكاذيبهم للنيل من صورة الإمارات -كما حدث مؤخراً- في تناولهم لمشروع بيت العائلة الإبراهيميّة الذي تم افتتاحه مؤخراً في جزيرة السعديات، وروجوا أكاذيبهم وسموم أحقادهم، ولكن الافتتاح الذي تابعه الملايين أخرس تلك الأصوات النشار بحقيقة الصرح الحضاري الذي يضم  ثلاث مبان متجاورة عبارة عن مسجد وكنيسة وكنيس ويضم مركزاً ثقافياً. 
 مركز «منارة» الجديد تأسس بالتعاون مع رابطة مكافحة التشهير في الولايات المتحدة والتي تستند لخبرة تمتد لأكثر من مائة عام في مكافحة خطابات الكراهية وتبديد الصورة النمطية عن الشعوب والمجتمعات والأديان، وسيشهد تنفيذ برامج تعليمية وثقافية «تشمل إقامة علاقات مع الجامعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، لتعزيز السلام والازدهار من خلال نشر قيم وثقافة التعايش عبر دورات تدريبية مخصّصة لطلّاب الجامعات والمتعلّمين الشباب» من المقرر أن تبدأ صيف هذا العام وتحديداً في شهر أغسطس المقبل.
 مركز «منارة» يسطع ليصبح نموذجًا للمنطقة، مستندا لمبادرات إماراتية متميزة وناجحة تنشر قيم بلاد «زايد الخير» وتحمل التزاما إماراتيا أصيلا بتعزيز مبادئ السلام والتعايش وبث الأمل للشباب في منطقتنا والعالم بأن الخير في التعاون لدحر الكراهية والتطرف والإقصاء لصالح الجميع.