دبي، التي أصبحت مضمار العالم للتنافس من أجل فروسية بيضاء ناصعة من غير سوء، دبي التي تمضي على صهوة الفروسية في جميع الميادين، والفارس واحد، والقصيدة، هي القافية التي ترتل مشاعره، وطموحاته، وتطلعاته، إلى غد يشرق بالمهارات الفائقة، وبراعة الشوق في امتطاء صهوة المجد، بجدارة، وحسن تصريف، ورؤية أوضح من أهداب الشمس، أرق من رموش نجلاء غافية على ضفاف الحسن والدلال.
دبي التي تحسن صياغة الذهب في عيون العشاق، وسبك قلادات الوجد البشري في دروب وثبات أهلها هي أبيات شعر، يحبك بحورها شاعر منمق في بوحه، متدفق في شرحه، منتمٍ إلى الحياة، لا شيء غير الحياة يلون وجدان الشعر، ويشكل اللوحة الشجية على صدر الوجود.
دبي، ودبي الفارس، وحارس الخيل، ونابس الشعر، وقابس الرؤى، دبي هي التي طلعت والنواميس قواميسها، وأبجدية فصولها، وأصولها، وسرها، وسبرها، وخبرها، وخير الأخبار ما تضمن حفلة دبي في رحاب الخيل، والقرطاس، وفي الورطة اللذيذة، ورطة الحب، وما الحب إلا لحظة في إشراقة الضمير، وبرهة في نشوة الوجود، ووثبة في الخطوات نحو الأعلى، لأجل عالم لا تتوقف خطواته، ولا تبرد بهجته وهو يرسم صورة النجمة على خد امرأة تهجت عن قرب تفاصيل الجملة المعرفية، في عيون الخيل، كما هي في عيون الماء، كما هي في عيون فارس مجلل بشموخ الفوز، ورسوخ الوعي، وإطلالة أخرى على العالم تتوج العبقرية، وتضعها في قلب التاريخ، تتغير أحوال الناس ولا تتغير العبقرية، لأنها الموهبة الربانية.
تختارهم الطبيعة، لأجل القيادة فحسب، لأجل استمرار فرحة الوجود، بوجود عبقريات تزين السماء بالنجومية، وترصع نحر الأرض بالفرادة، والتميز.
بطولة دبي للجواد العربي، هي بطولة الإنسان الذي آمن أن الحياة موكب نحو الوصول، وكما قالت الفلسفة «الحياة حبل للوصول، ليس مكاناً للتوقف»، لا تتوقف دبي، ولا تلتفت، إنها في الطريق السليمة إلى المجد، ومن مضمار السباق يبدو المستقبل مثل برعم يتألق، كلما بانت زهرة جديدة، تفتقت القريحة عن مشروع يضيء مشاريع سبقته.
هكذا هي دبي، في العرف وعي النهار في تمشيط جدائل الشمس وهي ترخي خصلات على الحبين اللجين، وهي تسدل إشراقة على الوجنتين.
دبي.. دبي الصدح، والقدح، «والعاديات ضبحاً، والموريات قدحاً» وها نحن نتهجى أبجدية النقع، والجمع، ونمضي في التفاصيل، ودبي هي المضمون، والمكنون في صياغة الجمال في عيوننا، ونحن المتأملون في لون الوردة.