قبل البدء كانت الفكرة: الأوطان تبنى بالتعب، وأساسها الصبر، وبناؤها الحكمة والجلد، ونجاحاتها منطلقها الأحلام الكبيرة والبعيدة، وحرّاسها الصادقون والأمناء الشرفاء، هكذا هو الوعد والعهد بين الوطن والأهل، هنيئاً للإمارات بالشيخ منصور، وهنيئاً لعاصمتها الجميلة أبوظبي بالشيخ هزاع والشيخ طحنون، ومباركة تلك الخطوات التي ترسخ من متون الأساس، وتصنع آفاقاً من وثبة عاصمتنا الرابعة نحو غد عصري ومختلف بتولي الشيخ خالد ولاية العهد، الإمارات تستحق كل جميل ومفرح، ويستحق أهلها الطيبون على الدوام معاني فعل الخير والاستقرار وإضفاء السعادة على كل منجز وطني في بلادي. 
مرحـــبا هـــلا حي بالشـهامـــــــه        مرحبا بالصقور المخلصين
ضامنين الوطن صانوا احترامه        قدرهم عندنا عالي أو ثمين
هم حماة الوطن يـوم ازدحــامـــه        يوم ولد الردى كابي أو مهين
جمعنا كالجبل عســر الصّدامـــه       والنّشاما لهم علم يبين
خبروا الزمان فقالوا: - إذا كان سيفك قصيراً، فأطله بخطوة منك.
- من لا يبعث السرور بمجيئه، يبعث السرور بذهابه.
- الحماسة جيدة بالنسبة للحكماء، لكننا غالباً ما نجدها لدى الحمقى.
أمثال وأقوال: لا شيء يعدل الإبل في الحب عند العرب، فهي سفن صحرائهم، ورفيقتهم في الحل والسفر، في السلم والحرب، لا تخلو قصيدة في الشعر الجاهلي من ذكر الجمل والناقة بكل تفاصيلها وكناياتها وطباعها، ذكرت في القرآن بمسميات مختلفة: الإبل، الناقة، الجمل، الجمال، الجمالات، البعير، البدن، الأنعام، العير، الهيم، السائبة والبحيرة، تحمل العربية على ألف اسم مختلف للإبل حسب العمر والحالة والجسامة واللون والهيئة الخلقية والمكان ووضعيتها ومتعلقاتها، وأجزاء جسدها وحليبها ووبرها وبعرها ومراعيها، من أقوالهم، «لا في العير ولا في النفير»، «ما هكذا تورد الإبل»، «جاءوا عن بكرة أبيهم» و«أحقد من جمل».
خزائن المعرفة: تقول العرب: «استنوق الجمل»، القائل هو الشاعر «طرفة بن العبد»، وكان في مجلس يضم ملوك وأمراء وشعراء، وكان الشاعر «المتلمّس» وهو خال طرفة ينشد قصيدة، فجاء فيها بيت:
وقد أتناسى الهم عند احتضاره       بناج عليه الصيعرية مكدم
فقام «طرفة بن العبد» مفنداً: أن الناجي يعني الجمل، والصيعرية صفة النوق، فقال حينها «استنوق الجمل» أَي صار الجمل ناقة، وأصبح مثلاً للذي يخلط الأمور، ويلحن في القول، ويعجم، فقال المتلمس: ويل لهذا الصبي من لسانه! فكان هلاكه بهجاء قاله في «عمرو بن هند» الذي أمر بكتابة كتابين مختومين، واحدٍ لطرفة والآخر للمتلمس ليوصلاهما بيديهما إلى «المكعبر» في البحرين، وفي طريقهما إلى البحرين، شك المتلمّس في الكتاب وفتحه، فوجد مكتوباً فيه: «من عمرو بن هند إلى المكعبر إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه، ورجليه، وادفنه حيّاً»، فرمى المتلمس الكتاب في البحر، وغيّر وجهته، وقال لطرفة محذراً إياه من المصير الذي سيلقاه إن أوصل الكتاب بيده، إلّا أنّ طرفة قال: «ما كان ليفعل ذلك في عقر داري، وبين أهلي»! فوصل طرفة المكعبر، فقطع يديه ورجليه ودفنه حياً، وكان ذاك عام 564م.
خير جليس: كتاب «تفسير التوراة بالعربية» وهو عن تاريخ ترجمات أسفار اليهود المقدسة الخمسة، «التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية»، ودوافعها، لـ«سعديا بن جاؤون بن يوسف الفيومي»، وهو واحد من أهم الفلاسفة اليهود في العصر الإسلامي، هذه الترجمة منقولة من العبرية للعربية، بخلاف الترجمات التي أتت من قبل ومن بعد عن لغات مثل اللاتينية واليونانية والآرامية.
محفوظات الصدور: من أشعار المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه.
- في الناس شفت أخلاق حلوه ومرّه     والمرّ لو يمزج مع الشهد ما فاد
 والشهـــــد وحــــده منـه ذوق ومســـره      واللي خبير يميز أنواع الأشهاد
                                *****
بوصيك جــانِكْ رجـْل تِعْلَم        إتْأنّ في أمْرٍ بتعنيه 
اعمــل بطيب وزينٍ وافَهْم          ومَتْرَى العَدِلْ يعْدِلْ براعيه
احــــذر ولا تشتــــط تندم       يا كان تبغي الشي تنضيه
يــا كــم واحــد قبلـــك ازتم        يركض ولا يوصل لي يبغيه
ومن الحماقه جسمه انحم       ومن العيا ما اتقبض يديه
ومترى العيل يتعوض الهم       ويخسر صديقه لي يخاويه
                                *****
جماليات رمستنا: نقول: نجف، عاد إلى مكانه الأول، ونقول: فلان نجف على متلى أثره، وتأتي بمعنى اكتفى، نقول إذا ما حدث خلاف بين الزوجين: خلاص الخاطر نجف منكم، ونجف الضيف من الأكل، انتهى، ونقول إذا ما غيرت رأيك، وعدلت عن قرارك: بس نفسي نجفت منه، نبر، بمعنى نكش، وفرّق ما كان مرتباً، ونقول: لا تنبر الدعنة، أي لا تثر ترابها وغبارها، نبر الغيص، هز حصاته استعداداً للخروج، وتنبّر الرجل، تحدث بنبرة عالية الصوت.