عندما تكون الأوطان واحة، تصبح مرتعاً لمختلف الطيور ومن دون استثناء، أو تمييز، فهذا هو ديدن الطبيعة وهذا هو هاجس عشاق الحياة، وهذا هو سر العلاقة ما بين الإنسان ومكونات الوجود الذي يحيط به ويحتويه، ويضمه بين أجنحته.
هذه هي الإمارات تبرز في العالم أغنية يلحنها الطير ويعزف على أوتارها الشجر، ويترنم على ألحانها النسيم العابر من السلع حتى شعم.
هذه هي الإمارات أسطورة العالم وبهجته وسر سعادته، ففي كل صباح وعند كل بزوغ شمس، نكحل أعيننا على خبر لا يهم بلادنا فحسب، بل هم يلامس أشجان العالم ويطرب وجدانه، ويحيي شوقه القديم لحياة بلا ضغينة، ولا غبن هذه الإمارات في ضمير العالم تسكن ينبوع حياة، وزهرة فرح فلا تبقي ولا تذر لكدر وغدر، بل هي الجناح المحلق في الفضاءات، تسأل عن صديق متأزم كي تعينه، وتفكر في جارٍ ربما يكون في مأزق فتدفع عنه الضرر.
هذه هي الإمارات تقود المرحلة بوعي الإرث القويم الذي زرعه زايد الخير، طيب الله ثراه، في قلوب أبنائه، فساروا على العهد متأزرين الصدق، والإخلاص، والحب لكل الناس، وهذا هو سر ازدهار الإمارات، وحب الناس جميعاً لها، وتوافد الملايين من جميع أصقاع العالم ليحلوا ضيوفاً مكرمين معززين محترمين طالما احترموا الثوابت، والأسس التي بنيت عليها أخلاق البلد وقيمها.
هذه هي الإمارات تبدو في الوجود وردة سخية تنثر عبيرها في المكان، وتعبق القلوب بشذا السعادة، وتملأ الحياة بهجة وحبوراً.
هذه هي الإمارات تبدو في التضاريس نهراً تنهل منه الكائنات، ولا تسأل عن ريع أو مردود، لأن الإمارات تعطي بيد دون أن تنتظر جزاء أو شكوراً، فهي تعطي فقط لأنها وجدت في هذا العالم لكي تعطي، وتهب النفوس انشراح الصدور، وهذا هو طبع المخلوقات العظيمة، هذه سنة الكائنات العملاقة، فقوتها في داخلها وليس فيما يقوله عنها من تعطيه.
هذه هي الإمارات في الزمان أيقونة وفي المكان ملحمة عطاء، والتاريخ لا يهمل الأعمال العظيمة، ولا يشطب على الفعال الجليلة.
هذه هي الإمارات تمضي في الحياة قامة وهامة واستقامة واستدامة بذل، وجهد.
هذه هي الإمارات تمضي في الوجود الكوكب الدري يضيء حياة الآخر بالحب والصفح، والتسامح، الأمر الذي يجعلها هي الأمل في هذا العالم الذي يغير من مجرى التاريخ، وهي التي سوف تضع في الصفحات الصفراء لون البياض، لينتهي العالم من حروبه العبثية وتتحرر الشعوب المغلوبة من سطوة العطش والتشرد، وطغيان العازة.
هذه هي الإمارات، من سحيق باكستان إلى عميق السودان، تسري أجنحة خيرها كأنها النفحات السماوية تبلل ريق الذين أقعدتهم الطبيعة، وهيضت أجنحة مسعاهم.
هذه هي الإمارات في الجهات الأربع بلسم فرح وميسم علاج، وقوافل الخير مستمرة في ملامسة الجروح، وإطفاء حرائق الكمد، والنكد.