سبعة أيام مرت، وسرت في الذاكرة أحلام يقظة، كانت في أروقة المعرض، وعلى أرفف الأجنحة حلقت كتب، ولمعت أسماء، وشعت وجوه ببريق الفرح، بعرس الكتاب، والحفل كان ثرياً بمخزون إماراتي أحياه شباب من هذا الوطن، واعتنوا بفعالياته، ورعوا نشاطاته الثقافية بحرفية ومهنية عاليتين، يدفعهم حب الإمارات وعشق المهنة، لذلك نقول إن معرض الكتاب وارب الأبواب في انتظار موعد آخر في سنة قادمة، والمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر خبرة ونضجاً في مجال إدارة معارض الكتب، والنوافذ مشرعة على الهوى والهواء، لأن العلاقة مع الكتاب في الإمارات أصبحت علاقة سمتها الأحلام الزاهية، وشيمتها بقاء الوطن دوماً بين دفتي كتاب الحب، حب الحياة، حب العالم، حب الكلمة الطيبة، راسخة في الأرض، شامخة في السماء، وما بين السماء والأرض، تعلو هامة شباب يسهرون على تأدية الواجب، ويضحون من أجل أن يظل البريق مشعاً في المكان الإماراتي وزمانه، شباب تراهم مثل خلايا النحل، يذودون عن عشقهم بجهد وجد وجود وتجويد، شباب من هذا الوطن يقودون مسيرة الثقافة بوعي وتقانة وانفتاح على الآخر، وحب للكتاب كونه الأيقونة التي من خلالها يرون روعة الحياة، ورونق الوطن، وبراعة الوجود بين جموع البشر الذين يتهافتون سعياً لاقتناء كتاب يفتح لهم أفق الحياة، ويدلهم على بيت القصيد في عقبة في مجال من مجالات الحياة.
شباب دائرة الثقافة والسياحة ماضون في إضاءة المكان، مستمرون في إحياء حفل الكتاب على مشاعل الوعي الوسيع، والإدراك النبيل لأهمية أن تكون الإمارات دوماً هي مشعل الحضارة الراهنة، وهي بياض الموجة في بحار الثقافة، وهي رقرقة الحبر على صفحات الكتاب، وهي بوح الطير عند الأعالي، وهي دندنة القيثارة في فيحاء الوطن.
سبعة أيام نحسبها سبع دقائق، لأننا في حضرة الكتاب، كنا نجول في بساتين الكلمة، وفي حضرة أرباب الكلمة والبوح الجميل، كنا نشعر بالألفة والطمأنينة على العمر، لأن أعمارنا محسوبة بعدد الساعات التي نقضيها في معرض الكتاب، ونحن نكحل عيوننا بإثمد الفرح، وامتلاء الروح بعطر الكتاب، وسبر الذين يمتعوننا بما يقدمونه من إبداعات هي فخرنا وعزتنا ومدار وعينا، ومسار تطلعاتنا نحو أيام مطوقة بقناديل الحب، واستدامة الدفء.
سبعة أيام غادرتنا، وبقينا هنا، في الفراغ الوسيع نعد أيامنا، في انتظار القادم من معارض، تحيي فينا روعة الملتقى، وجمال اللقاءات بين الأحبة والأصدقاء، وما حروف الكتب إلا رموش نعشقها، وعطر تنتشي له أرواحنا.
فشكراً لدائرة الثقافة والسياحة، شكراً لشبابنا الأوفياء الذين قدموا أروع الأمثلة في خدمة الثقافة، شكراً لضيوفنا وزوارنا الذين ملؤوا قلوبنا بمهارة التواصل بين الناس أجمعين.
شكراً لأسماء أدارت المكان بجدارة النبلاء، ولا داعي لذكر الأسماء، فهي أعلام رفرفت في المكان، وكانت في الزمان بوصلة وفاصلة ومفصلاً ووصالاً، كانت قناديل تدير أحلامنا الزاهية في المكان.