على منصة الوطن، الأشياء تسير وكأنها على ظهر موجة، والمشاعر تمتطي صهوة الفرح في كل موقع، وكل مكان من أمكنة الوطن.
دارك هي نزل الوفاء لوطن ومواطن، هي نهل وسهل ترعى فيه إبل المحبة، ومشاعر الذين فتحوا أعينهم على إشراقة تحمل في طياتها إجابة لسؤال وأمل، تحمل في الثنايا أغنيات الخاطر وأناشيد الفرح.
اليوم دارك تقف معك على خطوات متساوية، تلبي ما يجيش في القلب، وما يشغل البال، اليوم دارك ترفعك إلى منازل العيش الكريم، وتمنحك فناء وسيعاً مؤثثاً بمشاعر الطمأنينة، وتغنيك من سهر الديون والقروض التي تكسر الظهر، تمنحك بيت العز والشرف، تمنحك مكانتك في المكان، وتمنحك خاصتك في الوطن، ومن دون عناء أو شقاء أو دمعة تخفي عجزك أو آهة تفتح في القلب جروحاً.
اليوم في الإمارات تبدو الطريق مفتوحة إلى نهايتها، نحو تكامل بين الإنسان واحتياجاته، وبين الإنسان ومطالب الحياة.
اليوم في الإمارات يتفوق الإنسان على مجريات الأحداث التي تلم في العالم، لأنه محاط بأيدٍ أمينة، وقلوب آمنت بأن الإنسان أولوية، وأن الوطن أمانة، فإذاً فلماذا لا تشرق الابتسامة على كل ثغر، وكل وجنة، لماذا لا تتفتح أزاهير الفرح على خدود وقدود، فهذا هو الأمر الطبيعي الذي تسير عليه جبلة الحياة.
اليوم في الإمارات يمتنع السؤال على فتح منصته، لأن الإجابات تبدد لغة السؤال، والأمنيات ورود برية تترقرق عند عتبات منازل الناس وتنثر شذا الفرح، فقط لأنهم أبناء الإمارات، فقط لأنهم يعيشون على أرض تلبي المطالب ومن دون سؤال، وتمنح من قبل أن تخرج كلمات «أبغي، أتمنى، ياريت»، فهذه الكلمات، تغيب عن قاموس الحياة في وطن قيادته تقف على حاجة الناس، وتتقصى المطالب، وتسهر لينام الناس آمنين، مطمئنين، مستقرين، تحت ألحفة الدفء والأمان والحب.
في الإمارات، لا توجد مفردة تخص «أحتاج»، الحاجات نطاق تدر لبنها طواعية، ومن دون الحاجة إلى ترويض أو تحريض، فالأمور تسير كما تسير المياه في الجداول، وكما تحرك الموجة بياضها، وكما تسرد النوارس أغنياتها، وكما ترتل الورود ألوانها، وكما ترتب المحارات دررها.
في الإمارات اليوم لم يعد للقلق على حاجة أو مطلب مكاناً، ولم يعد لاصطياد كلمات التمني حاجة، فالأمنيات تآلفت مع مشاعر مناهلها من «دارك» ملأت ودياناً وشعاباً.
اليوم في الإمارات، البساط أحمد، والأرائك من سندس واستبرق، والأحلام قماشة منقوشة بفسيفساء ومنمنمات أزهى من الشمس، وأروع من القمر، وأبهى من النجم في الليالي الدامسة.
اليوم في الإمارات، لا شيء يعرقل الأمنيات، بل هي في الطريق إلى الحياة، مبللة بمطر الفضيلة، مزدانة بمشاعر قيادة نبيلة، اليوم الأمنيات تنام على خاصرة وعي من أحبوا الإنسان، فحباهم الله حب الكون، وأهله.