بحجم الرؤى التي تفتح نوافذها للعالم، وبسعة الطموحات التي تملأ وجدان وعقل القيادة، تكون معايير المحاسبة والمراقبة، وكذلك الثواب.
هذه هي رؤية القيادة، وهذه المسافة التي تفصل بينها وفرق العمل، إنها أقرب من الرمش إلى الرمش، إنها أفصح من المرايا، إنها أنصع من عيون الطير، إنها أشف من الماء الزلال، إنها أنقى من العفوية في ضمير الطفولة، إنها التعبير الأوضح عن إرادة وطنية مستمرة في العمل، ولا توقف، ففي التقدم كما يقول جبران، يحدث التقدم، والحياة ليست محطة استراحة، بل هي جسر للوصول.
هكذا تعلمنا القيادة كيف تبنى الأوطان، وكيف تتم المحافظة على المكتسبات، وكيف يتم البناء عليها، ولا مجال للتهاون، لا مجال للإجابات الجاهزة، بل للأسئلة مقل أوسع من المحيط، للأسئلة جداول ماؤها من شهد العرق، وأنفاسها من شهيق الفرسان وهم يثبون نحو المستقبل، والأيدي تمسك بجمرات التألق، وبريق المجد.
هكذا نتعلم من عناوين رسمت على سبورة وعينا ونحن نتابع المنجزات، وهي تعلو وتتفرع، كأنها الأشجار الفارعة، كأنها الشعب في السماء، كأنها الأحلام تحت جفون البراءة، كأنها القصائد في ضمير الشعراء، كأنها رواية ملحمية تتمشى بين رموش كاعب ريانة، كأنها الوجد الوجودي في كينونة مبدع، بارع، مترع بألق البراعة.
كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي قيثارة ومنارة، هي حلم الأرض بهطول المطر، هي كل الحدوث والأحاديث مختصرة بعبارة موجزة تعبر بأنه لا وقت للكلام، فالإمارات ماضية نحو العناق، عناق النجمة للنجمة، والأشواق ممتدة من السماء إلى الأرض، والأعناق مرفوعة، كأنها السواري، كأنها الزمن لا تحده مواقيت إلا مواقيت الظفر، ببارقة تضيف إلى البريق مشاعل الهوى، وتضع الخطوات في مناطق تسبق الآخرين بمسافات أبعد من الخيال.
هكذا نفهم كلام محمد بن راشد، وهكذا نعي دور سموه في بناء الدولة الحديثة، دولة لها في العالمين مهارة البروز، وبراعة التألق، لأن جيادها تقاد بفضيلة فرسان أشداء، لهم في تاريخ الفروسية والفراسة ما يثلج الصدور، ويملأ القلوب سروراً وحبوراً.
هذه هي الإمارات، عقارب ساعتها لا تتوقف عن زمن ما، بل هي كالجداول، أمطار العطاء تمدها بحيوية المرور، وحياة التطلع إلى ما بعد، وما قبل.
هذه هي الإمارات، لها في العشق، ملحمة القصائد، وفراسة الفرسان، وبراعة الربان، ومهارة الشجعان.
هذه الإمارات، ماضية في صناعة المجد والسؤدد، وصياغة الحياة من سبك وحبك، ونسج خيوط الحرير، على قماشة الواقع.
حفظ الله الإمارات، وقيادتها، وشعبها، وجعلها ذخراً وفخراً للعالمين.