اليوم، تحتفل الإمارات والعالم بالبيئة، وهي البيت الذي بذلت الإمارات جهوداً جادة ومضنية من أجل نقاء أثاثه، ونظافة مرافقه، وخلوه من غبار العبث، وسعار الرثاثة.
اليوم، تذكر الإمارات القاطنين على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين بأن نظافة البيئة مسؤولية الجميع، وعلى عاتق كل من يمتلك موطئ قدم على هذه الأرض الطيبة، أن يتسم بالحضارية في التعامل مع المخلفات، وبقايا ما تبقى مما تنفضه الأيدي، والتخلص منها، ووضعها في الأماكن المخصصة لها، والتحرر من سلوكيات اللامبالاة، لأن بيئتنا، بيتنا، وترك المخلفات تحت براميل الزبالة، أو فوق الأرصفة المعشوشبة، متناثرة ومبعثرة ومنثورة مثل الوباء، إنما هو سلوك يبعث على الأذى للمشاعر، ويسيء إلى المظهر العام، وينشر الأوبئة، ويفتح أبواباً للأمراض والعلل.
الإمارات جعلت من البيئة متنزهات مفتوحة للعالمين، وصاغت البيئة كما تصاغ القلائد، وكما يشكل الدر النفيس.
اليوم، الإمارات تزهو بمشهد خلاب، ومنظر جذاب، جعل الزائر يشعر وكأنه يسير على سجادة من حرير، وهذا ما يجعلنا نشعر بالأسى عندما نرى بعض الأيدي تشيح بأكياس البلاستيك من مكان بعيد، وكأنها تمارس لعبة كرة السلة، فإذا بهذه الأكياس تفر من قسورة، وترمي بنفسها عند قوارع الطرق، وتطل على العالم بمناظر شائهة، وتعبر عن مدى البوهيمية التي يتمتع بها بعض الناس، وتفصح عن ثقافة القذارة، والكراهية للمكان، وعدم الاهتمام بما تسديه السلطات المسؤولة من نصائح، ومن وملاحظات وتعليمات وتحذيرات من أن تصرفات كهذه، إنما هي تؤكد مدى ثقل الأعباء على من يقومون بتهذيب البيئة، وتشذيب شوارعها، وترتيب أماكنها، ومنع كل رث وغث.
عقول كهذه تعمل بجهاز الغيبوبة الدائم لا بد وأن تكون أحمالاً ثقيلة على الدولة، وعلى العاملين ليل نهار، من أجل الحفاظ على الأرض والسماء، ولا بد من فرض الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذا السلوك المشين.
فإذا غاب الوعي، فلا بد من العقاب، لا بد من أدوات مناسبة تردع وتمنع مثل هذه السلوكيات المتهورة.
حقيقة عندما يرى الإنسان أكوام الأكياس البلاستيكية محاصرة بين مخالب القطط الغارقة حتى أذيالها في بطون هذه الأكياس، وبين لفحات الهواء التي تصفع الأطراف المتروكة عشوائياً، ينتابه الفزع، ويعتريه الجزع، ويشعر بالضجر والكدر، لأن من يفعل ذلك لا بد وأنه ترك الضمير في صندوق اللامبالاة، وأقعده على صفيح صدئ، وخرج من بيته وفي يده حزمة من فضلات الليلة الفائتة، ورماها، حيثما تيسر بما جادت به عضلات يده، ثم تسرب مثل مهرب الممنوعات، ودخل بيته، وأغلق الباب من ورائه، وغاب عن الأنظار، ودم بارد يسكن جسده، فلا تأنيب لضمير، ولا مشاعر توبخ مثل هذا الفعل.
إذاً، فالعقاب لمثل هذه التصرفات واجب وطني، وحق من حقوق الوطن على كل من يشوه السمعة، ويسيء إلى المشهد الحضاري الذي يتمتع به البلد.