تقاسم العيش والملح، فكرة تضامنية جميلة، ويظهر ذلك جلياً وواضحاً في شهر رمضان المبارك، الذي يأتي ليعزز ويقوي تلك الأعراف والعادات الجميلة، وهي عادة الإفطار الجماعي والدعوة المفتوحة لكل عابر سبيل، ابتغاء الخير وتحقيقاً للمبدأ الديني والاجتماعي، وتحقيقاً لفضيلة «من يفطر صائماً أحبه الله». 
 كلنا نتذكر العادات القديمة في الشهر الفضيل في الإمارات، خاصة الأجيال القديمة منا، عندما كان المسجد في الحي أو الفريج هو المركز المهم في شهر رمضان لتعزيز تلك العادات، حيث الإفطار بجوار المسجد لكل من يقيم بجواره، فتشاهد مائدة الإفطار الجماعي تجمع كل جيران المسجد، وكل واحد يحضر ما أعد من طعام، حتى يشارك الجميع في سفرة واحدة. 
أتذكر في طفولتي ذلك المشهد الجميل والمشاركة الجماعية وأهمها حمل الأطباق قبل أذان المغرب عدواً إلى ساحة المسجد الصغير العامر بالحب والألفة بين الجميع، ثم العودة إليه بعد أذان العشاء لتأدية صلاة التراويح، حيث يجتمع الناس مرتين بصورة جماعية كبيرة متآلفة وفرحة بشهر رمضان. رمضان شهر عظيم ومعلم عظيم لروح المحبة والسلام والأمان في المجتمعات التي تعزز قدره وحضوره. اختفت العادات القديمة والإفطار الجماعي للأهالي وجيران المسجد، ولكن ظلت فكرة إفطار الصائم وإعانة الصائمين الذين تقطعت بهم السبل أو العمال والفقراء الذين تغربوا عن ديارهم وأهلهم، فالإمارات راعية الخير وصانعة المعروف وزارعة الرحمة دائماً، حيث عززت فكرة الإفطار الجماعي بجوار المساجد القريبة من القوى العاملة في المدن والقرى والأسواق، مشهد جميل عندما تجد الناس جميعاً يجتمعون حول مائدة واحدة عامرة بأصناف الطعام. يد الخير دائماً مبسوطة وكريمة تجعل شهر رمضان أجمل وأعظم الشهور لكل الناس، وموائد الإفطار الجماعية دعوة لكل فرد أياً كانت ديانته أو جنسيته، إنها فكرة تجسد الرحمة والصدقة والرضا، جميلة هذه العادات والتي تزداد عاماً بعد عام. يعود رمضان دائماً بالخير والحب والأمن والأمان والسلام.