يأتي العيد.. نعم، حتمية مؤكدة، وأيام تجري وتمضي مثل السحاب، يأتي العيد، والإنسان عادة ما بين فرح وحزن، لأن هذه هي طبيعة الحياة، والأيام تمضي، ويأتي العيد غيمة ومزنة تمر، تسقط مطرها ثم ترحل، ولك أن تفرح بهذا الزمن واللحظات الجميلة وأن تستقبلها بتحية وسلام. 
أزهار العيد هم الصغار، براءة الأطفال ليس لها علاقة بظروف الكبار ومشكلاتهم الخاصة، أو مشكلات وقضايا صعبة الفهم لديهم أو صعبة الحلول، لا يملك الناس غير الدعاء أن ينتصر الجمال والفرح والحق والعيش بسلام في كل مكان على هذا الكوكب، وأن يأتي العيد التالي بالفرح والطمأنينة، وتحقيق الأهداف والأماني. الجميع في فرحة خاصة، والعيد تاجها وزينتها، حيث مضى رمضان، بعد أن قاموا بواجباتهم الدينية والحياتية.
 ينتهي رمضان، شهر العبادة والطاعة والعمل، والآن تتواصل الحياة بالمزيد من الشغل والجهد والصعود بقدرات الإنسان إلى الكفاح اليومي من أجل مستقبل أجمل.. العيد أيام رائعة تتوجها فرحة الأطفال وسعادتهم بكل شيء، بدءاً من الملابس الجديدة إلى زينتهم، وألعابهم وطوافهم بالأهل والأحباب والجيران، وهم ينشرون الفرحة في المنازل والطرقات.. كم هي جميلة أزهار هذه الحياة، وكم هي بديعة الفراشات التي تحوم فوق تلك الورود، الأطفال هم أزهار هذه الحياة، وهم الأمل القادم في كل شيء جديد.. عندما يشتد عود هؤلاء الصغار ويكبرون قليلاً، تنعقد عليهم آمال كثيرة للأهالي والوطن، من حقهم الآن أن نهتم بهم، ونعلمهم أن الحياة فرحة وعمل وكفاح، ولكن لكل شيء وقته وزمنه. الآن يجب ألا ينشغلوا بما يفكر فيه الكبار، ويجب ألا يزج بهم في المشكلات الخاصة أو العامة. الكبار يدركون الظروف، ويعرفون المتغيرات، وما يواجههم من صعوبات في الحياة، وكيف تتغير الظروف، وتصنع الحوادث في الحياة. 
عندما يأتي العيد، نقول مرحباً بكل شيء مفرح يزرع السعادة، ويغرس الأمل في أذهان وذاكرة الأطفال، هؤلاء إشراقة الشمس الجديدة والزمن القادم الجميل، إن شاء الله. الأمل وحده، والعيد وحده هو الذي يزرع الأراضي البور والقاحلة بأمل جميل وبساتين زاهية بالحياة، وعبر التاريخ كله لا هم يبقى مكانه أبداً، ولكن الله يهب ويعطي روح الاستمرار دائماً، تمضي الحياة رغم كل شيء، ويبقى الإنسان وحده صانع الأعياد.