من أحب الأعمال إلى الله، إدخال الفرح إلى قلب أخيك، خاصة عندما يكون في ظرف حرج وصعب وكرب كبير، فكيف إذا كان ذلك العمل تجاه شقيق في وضع كالذي يعاني منه أهلنا في قطاع غزة، جراء الظروف التي يعيشونها؟.
من هنا نتابع الفزعة الإماراتية لمساعدتهم، والتي جاءت في إطار عملية «الفارس الشهم 3» التي انطلقت بتوجيهات قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك مع وصول أول قافلة إغاثية إماراتية برية إلى شمال القطاع مؤخراً تضم 17 شاحنة تحمل ما يزيد على 370 طناً من المساعدات الإغاثية، بالتزامن مع تنفيذ الإمارات لأكثر من 42 إسقاطاً جوياً للمساعدات ضمن عمليات «طيور الخير» بالتعاون مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث جرى إسقاط نحو 70 طناً من المساعدات شمالي القطاع، بما في ذلك كسوة العيد.
وقد ارتفع بذلك حجم المساعدات الإغاثية التي أرسلتها الإمارات إلى شمال غزة، براً عبر معبر كرم أبو سالم، وجواً من خلال «طيور الخير» إلى 2102 طن خلال شهر رمضان المبارك.
وتضمنت عمليات الإسقاط طرود كسوة العيد، من ملابس، وأحذية، وألعاب، وحلويات، ومنتجات متنوعة، لأفراد الأسرة كافة، بمناسبة عيد الفطر المبارك، وبما يساعد في تلبية احتياجات أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق والتخفيف من معاناته في هذه الظروف الصعبة.
واستقبلت الدولة مئات الجرحى والمرضى من الأطفال ومرضى السرطان في مدينة الإمارات الإنسانية لتلقي العلاج، وكذلك طلاباً جامعيين لاستكمال دراستهم في جامعة الإمارات.
تزامن هذا الجهد الإنساني الكبير مع جهود دبلوماسية رفيعة ومكثفة على أعلى المستويات من أجل التوصل لوقف إطلاق فوري للنار، والتخفيف من معاناة السكان المدنيين، وضمان استدامة دخول المساعدات للأهالي المتضررين.
وقد كان الجهد الدبلوماسي الإماراتي واضحاً وملموساً في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وغيرها من المحافل الدولية، بل ولعب دوراً مؤثراً في قيادة الجهود للتوصل لحلول تعالج القضية برمتها بما يحقق السلام وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية. 
إنها إمارات الخير والمحبة والأفعال، تقوم بواجبها الإنساني والأخوي تجاه الأشقاء دون أن تكترث أو تلتفت للمزايدين والمتاجرين بالقضية العادلة، ممن يقتاتون على الشعارات الجوفاء، والمغامرات الفاشلة التي قادت شعوبهم لطرق مسدودة، تعاني جراءها. حفظ الله الإمارات منارة للخير وسنداً يفزع للشقيق والصديق.