الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إماراتي ينشر دراسة حول علاج مرضى السرطان المصابين بـ«كورونا»

حميد الشامسي
1 يونيو 2020 00:58

منى الحمودي (أبوظبي)

نشر فريق من المتخصصين العالميين في مجال علاج مرضى السرطان، وتحت إشراف خبير إماراتي في علاج السرطان، أول دراسة على مستوى العالم تتعلق بالإجراءات التي يجب اتباعها عند علاج مرضى السرطان المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
وذكر الباحث الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، استشاري أمراض الأورام والسرطان، أنه تم نشر الدراسة في مجلة «جاما أونكولوجي»، أحد أكبر المجلات الدولية المتخصصة في مجال علاج السرطان والأورام، وتعتبر الدراسة المصدر الأول فيما يتعلق بضرورة الفحص المستمر لمرضى السرطان للكشف عن فيروس «كوفيد - 19» قبل العلاج.
وأوضح الدكتور حميد الشامسي أن الدراسة شملت فحص 89 مريضاً بالسرطان من الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» قبل بدء العلاج الكيماوي والإشعاعي، وتبين إصابة 8 منهم بالفيروس دون أعراض، وبعد النتائج الإيجابية للمسحة الأنفية، خضع المرضى للتصوير الشعاعي للصدر والاختبارات المتكررة حتى الحصول على نتيجتين سلبيتين متتاليتين، ليتم بعد ذلك استئناف علاجهم من السرطان.
 وأضاف أنه تم عزل مرضى السرطان المصابين بفيروس كورونا المستجد وتجنب بدء العلاج كيماوي أو الإشعاعي لهم مع وجود الفيروس، حيث يمكن أن يؤدي ذلك لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة. لافتاً إلى أن متوسط الأعمار لمرضى السرطان المصابين بفيروس كورونا 48 عاماً، وشكلت نسبة إصابة النساء 56.5%، وتصدر مرضى سرطان الثدي والقولون والمستقيم المصابين بفيروس كورونا.
وبينت الدراسة أنه على الرغم من عدم ظهور أعراض في البداية، إلا أن جميع مرضى السرطان المصابين بـ «كوفيد - 19» أصيبوا لاحقاً بالأعراض، وظهر لدى مريضين عند فحص الرئتين بالأشعة المقطعية بقعاً بيضاء تشير إلى الإصابة «بعتامة الزجاج»، والتي تصبح أكثر كثافة بمرور الوقت، وكانت مماثلة لأولئك الذي أصيبوا بالسارس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وكان 3 من 5 (60%) من المرضى الذين يتلقون العلاج المضاد  للسرطان مصابين بعدوى خفيفة، واحتاج مريضان لدخول العناية المركزة، بينما توفي مريض واحد مصاب بسرطان الرئة بعد إصابته بـ «كورونا».
وأشار الدكتور حميد الشامسي إلى أنه ينبغي على مرضى السرطان الخضوع لجلسات علاج يومية أو أسبوعية لعلاج الأمراض السرطانية التي يعانون منها، ومع انتشار جائحة كورونا فإن متابعة العلاج ضرورية لتفادي تفاقم السرطان، وبذلك فليس لدى مرضى السرطان أي خيار إلا مواصلة العلاج.
وقال: تعتبر هذه الدراسة ذات أهمية خاصة للباحثين من دولة الإمارات، حيث تعتبر أول دراسة إماراتية يتم نشرها في دورية «جاما أونكولوجي».

مساعدة
أضاف أن الدراسة عبارة عن عمل بناء لمساعدة جميع مرضى السرطان في العالم، ما يعكس نهج دولة الإمارات في التسامح ومساعدة الآخرين وقوة المنهج العلمي والأبحاث التي تخرج من الإمارات للعالم. وأشار إلى أن الدراسة تمت بالتعاون مع جامعة تورونتو في كندا، وأن التعاون بين المتخصصين في أمراض السرطان والأمراض المعدية في هذا البحث العلمي كان مهماً لإصدار التوصيات الطبية الصحيحة لمرضى السرطان. لافتاً إلى أهمية النقاش المتواصل من قبل الأطباء المتخصصين في مجال علاج السرطان حول ضرورة الفحص المستمر لمرضى السرطان للكشف عن فيروس «كوفيد - 19»، حيث لا توجد أي توصيات بخصوص الفحوص من حيث الكم والكيف، نظراً لانعدام الدراسات في هذه المجال.
وأكد أهمية دعم الأبحاث العلمية، خصوصاً في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم، لما لهذا الدعم من فائدة كبرى في تطوير علاج السرطان والأورام في الدولة، بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية لنشر وتطبيق أحدث الأبحاث العلمية التي تخرج من دولة الإمارات.
 الجدير بالذكر، أن الدكتور حميد الشامسي قاد منذ شهر فريقاً دولياً من المتخصصين في مجال علاج مرضى السرطان لنشر أولى التوصيات الطبية الدولية لعلاج مرضى السرطان في مرحلة انتشار جائحة «كوفيد - 19»، والتي تُعنى بالتقييم الكامل لعلاج مرضى السرطان، وأهم التوصيات في هذا المجال. 
 كما تم نشر البحث في دورية «ذا اونكولوجيت» أو «اختصاصي السرطان»، وهي دورية عالمية متخصصة بنشر أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بأبحاث الأورام والسرطان. واعتمد على توصيات هذا البحث العلمي الصادر من دولة الإمارات أكثر من 20 بحثاً آخر حول العالم. كما تم تقييم هذا البحث ضمن أفضل 5% من الأبحاث حول العالم تم نشرها مؤخراً.

شكر
توجه الدكتور حميد الشامسي بالشكر للجهات الداعمة للأبحاث العلمية، ومنهم جمعية الإمارات الطبية وجمعية الإمارات للأورام، ومؤسسة خليفة الإنسانية ومستشفى الزهراء دبي وشركة روش العالمية للرعاية الصحية. مؤكداً أن قطاع الأبحاث في الدولة لا يمكن أن يثمر دون تعاون ودعم جميع القطاعات لهذه الأبحاث، ما يعكس مكانة دولة الإمارات كمركز للأبحاث العلمية في العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©