الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مسبار الأمل».. جاهز لرحلة المريخ

«مسبار الأمل».. جاهز لرحلة المريخ
7 يوليو 2020 01:03

آمنة الكتبي (دبي) 

يقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة عمليات تجهيز «مسبار الأمل» للإطلاق، بما في ذلك التجارب النهائية واختبارات ما قبل الإطلاق في المحطة الفضائية في اليابان، فيما دخلت التجارب النهائية على «مسبار الأمل» الإماراتي حيز التنفيذ وفقاً للجدول الزمني المعتمد، تمهيداً لإطلاقه في موعده المحدد، 15 يوليو الجاري، من مركز تانيغاشيما الفضائي.
وأكد فريق العمل جاهزيتهم لإطلاق المسبار ومتابعة إجراء التجارب، وقالوا: إن أهم التحديات التي واجهتهم في المهمة، هي عملية نقل وشحن المسبار  وإعادة ترتيب الجدول بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى السفر والحفاظ على سلامة الفريق، مشيرين إلى أنهم ملتزمون بالتباعد الجسدي وقياس درجة الحرارة بشكل يومي، وأنه لا توجد حالات إصابة في موقع الإطلاق.
 جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية، بمشاركة 8 مهندسين شباب متواجدين في المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان. 

ويعكس فريق عمل مسبار الأمل حجم الطموح والإرادة الوطنية، حيث يتمتع أفراده بالأمل والخبرات والمهارات والكفاءة في مختلف المجالات الهندسية والميكانيكية. 
وقال سهيل الظفري المهيري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: منذ عام 2014 تمت تهيئة فريق العمل على مسبار الأمل واختيار المهندسين، وبعدها مباشرة بدأنا في العمل على التصاميم الأولية للمشروع، موضحاً أن فريق تطوير المركبة الفضائية يضم أكثر من 30 مهندساً، ونظراً لظروف جائحة كورونا، يتواجد حالياً في المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان 8 مهندسين وهم نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة.
وأكد المهيري أن مسبار الأمل يحمل 3 أجهزة علمية جديدة تتميز بها عن مهمات استكشاف المريخ الأخرى، حيث تتيح له مراقبة الغلاف الجوي للمريخ على مدار 24 ساعة بشكل مستمر، وهو ما يميزه عن بقية الأقمار الصناعية، مشيراً إلى أن أي قمر صناعي يمر بمراحل مختلفة، وهي: الإطلاق ومرحلة ما بعد الإطلاق والانفصال، ومن ثم دخول مداره إلى المريخ، ومسبار الأمل مشابه لأي قمر صناعي.
وقال: تم تصميم أجهزة المسبار والألواح الشمسية بشكل خاص، لتتناسب مع طبيعة وأهداف مهمة استكشاف الكوكب الأحمر، وتواكب مستهدفاتنا العلمية من المهمة، فيما يعتبر ذلك من التقنيات الجديدة التي تم استحداثها لتناسب عمل المسبار خلال السنوات المقبلة، كما تم تصميم 66 قطعة للأنظمة التصويرية في مسبار الأمل بأيادٍ إماراتية.
وأضاف: هناك 8 أنظمة تعمل في مسبار الأمل وهي: «الطاقة، والدفع، والتحكم والأوامر، والميكانيكي، والحراري، والملاحي، والاتصالات، والبرمجة»، إضافة إلى مهام هندسة الأنظمة وتركيبها وتجميعها ومتابعة جاهزية كل نظام للعمل في المركبة الفضائية. 
وقال المهندس عمر الشحي، مسؤول الدمج والاختبارات في مشروع مسبار الأمل: يتمثل دوري في تصميم المعدات الأرضية الكهربائية والميكانيكية، بالإضافة إلى تجهيز عمليات الاختبار ودمج الأنظمة المختلفة والأجهزة العلمية لتكوين مجسم المسبار النهائي، واختبارها في بيئات مختلفة تحاكي المراحل التي سيمر بها المسبار في بيئة الفضاء، للتأكد من جاهزية المسبار.
وتابع: كما يتمثل دوري في الإشراف على مهمة نقل المسبار إلى جزيرة الإطلاق، والتأكد من سلامته بعد مروره بمراحل نقل مختلفة: بحراً وجواً وبراً، وعملية تزويده بالوقود للمرة الأخيرة بحوالي 800 كغ من وقود الهايدروزين، بالإضافة إلى عملية دمج الصاروخ ووضعه على منصة الإطلاق.
بدوره، قال المهندس يوسف الشحي، مهندس الأنظمة الحرارية: دوري في المشروع هو تصميم النظام الحراري الذي يشمل العازل الحراري، والهدف منه المحافظة على الأجهزة العلمية، موضحاً أنه لأول مرة قام المهندسون الإماراتيون بتصنيع وتركيب جهاز العازل الحراري، وأيضاً قمنا بعدة اختبارات تحاكي بيئة الفضاء للتأكد من تحمل درجات الحرارة في مختلف الظروف.
وأكد عيسى المهيري، مهندس أنظمة الطاقة: تتمثل وظيفتي في إنشاء ميزانية الطاقة للمسبار ومتابعته خلال عمر المشروع، بالإضافة إلى دراسة حجم الألواح الشمسية والبطارية التي يتطلبها المسبار لأداء وظيفته، مشيراً إلى أن تقدير حجم الألواح الشمسية للمسبار مهم جداً، للتأكد من أن الطاقة المنتجة للألواح كافية لشحن البطارية.
وقال: قمنا باختبار الألواح الشمسية والبطارية، والتأكد من مواصفاتها وسلامة أدائها، وإجراء فحوصات معينة لذلك، كذلك قمنا بإجراء اختبار شامل لجميع أنظمة الطاقة، كوحدة التحكم والألواح والبطارية، بغرض التأكد من أدائها وتفاعلها الصحيح، كما يتمثل دوري في التأكد من أجهزة الدعم الأرضي والكهربائي، والتأكد من سلامتها وفعاليتها بعد الشحن، كما شاركت في عمليات الاستعداد وشحن البطارية ومتابعة جميع بياناتها.
وأكد المهندس خليفة المهيري، مسؤول أنظمة الاتصالات في مسبار الأمل: أن 15 دقيقة هي المدة الزمنية لتلقي محطة التحكم الأرضية المعلومات من أجهزة المسبار، فيما يمكن للمسبار التغلب على ذلك بالاعتماد على التحكم التلقائي في عمل ومهمات أجهزته العلمية.
وقال: شاركت في تصميم وتخطيط نظام الاتصالات، والمساهمة في تحميل قناة الاتصال ما بين المسبار والمحطة الأرضية، من بداية رحلته من كوكب الأرض، إلى كوكب المريخ.
وأضاف: قمت أيضا بعدة اختبارات لأنظمة الاتصالات، كقطع منفردة وقطع كاملة، للتأكد من التردد الذي يتم فيه الإرسال وجودته وقوته، ومدى توافقه مع المحطة الأرضية، كما ساهمت في تجهيز معدات الدعم الأرضي الكهربائية في اليابان واختبارها قبل توصيلها إلى المسبار، حرصاً على سلامة الأجهزة، كما قمت باختبار أنظمة الاتصالات من خلال إرسال واستلام رسائل من وإلى المسبار، للتأكد من جودة الإرسال من وعبر الهوائي، وأيضاً التدابير الاحتياطية واللازمة لسلامة المهندسين من الأشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من القمر الصناعي.
وقال المهندس محمد العامري، مهندس أنظمة الدعم الأرضي: يتمثل دوري في التركيز على معدات الدعم الأرضي الميكانيكية، مشيراً إلى أنه قام بتصميم معدات دعم ميكانيكية للأجهزة العلمية تساعد في عمليات الدمج والتركيب واختبار للمسبار.
وأضاف: قمت أيضا بتصميم معدات أخرى تساعد على دمج الأجهزة الإلكترونية الأخرى للمسبار، والمشاركة في عمليات الاختبار البيئية، وهي اختبارات الاهتزاز والأصوات، لضمان سلامة المسبار وتكيفه مع مختلف الظروف قبيل الإطلاق.
وقال العامري: أشرفت على الجهة الميكانيكية لانفراد الألواح الشمسية، وقمنا بالاختبارات الحرارية شديدة البرودة ومرتفعة الحرارة، موضحاً أن أنظمة الانفراد حساسة جداً، ويجب ضمان سلامتها بعد عملية الانطلاق.
وبين أن وظيفته في اليابان هي تجهيز معدات لاستلام المسبار والتحكم بمحاوره الثلاثة، وهي: العمودية والأفقية والدورانية، وأيضاً قام بتجهيز معدات قياس الوقود في المسبار، وأيضاً قياس الكتلة المركزية والتي تستخدم في مخرجات أنظمة تحكم المسبار. 
وقال المهندس محمود العوضي، مسؤول الأنظمة الميكانيكية: دورنا يتمثل في تصنيع الهيكل الخارجي للمسبار، ونستلم متطلبات الأجهزة العلمية والصاروخ والأنظمة المختلفة في المسبار، وبعد ذلك نبدأ في تصميم هيكل قادر على أن يلبي جميع المتطلبات ويتناسب مع الاحتياجات.
وأَضاف: تبدأ مراحل الأنظمة الميكانيكية من التصميم، ومن ثم التجميع والتركيب، ومن ثم الاختبارات النهائية، حيث نقوم بعدة اختبارات على الهيكل، ونتأكد من أنه يتطابق مع التصميم الأولي، مؤكداً أن مهامه الحالية هي عملية تزويد المسبار بالوقود وتستغرق 6 ساعات، موضحاً بأنها عملية دقيقة، نظراً لخطورة غاز وقود الهايدروزين.
وتابع: كما يتم فحص خزان الوقود والتأكد من عدم وجود أي تسريبات، بالإضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.
وقال أحمد اليماحي، مهندس أول وحدة تصنيع الأنظمة الميكانيكية: إن مهمته في فريق العمل تمثلت في الحفاظ على النقل السليم للمسبار، والتأكد من سلامة جميع الأنظمة، والإشراف على عملية التركيب والدمج للمسبار في كل مراحله.
وأضاف: منذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق، تتضمن اختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.
وتابع: خضع مسبار الأمل للعديد من الاختبارات خلال الفترة الماضية، من بينها إخضاعه لخمسة اختبارات بيئية، لضمان التأكد من جهوزيته قبل موعد الإطلاق، وشملت اختبار الاهتزاز، واختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي، والاختبار الحراري، واختبار الفراغ، واختبار الصدمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©