الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تقلبات الطقس السبب الأكبر لتأجيل المهام الفضائية

تقلبات الطقس السبب الأكبر لتأجيل المهام الفضائية
15 يوليو 2020 01:59

ناصر الجابري (أبوظبي)

تمثل حالة الطقس، أحد العوامل الرئيسية التي يستند إليها قرار إطلاق مهام رحلات الاستكشاف الفضائي من عدمه، نظراً لدور الطقس وما يرتبط به من أمطار وسرعة الرياح والبرق والرعد، وغيرها من الظواهر الجوية، في تحديد مدى ملاءمة الإطلاق الفضائي وقدرة المركبة الفضائية في الوصول إلى المدار الصحيح، لوجود حسابات فيزيائية ترتبط بالإطلاق وقرار اختيار التوقيت الأنسب له. ويعد تأجيل الرحلات والمهام الفضائية أمراً معتاداً ومتكرراً في العديد من المهام الفضائية، حيث تمثل عوامل الطقس السبب الأكبر لتأجيل موعد إطلاق المهام، نظراً للتغيرات المفاجئة التي قد تطرأ على حالة الطقس والقابلة للتغير يومياً، وهو ما يفرض التعامل بمرونة في تحديد نوافذ الإطلاق للمهام الفضائية والتي تستمر إلى أسابيع، تحسباً لأي نوع من أنواع التحديات أو المخاطر الناتجة عن تقلبات الطقس. وتقوم الفرق المشرفة على المشاريع الفضائية العالمية بإجراء عدد من التجارب وببحث حالة الأرصاد الجوية يومياً، حيث يتم النظر إليها باستمرار، وصولاً إلى الاستقرار على القرار النهائي حول الإطلاق، خاصة لطول فترة العمل على المشاريع الفضائية والتي تتطلب حرصاً على توفير كافة المقومات المساهمة في إنجاح المهمة الفضائية.

وتمتد نافذة الإطلاق لكوكب المريخ هذا العام، بدءاً من 15 يوليو الجاري وحتى 3 أغسطس المقبل والتي تتكرر كل عامين، حيث يكون كوكبا الأرض والمريخ في أقصى نقطة تقارب لهما خلال دورانهما حول الشمس وفي خط مستقيم معها، بما يعني أنها أفضل مرحلة لإطلاق المسبار نحو المريخ، خاصة أن الأرض أسرع في دورتها حول الشمس من المريخ، ولهذا فهي تلحق به أحياناً وتسبقه أحياناً أخرى، أثناء دوران كل منهما في فلكه، لكنهما يكونان في أقصى نقطة تقارب لهما مرة واحدة فقط كل سنتين.  

تأجيل عدة رحلات فضائية
وشهد العام الجاري، تأجيل عدد من الرحلات الفضائية بسبب حالة الطقس، حيث أعلنت وكالة «ناسا» للفضاء عن تأجيل إحدى المهام الفضائية خلال شهر مايو الماضي قبل 16 دقيقة من الإطلاق فقط، بسبب الظروف المناخية والأحوال الجوية التي لم تتناسب مع ظروف إطلاق المركبة الفضائية، حيث تم التأجيل تفادياً للمخاطر المحتملة التي قد يسببها الإطلاق دون مراعاة لظروف الطقس، كما تم خلال يونيو الماضي، تأجيل إطلاق صاروخ «فيغا» الأوروبي، عدة مرات من مركز «كورو» الفضائي في غويانا الفرنسية، بسبب الظروف الجوية غير المواتية.
ووفقاً لتقرير شركة سبيس إكس الأميركية لتقنيات الفضاء، فإنه يمكن أن يكون الطقس أحد أكثر العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها عندما يتعلق الأمر بإرسال الصواريخ إلى الفضاء، حيث يتم تحديد مواعيد الإطلاق قبل أسابيع أو أشهر، وهو موعد بعيد جداً عن خبراء الأرصاد الجوية للتنبؤ بالظروف الدقيقة في لحظة الإقلاع بدقة، ولذلك تتم مراقبة الطقس بعناية لأيام متواصلة للتأكد من ملاءمته للإطلاق، وإذا كان أي جانب من جوانب الطقس غير مناسب، فإنه يتم اتخاذ قرار تأجيل الإطلاق والانتظار حتى يتحسن الطقس. وفي معظم الحالات يتم تأجيل الإطلاق مرة أخرى لمدة يوم أو يومين، وذلك نظراً لتكاليف المشاريع الفضائية التي تتطلب الحذر وتهيئة كافة الظروف المناسبة للإطلاق.
 
العواصف الرعدية
وأوضح التقرير الدولي، أنه توجد 3 أنواع مختلفة من الطقس يمكن أن تتسبب في اتخاذ قرار التأجيل، وتتمثل في العواصف الرعدية والبرق، حيث يمكن أن تكون العواصف الرعدية واحدة من أخطر أنواع الطقس لإطلاق الصواريخ، بما يفرض التأكد من عدم وجود عواصف رعدية أو برق ضمن مسافة الإطلاق وقبل مغادرة الغلاف الجوي للأرض. أما النوع الثاني من الأسباب، فهو الغيوم والمطر، فإذا لم يكن هناك برق حول منصة الإطلاق، يمكن لهطول الأمطار أو الطبقة السميكة من الغيوم أن تتسبب في مهددات لسلامة الإطلاق.
 
الرياح العاتية 
وتضمن التقرير الدولي، الإشارة إلى أن الرياح تمثل السبب الثالث في تأجيل الإطلاق، حيث من المحتمل أن تتسبب الرياح العاتية القريبة من الأرض أو المرتفعة في الغلاف الجوي في التأجيل، بسبب تحديات التحكم المحتملة في الصاروخ أثناء انطلاقه إلى الفضاء، حيث يقوم خبراء الأرصاد الجوية بتحليل سرعة الرياح وأيضاً السرعة المتسارعة للرياح خلال فترة ما بعد الإطلاق، لضمان التحكم ونجاح مهمته في الوصول إلى المدار. 
ووفقاً لتقرير آخر نشرته وكالة «ناسا»، فإن معايير الإطلاق تتمثل في مجموعة تفصيلية من الإرشادات التي تحدد الحدود البيئية التي يمكن أن يتعرض لها الصاروخ والمركبة الفضائية أثناء الصعود والهبوط لضمان نهاية المهمة بنجاح، وتشمل متغيرات مثل اتجاه الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة والسحب وهطول الأمطار، كما تتضمن بعض معايير الطقس، الخاصة بمشغل الإطلاق، مدى قرب وشدة الأمطار من منصة الإطلاق وسرعة الرياح وتصاعدها بعد الإطلاق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©