الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ناصر الراشدي مدير «السياسات» في «وكالة الإمارات» لـ«الاتحاد»: «مسبار الأمل» يتوافق مع 5 معاهدات دولية فضائية

ناصر الراشدي مدير «السياسات» في «وكالة الإمارات» لـ«الاتحاد»: «مسبار الأمل» يتوافق مع 5 معاهدات دولية فضائية
19 يوليو 2020 01:17

ناصر الجابري (أبوظبي)

أكد المهندس ناصر أحمد الراشدي، مدير إدارة السياسات والتشريعات في وكالة الإمارات للفضاء، أن مشروع مسبار الأمل يتوافق مع 5 من المعاهدات الدولية، والتي التزمت بها دولة الإمارات ضمن دورها في المعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية الخاصة بمهام الاستكشاف الفضائي، انطلاقاً من رؤية الدولة وتطلعاتها ضمن الشفافية والتعاون الدولي للقطاع. وقال الراشدي في حوار لـ «الاتحاد»: إن الوعي في مجال الفضاء يعد أحد المحاور الرئيسية ضمن منظومة عمل الوكالة، حيث إن الممكن رقم واحد ضمن السياسة الوطنية للفضاء والاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030 هو نشر المعرفة وثقافة الفضاء بين شعب ومجتمع دولة الإمارات بمختلف فئاته، حيث إن المردود الاجتماعي الذي يتولد عن إطلاق وإنجاز المهام والمشاريع الفضائية لا يمكن أن تتأتى ثماره دون وجود وعي ومتابعة وتفاعل مجتمعي مفعم بالشغف، مرسخاً للابتكار وثقافة اللامستحيل والشعور بالفخر، والذي يشكل عائداً رئيسياً في تحقيق المردود الإيجابي للمهمات والبرامج الوطنية الفضائية الطموحة التي يتم وضعها والعمل على تحقيقها.
أضاف: قبل نشأة وكالة الإمارات للفضاء، كانت للدولة مجموعة من الأنشطة والمشاريع في مجال الفضاء عبر شركة الثريا و«الياه سات» و«اياست» الذي أصبح لاحقاً مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث جاءت الوكالة بهدف تنظيم هذا القطاع ودعمه، لأجل النمو والتوسع في برنامج الفضاء، ووصولاً إلى استدامة هذا البرنامج، وتخفيف مخاطره لما يتضمنه من جوانب تحتاج إلى الكثير من الاستثمار الذي لا ينحصر على المالي فقط، بل يشمل استثمار الوقت والجهود، وبناء الشراكات أسوة ببقية القطاعات الحيوية ذات التعقيد والمخاطر، إضافة إلى توسيع نقاط الاستفادة من التطبيقات والأنشطة والمشاريع الفضائية، وتعزيز فوائدها وعوائدها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الدولة والعالم.
وأشار إلى أن مشروع مسبار الأمل شكّل تحدياً مشوقاً واختباراً لقدراتنا في تحقيق أهداف تنظيم قطاع الفضاء، حيث كانت للدولة قدرات في الاتصالات الفضائية ومراقبة الأرض، إلا أن الإعلان عن تأسيس الوكالة تزامن مع مشروع دولة الإمارات للمضي قدماً في استكشاف الفضاء البعيد ممثلاً بالمريخ كنقلة نوعية في توجهات الدولة نحو تطوير برنامجها الفضائي نحو الريادة إقليمياً وعالمياً، وهو ما يمثل تجسيداً واقعياً على دور تنظيم القطاع في تحقيق الطموحات والغايات لتوسيع نطاق البرنامج الفضائي وتنويع أنشطته وتكاملها.
ولفت إلى وجود عائد اقتصادي معرفي من مسبار الأمل، حيث عمل على البرنامج 150 شخصاً من الكفاءات الوطنية، إضافة إلى وجود 7 فرق فنية عملت في هذا المجال، ضمن المحطات الأرضية والعمليات والتصنيع وتقديم الدعم اللوجستي، وهذه الكفاءات ذات المهارات العلمية والفنية العالية تجسد مساهمة الفضاء الواضحة لدعم الاقتصاد المعرفي للدولة، حيث ساهمت المهمة في تعزيز أنشطة البحث والتطوير واستطاعت كفاءاتنا، بفضل من الله، صنع أكثر من 66 قطعة ميكانيكية داخل الدولة وتطوير أكثر من 200 تقنية جديدة، كما تم إيجاد شراكات دولية، فالإطلاق من اليابان وجزء من التصنيع كان في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى شراكات أخرى تم إيجادها بهدف نقل المعرفة وتبادل الخبرات والتجارب التي لها الأثر في تقوية العلاقات السياسية والعلمية. ولفت الراشدي إلى وجود عائد اجتماعي لمسبار الأمل، من خلال ترسيخ مفهوم أن صناعة الفضاء تعد صناعة للأمل الموجه لشباب اللامستحيل، حيث إن الأمل لجميع المنطقة بأن العرب لديهم القدرة على استعادة الريادة الدولية في مجالات الفلك والعلوم من خلال الإنجاز في البرنامج الفضائي، إضافة إلى المساهمة في تعزيز ثقافة الفخر الوطني بوجود النماذج الحقيقية لقدرة دولة الإمارات التنافسية في القطاع.
وأوضح، أن البيانات الصادرة من مسبار الأمل، ستسهم في تحليل ظاهرة التغير المناخي والذي يعد أحد أبرز التحديات العالمية الراهنة، حيث سنتمكن من الإجابة عن العديد من الأسئلة، من خلال مشروع فضائي لا يقارن دولة بدولة بل كوكباً بكوكب آخر، عبر تحليل كيفية الاستفادة من الغلاف الجوي وعوامل التأثير عليه وإمكانية استشراف المستقبل، حيث تسهم هذه البيانات أيضاً في تعزيز دور برنامج الفضاء من خلال الاستمرارية والاستدامة، وتعزيز الاستفادة من هذه المشاريع.
ورداً على سؤال حول دور السياسات والتشريعات، أوضح الراشدي أن وكالة الإمارات للفضاء وضعت إطاراً تنظيمياً داعماً، عبر سياسة واضحة وشفافة في الاستخدام السلمي للفضاء، ووجود قانون وطني يتماشى مع القوانين والمعاهدات الدولية، حيث يتم الالتزام بـ 5 معاهدات دولية في مسبار الأمل، تتمثل في معاهدة الاستخدام السلمي للفضاء، وتسجيل الأجسام الفضائية، ومعاهدة المسؤولية تجاه الغير، ومعاهدة الإنقاذ والعودة، واللوائح الدولية للاتصالات الراديوية.
ولفت إلى دور مهم للتشريعات الوطنية، حيث إن المشغل لا يتعامل مع القانون الدولي مباشرة بل مع القانون المحلي، ودور الوكالة في أن تراعي القوانين والتشريعات الوطنية المعمول بها دولياً، حيث تمت دراسة المعاهدات وتضمين أهدافها ضمن التشريعات الوطنية التي حرصنا على أن تكون واضحة وشفافة وتلبي المتطلبات والتوقعات الدولية ومعايير الأمن والسلامة، ومتوائمة مع متطلبات تشجيع الابتكار وتشجيع المهمات الفضائية.

ثقافة الفضاء
أكد الراشدي، أن دولة الإمارات تجاوزت مرحلة الوعي بالفضاء إلى ترسيخ ثقافة الفضاء، حيث أشار مسح أجرته الوكالة قبل عامين إلى أن 90 بالمئة من أفراد المجتمع لديهم الوعي بوكالة الإمارات للفضاء، إضافة إلى نمو الوعي لدى المؤسسات الوطنية بالقطاع، ومع نجاح إطلاق قمر «خليفة سات» وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء وقرب إطلاق مهمة مسبار الأمل، لم يقتصر الأثر على زيادة مستوى الوعي، بل أصبح الفضاء جزءاً رئيسياً من ثقافة مجتمع الإمارات، من خلال ما يظهره شعب الإمارات وشبابه من معرفة ومتابعة وتفاعل مع البرنامج الفضائي الإماراتي.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©