الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء ومتخصصون: «مسبار الأمل».. قفزة علمية عالمية

خبراء ومتخصصون: «مسبار الأمل».. قفزة علمية عالمية
20 يوليو 2020 05:20

أبوظبي (الاتحاد) 

اعتبرت الكاتبة المتخصصة في الشؤون العلمية، إليزابيث جيبني، أن «مسبار الأمل» الإماراتي، وأول مركبة فضائية عربية عابرة للكواكب، تشكل قفزة علمية هائلة ليس فقط للإمارات وإنما للمجتمع العلمي العالمي. 
وقالت جيبني: «عندما أعلنت الإمارات في 2014 أنها ستستكشف المريخ في الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة بحلول ديسمبر 2021، بدا ذلك رهاناً على المستحيل، لاسيما أنه في ذلك الوقت لم تكن لدى الدولة وكالة للفضاء أو علماء في هذا المجال، وكانت قد أطلقت لتوها أول قمر اصطناعي لها».
وبحسب الخبيرة المتخصصة لدى دورية «نيتشر» العلمية، فإن الدولة سرعان ما كوّنت فريق مهندسين من الشباب والشابات، بقيادة معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، قائدة الفريق العلمي الإماراتي لاستكشاف المريخ، في مهمة بدت حينئذ مستحيلة، إذ كيف يمكن لهذه المجموعة من الشباب أن تصل إلى الكوكب الأحمر؟ 
وتضيف جيبني: «بعد ست سنوات، تمكن الفريق من تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً بإنجاز مسبار المريخ بأيدٍ إماراتية مئة في المئة، وخضع للاختبار في فبراير الماضي داخل مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي»، حيث اختبر المهندسون المسبار قبل إطلاقه من مركز «تانيجاشيما» للفضاء الياباني. 
وأكدت أنه رغم أن مسبار الأمل الإماراتي هو أول مشروع عربي لاستكشاف الفضاء، لكنه ليس مجرد استعراض تكنولوجي، فبمجرد وصوله للكوكب الأحمر في فبراير 2021، فإن المسبار سينتج أول خريطة عالمية للغلاف الجوي للمريخ. وتابعت: «على النقيض من أي بعثة فضائية، فإن مسبار الأمل سيتيح بياناته للمجتمع العلمي العالمي دون استثناء»، وهو ما يجعل منه قفزة علمية عالمية. 
وسيحاول المسبار الوقوف على أسباب التآكل المستمر في الغلاف الجوي للمريخ، وكذلك أسباب فقدان المريخ معظم المياه التي تشير الصور والدراسات إلى أنه كان ينعم بها ذات يوم.
ومن جانبه، يعتقد كبير مهندسي النُظم في مختبر جامعة كولورادو، بريت لاندين، أن التطور من تصنيع أقمار صناعية للدوران في مدار الأرض إلى بعثة في الفضاء العميق خلال ست سنوات هو «أمر لا يصدق». وأضاف: «لم أر شيئاً في حياتي كهذا من قبل». 
وأخبرت الإمارات فريق المشروع بأنه من غير الممكن شراء المسبار من إحدى الشركات الأجنبية الكبرى. وعليه، فقد كان على الفريق بناؤه بنفسه.
وأشارت جيبني إلى أنه إضافة إلى الأهداف العلمية الفضائية، فإن المشروع يرنو إلى تسريع تحول الإمارات إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، من خلال تشجيع الأبحاث والدرجات العلمية، وإلهام الشباب في أنحاء الدول العالمية. 
وقالت: «مثل المشاريع العملاقة التي أقامتها الإمارات من قبل، فإن استكشاف المريخ هدف إحداث نقلة نوعية كبيرة في طريقة التفكير». 
ولا تخفي جيبني إعجابها الشديد بالتطور في دولة الإمارات، مؤكدة أنها تجعلك تشعر بأنك تعيش المستقبل، بناطحات السحاب وبرج خليفة، أطول بناء في العالم، ونظام المترو بلا سائق.
وأضافت: «إن المسبار يأتي في إطار سعي الدولة للمضي قدماً على طريق التقدم، باستخدام المريخ لتوفير وظائف علمية وإلهام الشباب الإماراتي»، لافتة إلى أن استكشاف المريخ بالنسبة للإمارات من أوجه شتى أكثر من مجرد إرسال مسبار إلى المدار.
 وقفزت حصة البحث العلمي من إجمالي الناتج المحلي الإماراتي بالفعل من نصف في المئة في 2011 إلى 1.3 في المئة في 2018، ومن المرتقب أن تصل إلى الهدف المحدد ببلوغها 1.5 في المئة بحلول نهاية العام المقبل. 
ولدى الإمارات خطط عملاقة في مجال الفضاء، فهي تخطط لبناء «مدينة المريخ العلمية» خارج دبي، كما تخطط الآن لإرسال مركبة فضائية للقمر، وربما إرسال رواد فضاء أيضاً. 
وكثير من الباحثين خارج الإمارات لديهم شغف بما تحققه الدولة في مجال الفضاء. ويقول دانييل وود، المتخصص في الهندسة الفضائية لدى معهد ماسوشيستس للتكنولوجيا في كامبيردج: «أحب كثيراً أن أستمع لحديث الفريق الإماراتي عن سبب رغبته في القيام بهذه المهمة، خصوصاً باعتباره هدفاً ملهماً يبث الأمثل في أنحاء الشرق الأوسط». 
 ومن بين الخطط الأخرى للحكومة الإماراتية هي إنشاء مستعمرة على المريخ بحلول عام 2117. ويقول المؤرخ كريستيان كوتس أولريكسين من جامعة «هيوستن» في تكساس: «على رغم من أن هذه الخطط تبدو طموحة، لكن مسبار الأمل جعل الإمارات تكتسب المهارات اللازمة، وساهم في توظيف جيل جديد من الإماراتيين في مجال العلوم والتكنولوجيا، وهي خطوة على طريق تحقيق ذلك الطموح».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©