الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الاتحاد» تلتقي أول مريض عولج بالخلايا الجذعية

المريض بعد تماثله للشفاء (الاتحاد)
29 يوليو 2020 02:54

منى الحمودي (أبوظبي) 

عبر أول مريض خضع لعملية زرع نخاع عظمي باستخدام تقنية الخلايا الجذعية في الإمارات عن امتنانه وشكره لإنقاذ حياته والتكفل بعلاجه بعدما كان يعاني سرطان الدم.
وتفصيلاً، واجه عبد الله نذير أحمد محمد من باكستان البالغ من العمر 49 عاماً، تدهوراً في حالته الصحية بسبب إصابته بالورم النقوي المتعدد وهو نوع من سرطان الدم، حيث كان في مرحلة متقدمة وعلاجه الوحيد هو زرع نخاع عظمي. 
وقال «الحمد لله، بفضل من الله وجهود الفرق الطبية في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومدينة الشيخ خليفة الطبية أتمتع بالصحة والعافية، فالعلاج أنقذ حياتي وجعلني أتخلص من الأعراض التي كنت أعانيها».
وأضاف المريض «أنا والد لأربعة أطفال، ولم يكن لديّ المال لأحصل على عملية زرع، وموّلت الإمارات علاجي، ويسعدني أن أكون أول من خضع لعملية الزرع هذه في أرض الخير دولة الإمارات، فقد حصلت على رعاية واهتمام ما كنت لأحصل عليهما في أي مكان آخر».
وأوضح الدكتور ويندري فينتورا، المدير العام لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومدير برنامج زراعة النخاع العظمي أنه سيتم إخراج المريض عبدالله نذير الذي تم إجراء عمليته في مدينة الشيخ خليفة الطبية في الثامن من يوليو الجاري في غضون أيام قليلة، وذلك بعد استقرار حالته وتماثله للشفاء التام، وأنه يخطط للعودة إلى وطنه في أكتوبر المقبل لرؤية عائلته.
وأشار إلى أن المركز في الوقت الحالي يقوم بعمليات الزرع «الذاتي» فقط، حيث يكون المريض والمتبرع هو الشخص نفسه، وفي المستقبل القريب سيتم البدء بالزرع «الخيفي» والذي يعتبر أكثر تعقيداً، حيث يكون زرع النخاع عن طريق المتبرعين.
وكشف عن أنه سيتم إجراء عملية الزرع التالية في غضون بضعة أسابيع بهدف الوصول لما بين خمس إلى عشر عمليات زرع للنخاع العظمي من الشخص نفسه قبل البدء في برنامج الزرع من المتبرعين، منوهاً بأنه في المستقبل سيتم البدء بعمليات زراعة النخاع للأطفال.
وقال الدكتور فينتورا: «نريد أن نقدم لشعب الإمارات العربية المتحدة برنامجاً لا يمكن مقارنته بأي برنامج آخر في بقية العالم، بل يوفر علاجاً شخصياً ومخصصاً لكل حالة».
وأكد أن عملية زرع النخاع العظمي التي جاءت نتيجة للتعاون بين مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومدينة الشيخ خليفة الطبية إنجاز كبير لمرضى السرطان الذين يعيشون في الإمارات العربية المتحدة والذين يمكنهم الآن البحث عن علاج أقرب إلى المنزل للبقاء مع العائلة في مثل هذه الأوقات الصعبة على كل مريض.
 
علامة فارقة
قالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج زرع النخاع العظمي في أبوظبي، ورئيس قسم أمراض الدم والأورام في مدينة الشيخ خليفة الطبية «نجاح أول عملية زراعة للنخاع العظمي يشكل علامة فارقة لمستوى الرعاية والعلاجات الصحية المتوافرة في دولة الإمارات، حيث إن معظم هذه الحالات تسافر إلى الخارج، لذا في المستقبل القريب سنكون مكتفين ذاتياً وفعالين للعناية بأنفسنا بأعلى مستوى من الرعاية الطبية والمعايير الدولية».
وأشارت إلى أنه سيتم إجراء عمليات زرع النخاع العظمي في المستقبل من متبرعين أحياء بعد الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بهذا النوع من العمليات. وأوضحت أن زرع النخاع العظمي يعتمد بشكل خاص على الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام حيث يوجد مصنع الدم، ومن أجل الحصول على الخلايا الجذعية التي تنشأ في النخاع العظمي، نحتاج إلى إعطاء أنواع معينة من الحقن التي تحفز هذه الخلايا الجذعية للخروج من النخاع العظمي إلى مجرى الدم، ومن ثم جمعها بواسطة نوع خاص من الآلات على غرار آلة غسيل الكلى.
وأضافت: يتم إعطاء هذه الحقن لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، وبعد ذلك يتم وضع المريض على جهاز يفصل البلازما التي تحتوي على الخلايا الجذعية وتضعها جانباً، حتى يتم التأكد من أن الخلايا الجذعية هي العدد الصحيح، وأنها محفوظة في ثلاجة خاصة. وبعد العلاج الكيميائي يتم إرجاع بقية الدم إلى المريض الذي يخضع في الوقت نفسه للعلاج الكيميائي «لمسح نخاع العظام وإفساح المجال للخلايا الجديدة». خلال هذا الوقت يبقى المريض في منطقة معقمة لمدة عشرة إلى خمسة عشر يوماً لمنع أي عدوى، ثم يتم إرجاع الخلايا الجذعية المحصودة الجديدة إلى الجسم في عملية تستغرق حوالي 20 دقيقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©