الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الذكاء الاصطناعي» بوابة المستقبل

نادية عبدالرزاق
2 أغسطس 2020 01:58

أبوظبي (الاتحاد)

قالت المحامية نادية عبدالرزاق: «بظهور الثورة الصناعية الرابعة، أو ما يسمى بالثورة الرقمية (Digital Smart Revolution) المرتكزة على ثلاث ركائز أساسية، وهي إنترنت الأشياء - البيانات الضخمة الذكاء الاصطناعي انتشرت برامج وآلات ولغات برمجية ذات مدلول خاص شهدت تحولاً كبيراً في علاقة الإنسان بتلك الأنظمة القادرة على التكيف مع المحيط الذي تعمل فيه عن طريق اتخاذ القرارات المناسبة دون الحاجة إلى البرمجة المسبقة، وصاحب ذلك أيضاً أنظمة حديثة لديها القدرة على التعامل مع محيطها باستقلالية تامة دون تدخل الإنسان، وتم وصفها بأنها ذكية لما تتمتع به من ذكاء اصطناعي حل محل الذكاء البشري في العديد من المجالات».
وأضافت: «منذ التاريخ البعيد دأب الإنسان على صنع الآلات لتسهيل شؤون حياته اليومية، فتنوعت الآلات وتوطدت بذلك العلاقة بين الإنسان والآلة، ومع ظهور كل اختراع جديد تتضاءل أهمية الحاجة إلى الاختراعات التي تسبقه، وقد وصل عالمنا اليوم إلى مرحلة متقدمة من التطور الهائل والتشابك في الوظائف والتعقيد في المهام مما يتطلب آلات غير تقليدية لمسايرة هذه المرحلة الزمنية».
وأشارت إلى أن التعلم الذكي يمثل فئة ضمن المجال الأوسع للذكاء الاصطناعي وهو يختص بمنح الآلات القدرة على التعلم عن طريق استخدام خوارزميات يمكنها أن تكتشف الأنماط وتولد الأفكار انطلاقاً من البيانات التي تعرض عليها لتطبيقها على عمليات اتخاذ القرار والتنبؤات المستقبلية، وهي عملية تتجنب الحاجة إلى برمجة الخطوات بطريقة مخصصة لكل إجراء مستقل بمفرده.
وأكدت المحامية نادية عبدالرزاق، أن مفهوم الذكاء الاصطناعي سيطر على جميع المجالات العلمية التقنية وحتى العلوم الإنسانية، فالهواتف الذكية بين أيدينا، وأجهزة التلفاز المتواصلة في بيوتنا خير دليل على ذلك، وأصبح من الطبيعي اليوم اقتناء أجهزة ذكية، والتعامل ببرامج معلوماتية فائقة الذكاء، كما أن الذكاء الآلي في حد ذاته ليس بالعلم الجديد في العالم الأكاديمي ولا حتى التجاري، لكنه متداول كمفهوم جديد وزاد انتشار الأجهزة الرقمية المتصلة وظاهرة البيانات الضخمة «Big Digital»، حيث أصبح المرء وإن لم يكن متخصصاً في المعلوماتية يتحدث عن الذكاء الاصطناعي ويربطه عادة بالأجهزة التكنولوجية المبتكرة مع أنه ليس كل شيء مبتكر مرتبط حتماً بالقدرة على التفكير الذاتي. وذكرت أن فكرة الذكاء الاصطناعي الذي يقترن فيه عمل الآلات ذات التعلم العميق والذاتي، هو ما دفع المشرع الأوروبي للتوصية بمنحها سمة الشخصية القانونية، لا لحمايتها في ذاتها فقط، ولكن لحماية المجتمع من الاستخدام غير العقلاني أو غير القانوني لها، كون هذه الآلات لها وجود مادي ملموس ووجود عقلي موجه لا يمكن تجاهله، وعليه فيجب أن تتسم بشخصية قانونية متميزة تمكنها من تحديد طبيعة المسؤولية الناجمة عنها لا المسؤولية المترتبة عليها، أي تساعد على توضيح المسؤولية القانونية التي يمكن أن تترتب على استخدامها ووجودها في المجتمع والتي لا يشترط أن تكون هي المسؤولة عنها.
وأكدت أنه على الرغم من المزايا العديدة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإنها تثير العديد من التحديات، لا سيما فيما يتعلق بمدى ملاءمة التشريعات والقوانين الحالية وقدرتها على استيعاب الخصائص الفريدة لهذه التكنولوجيا، ومن الناحية الفنية والتقنية نجد أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لم تصل بعد إلى مرحلة الكمال القصوى، ولا تزال برامجها عرضة للإصابة بالقرصنة والأعطال التقنية، مما يجعلها في بعض الأحيان تعمل بطريقة غير متوقعة ويترتب عليها أضرار بالغة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©