الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيادة فذة تصنع حاضراً زاهراً ومستقبلاً باهراً لأجيال قادمة

قيادة فذة تصنع حاضراً زاهراً ومستقبلاً باهراً لأجيال قادمة
5 أغسطس 2020 17:40

عندما كنت أتابع خبر بدء التشغيل الآمن لأول مفاعل للطاقة النووية السلمية في العالم العربي بمحطة «براكة» في أبوظبي، ومدى الفرح والسعادة الذي رافق هذا الخبر الهام، سواء في داخل البلاد أو خارجها، وجدت من الصعب ألا أكتب خاطرة، وقد تحلقت حولي مشاعر شتى تستنهض القلم؛ لأسجل ما يجول في خاطري وأعماقي من صور وأحاسيس.
فلقد كان لمسبار الأمل قبل ذلك، ونجاح انطلاقه إلى المريخ، معناه المميز ومغزاه البعيد، سواء في أهدافه، أو في فريقه الشاب الذي كلف به، أو حتى في توقيته، والآن، وبحمد الله، مفاعل «براكة» يضيف إنجازاً من نفس الصنف إلى رصيد الإنجازات التي يسجلها التاريخ والإمارات على قاب قوسين، أو أدنى، من يوبيلها الفضي في العام 2021.
معركة البناء معركة شاقة وطويلة، ولكن من كرم الله تعالى على شعب الإمارات أن هيأ له قيادة فذة، جسورة، تصنع برؤيتها حاضراً زاهراً لشعبها، ومستقبلاً باهراً لأجيال قادمة، وفق خطة مدروسة سُخِرت لها الموارد، هدفها خدمة إنسان هذا الوطن.
فبينما الناس قد أرهقها القلق، من الهجوم الشرس والمباغت لجائحة كورونا، بعثت القيادة الرشيدة برسائل الاطمئنان لكل من يعيش على أرضها، وهيأت كل ما تتطلبه معركة كورونا من أدوات واستعدادات، حمايةً لأرواح الجميع، وحفاظاً على صحتهم وسكينتهم، مع السهر على مصالحهم، أفراداً، أو مؤسسات، أو مجتمعاً، وأوفت بالوعد، وكانت السكينة والاطمئنان والصحة والأمان. 
وبالرغم من الانشغال بمكافحة وباء «كورونا» الذي انتشر في كل أصقاع العالم، بحيث لم يترك بلداً إلا واقتحم أسواره، فإن عقيدة البناء، ونشر الخير، لم تلن وتتراجع أمام التحديات، فتلك البرامج لتطوير اقتصاد معرفي مستدام، يحقق الريادة حتى من دون الموارد النفطية، تأخذ مكانها وفق الجداول الزمنية المحددة لها، وتقف القيادة لتؤكد التزامها بتحقيق «حلم زايد» وتمكين «أبناء زايد» في الحدث الأول عندما انطلق المسبار، أو الحدث الثاني عند بدء تشغيل مفاعل «براكة»، واللذين تفصل بينهما أيام معدودة.
وعندما صفق العالم لهذين الحدثين المهمين فإنما صفق لهذه الرؤية التي انطلقت من الإمارات، ذلك البلد العربي الذي يحمل شعلة أمل، ويعبر عن طموح شعب لمواكبة العصر بكل تحدياته، وشغف قيادة لتحقيق الريادة، في زمن تؤكد فيه قيادته بأنه لا يمكن «الاستهانة بإرادة الرجال» إذا انطلقت نحو هدفها، بغض النظر عن حجم المكان. 

سفير الدولة لدى جمهورية سنغافورة 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©