الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في ندوة بنادي «تراث الإمارات»: 6 أغسطس.. تاريخ خالد في ذاكرة الوطن

في ندوة بنادي «تراث الإمارات»: 6 أغسطس.. تاريخ خالد في ذاكرة الوطن
8 أغسطس 2020 00:48

أبوظبي (الاتحاد)

نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، أمس الأول، ندوة «عن بُعد» بعنوان «السادس من أغسطس مسيرة خالدة في ذاكرة الوطن»، وذلك بمناسبة الذكرى 54 لتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي. وتحدث في الندوة الشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري، عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وأحمد الحوسني، السفير السابق، وعلي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في تلفزيون دبي، وأدار الندوة الدكتور محمد فاتح زغل، الباحث بمركز زايد للدراسات والبحوث. وفي ترحيبها بالمشاركين في الندوة، أكدت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، أن يوم السادس من أغسطس يحمل مكانة مهمة في تاريخ دولة الإمارات وتاريخ إمارة أبوظبي، مشيرة إلى أن تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم، كان بداية مسيرة مباركة توجت بتأسيس اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر من العام 1971.

وقالت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث: «إن نادي تراث الإمارات من خلال مركز زايد للدراسات والبحوث، يحرص سنوياً على إحياء هذا التاريخ المهم، لاسيما أن المركز ظل يعمل على حفظ إرث القائد المؤسس عن طريق إصدار الكتب والدراسات وإقامة الندوات في سبيل ترسيخ هذا الإرث في ذاكرة دولة الإمارات الثقافية والفكرية، كما يضم المركز أيقونة حضارية وثقافية تتمثل في معرض الشيخ زايد الذي يعد شاهداً حياً على هذا التاريخ والإرث العريق من خلال المقتنيات والأوسمة والشهادات والدروع التي حصل عليها من مختلف المنظمات الإنسانية والعالمية، تقديراً لجهوده في إرساء السلام والتعاون».

إنشاء «الوطني»
واستهل الشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري بالحديث عن دور المغفور له الشيخ زايد في إنشاء المجلس الوطني، وقال إنه، طيب الله ثراه، فكّر في إنشاء مجلس وطني اتحادي رغبة منه في بسط الشورى وسماع رأي الناس وممثلي المجتمع.
وأكد بن ركاض إدراك القائد المؤسس لأهمية وجود المجلس، فدعم إنشاءه وجعله من الهياكل الرئيسة التي أقام عليها الدولة. وقال: «إن دعمه للمجلس جعله من ناحية المصلحة للدولة والمجتمع من أفضل المجالس».
وأشار إلى لمحات من اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالمجلس وجلساته التي كان يحضرها أحياناً بصفة غير رسمية من أجل سماع المداولات، مشيداً بالرؤية الشاملة التي تمتع بها باني الدار وقدراته الفذة التي استفادت منها إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول العالم.
وذكر بن ركاض أن المجلس الوطني ظل منذ تأسيسه يربط دولة الإمارات بالعالم الخارجي على المستوى البرلماني، حيث نبعت هذه المشاركة من فكر الشيخ زايد بأن تستفيد الإمارات من تجارب دول العالم وتفيدها بتجاربها.
وعن دور المغفور له الشيخ زايد في نجاح «دولة الاتحاد»، أشار إلى أن الكاريزما والذكاء اللذين تميز بهما والقيم التي يحملها واهتمامه بحاجات شعبه وحب الناس له، كانت عوامل مهمة في نجاح الاتحاد.

  • خلال ندوة نادي تراث الإمارات عن بُعد بمناسبة ذكرى جلوس زايد (من المصدر)
    خلال ندوة نادي تراث الإمارات عن بُعد بمناسبة ذكرى جلوس زايد (من المصدر)

القضية الفلسطينية
أما السفير أحمد الحوسني، فقد وصف تاريخ السادس من أغسطس بأنه منارة أنارت الطريق إلى قيام الدولة. قبل أن يلقي الضوء على دور الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في الحضور الدولي للإمارات، مشيراً إلى عدد من المواقف الخالدة للمغفور له في نصرة القضايا العربية، مثل إيقاف ضخ البترول بالاتفاق مع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، في حرب 1973، حيث أطلق مقولته «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
كما نوَّه الحوسني بمواقف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في دعم القضية الفلسطينية، ومواقفه الإنسانية في مساعدة الكثير من الدول بمشاريع تنموية مهمة. وأشار الحوسني إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان مرحباً به دائماً لحل الخلافات العربية ورأب الصدع بين الدول الشقيقة.
ولفت الحوسني أيضاً إلى أن قيمة التسامح أسسها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ورسخها، وجعل التسامح هو الرافعة التي بنى عليها الدولة، كما نوه بطبيعة مجتمع الإمارات التي جبلت على التسامح.

التجربة الوحدوية
وتحدث علي عبيد الهاملي عن دور المغفور له الشيخ زايد في نجاح التجربة الوحدوية الإماراتية على عكس تجارب أخرى شهدتها المنطقة، مؤكداً في حديثه أنه لا يوجد إنجاز تحقق على أرض دولة الإمارات أو باسمها إلا وفيه بصمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه. وعن أهمية الإعلام واهتمام الشيخ زايد به، أشار الهاملي إلى أن جهوده، رحمه الله، وتضحياته من أجل إنجاح الاتحاد يمكن استقراؤها من الإعلام، حيث شهدت الفترة من توليه الحكم عام 1966 وحتى قيام الاتحاد عام 1971 كماً كبيراً من المقابلات الإعلامية معه التي ظل خلالها يدعو إلى قيام الاتحاد، كما تحمل هذه المقابلات ملامح فكره السياسي المتقدم، وتظهر فيها شخصيته الكاريزمية الفريدة.
وعن دور المغفور له الشيخ زايد في تأسيس البنية الإعلامية في الدولة، أشار الهاملي إلى أن الإمارات قبل عام 1966 لم تكن فيها صحيفة، عدا مجلة أسبوعية تصدر في دبي باسم «أخبار دبي»، ولم تكن فيها إذاعة بخلاف إذاعة صوت الساحل التي أنشاها مجلس التطوير التابع لمجلس حكام الإمارات المتصالحة، ولم تكن هناك محطة تلفزيونية، إلا أن الحال تغير بعد تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي، حيث كان العام 1969 هو عام تأسيس الإعلام في الإمارات، وفيه تم افتتاح أول إذاعة تطلقها إمارة، وهي إذاعة أبوظبي، وكأن أول صوت يبث منها هو صوته، رحمه الله، عندما ألقى كلمة بمناسبة الافتتاح، وبعدها تم افتتاح تلفزيون أبوظبي كأول تلفزيون في الإمارات، وقد أكمل العام الماضي نصف قرن من البث، وفي العام نفسه صدرت جريدة «الاتحاد»، وعلى الرغم من أن الاتحاد لم يقم بعد في ذلك الوقت، إلا أن إصرار الشيخ زايد على أن تسمى الجريدة بهذا الاسم يكشف لنا إيمانه بفكرة الاتحاد.
وضمن اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالإعلام، لفت الهاملي إلى تشكيل وزارة للإعلام ضمن أول تشكيل وزاري في الدولة، ونوَّه إلى أن الإمارات صارت اليوم بيئة مناسبة للعمل الإعلامي، ما دفع وسائل الإعلام العالمية لافتتاح مقرات لها في الدولة.
وشهدت الندوة مداخلات ثرية من الحضور، من بينها مداخلة من الدكتور محمد سعيد القدسي الذي رافق المغفور له الشيخ زايد، وتوقف في مداخلته عند محطات عدة عن علاقة المغفور له الشيخ زايد بالإعلام، ورؤيته لطبيعة ودور العمل الإعلامي وأهميته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©