الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات سباقة عالمياً في بحوث تطوير لقاح «كوفيد-19»

عمر الحمادي خلال الإحاطة الإعلامية (وام)
11 أغسطس 2020 01:51

 أبوظبي (وام) 

أكد الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، أن دولة الإمارات كانت سباقة على المستوى العالمي في البدء في البحوث والدراسات الهادفة إلى تطوير لقاح آمن وفعال ضد مرض «كوفيد - 19» للمحافظة على حياة الملايين من البشر حول العالم، والمساهمة في تخفيف التكلفة العالية التي تنفقها دول العالم حالياً بهدف توفير الرعاية الصحية المناسبة للمصابين. 
وأعلن الحمادي أرقام ومستجدات الحالات المرتبطة بمرض «كوفيد - 19» في الدولة، مشيراً إلى أن عدد الفحوص اليومية الجديدة بلغ 58.953 فحصاً، كشفت عن تسجيل 179 إصابة جديدة تتلقى الرعاية اللازمة في مؤسسات الرعاية الصحية، ليصل بذلك إجمالي الحالات المسجلة في الدولة إلى 62.704 حالات.
كما أعلن تسجيل 198 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الشفاء إلى 56.766 حالة، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة، لافتاً إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في الوقت الحالي في الدولة يبلغ 5.581 مريضاً.

اللقاحات وسيلة فعالة
وأوضح الحمادي، خلال الإحاطة، أن اللقاحات تعد وسيلة فعالة للتصدي لأي جائحة، وأن عملية استخدام اللقاح «التطعيم» تتم عن طريق حقن مادة ميكروبية ميتة أو ضعيفة في الجسم من أجل استثارة جهاز المناعة وتحفيزه على إنتاج الأدوات المطلوبة للدفاع عن الجسم، ومن خلال هذه المحاكاة يتذكر الجسم طريقة محاربة المرض في المستقبل.
وأشار الحمادي إلى أن بعض اللقاحات تكسب الجسم مناعة مدى الحياة، مثل لقاح الحصبة، ومنها ما يوفر مناعة لمدة عام واحد مثل لقاح الإنفلونزا، وذلك بسبب تغير شكل الفيروس وأساليبه الهجومية، ما يستدعي تطوير اللقاح أو تجديده.
وقال الحمادي، إن الغاية الأسمى للقاحات تتمثل في كتابة نهاية المرض، حيث نجح الإنسان في القضاء التام على مرض الجدري باستخدام اللقاح، كما نجحت اللقاحات في القضاء النسبي على شلل الأطفال، وبات العالم على وشك التخلص من هذا المرض.
وأضاف أن التقدم العلمي أسهم في الانتقال من مجال تطوير لقاحات الأمراض المعدية إلى مجال تطوير اللقاحات ضد الأمراض المزمنة، مثل لقاح فيروس التهاب الكبد الوبائي الذي يملك القدرة على حماية الإنسان من تليف الكبد والسرطان، وكذلك اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي يحمي المرأة من سرطان عنق الرحم.
وعدّدَ الحمادي ثلاثة منافع تقدمها اللقاحات للإنسان، والتي تأتي في مقدمتها حمايته من الإصابة، أو منع ظهور أعراض المرض عند الإصابة به، وعلاوة على ذلك تستطيع اللقاحات تقليل المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالمرض، فضلاً عن تقليل فرصة انتقال الميكروب من المصاب إلى غير المصاب. 

التهاون
وأجاب الدكتور الحمادي عن مجموعة من الاستفسارات خلال الإحاطة، حيث كشف أن زيادة نسبة الإصابات بين المواطنين إلى 30% خلال الفترة الماضية، ترجع في المقام الأول إلى الزيارات الاجتماعية، وتهاون البعض في الإجراءات الوقائية.
وأكد الحمادي أن الجهات المختصة تقوم يومياً برصد المتغيرات كافة المتعلقة بأعداد الحالات والإصابات الخاصة بمختلف الجنسيات في الدولة، مشدداً على أنه قد تم الإعلان عن الزيادة في أعداد الإصابة بين المواطنين بعد أن تم رصد هذا المؤشر المقلق، وحفاظاً على صحة وسلامة الجميع. 
وأوضح الحمادي أن البعض يربط بين فتح الأسواق والمطاعم والمراكز التجارية في مقابل التشديد على التجمعات المنزلية، موضحاً أن التجمعات التي تقام في الأماكن العامة تتم تحت متابعة الجهات المختصة، وبمراعاة التعليمات والإجراءات الوقائية كافة مثل تطبيق التباعد الجسدي، وكشف الحرارة والتعقيم، على عكس التجمعات المنزلية التي لا يمكن مراقبتها، وغالباً ما يتم التغاضي خلالها عن الإجراءات الوقائية مثل لبس الكمامات.
وفيما يتعلق بمدى موثوقية فحص الدم بالليزر لتشخيص فيروس كورونا المستجد، أجاب الحمادي بأن هذا النوع من الاختبارات والفحوص يساعد في التعرف السريع على أي تغيرات في الدم، وهو ما قد يشير إلى الإصابة، ولكن لا يثبتها بشكل نهائي، مشدداً على أن فحص «تفاعل البوليميراز المتسلسل» PCR هو الأكثر دقة في إثبات التشخيص والتعافي.

جهاز المناعة
أوضح المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، أن جهاز المناعة في جسم الإنسان يقوم عند الإصابة بالفيروس بتطوير أسلحة دفاعية تحدث تغييراً في الدم، وتستغرق هذه العملية فترة 3 إلى 10 أيام، مشيراً إلى أن أول نوع من الأسلحة الدفاعية يتم إنتاجه يعرف باسم IgM، وهو سريع ولكنه مؤقت ويثبت وجوده في الدم حدوث إصابة حديثة، كما يمكن أن يثبت أن الشخص ما زال يحمل الفيروس. 
وأضاف أن جهاز المناعة يقوم لاحقاً خلال فترة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين بعد الإصابة بإنتاج النوع الثاني من الأسلحة، وهو IgM الذي يشكل المناعة المستدامة أو طويلة الأجل، ويشير وجوده إلى حدوث إصابة سابقة حتى مع عدم ظهور أعراض على المصاب، كما يشير إلى أن الشخص لديه مناعة ضد الفيروس إما بسبب إصابة سابقة أو بسبب تناول التطعيم. وشدد على أن هذه العملية تعني أنه من الممكن أن يحمل الشخص الفيروس أياماً عدة قبل أن يطور الجسم الأسلحة المناعية التي قد يستغرق إنتاجها فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد حدوث الإصابة.

500 متطوع بالتجارب السريرية بالشارقة
أكدت الدكتورة نور المهيري رئيس قسم الخدمات الطبية والعلاجية في إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن مركز القرائن الصحي في إمارة الشارقة -أول مركز خارج مدينة أبوظبي لتسجيل وفحص واختبار المتطوعين الراغبين بالمشاركة في أول تجربة سريرية على مستوى العالم للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لفيروس «كوفيد - 19»- استقبل خلال الأيام الثلاثة الأولى ما يقارب 500 متطوع من مختلف الشرائح والجنسيات تم إعطاؤهم التطعيم دون حدوث أي أضرار جانبية.
 وقالت المهيري: «إن الفئة المستهدفة لهذه التجارب السريرية هم الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون أي أمراض مزمنة أو نقص في المناعة، إلى جانب فئة غير الحوامل بالنسبة للنساء»، لافتة إلى أن محطات المتطوع تبدأ بتسجيل بيانات الشخص، ومن ثم يتجه إلى محطة التمريض لقياس الضغط و السكر والحرارة، ثم ينتقل إلى محطة الاستشارات الطبية، تعقبها محطة المختبر التي تشهد إجراء فحصين أحدهما فحص خاص بالدم والآخر فحص «كوفيد - 19»، ولدى اجتيازه هذه المحطات يمكن للمتطوع دخول محطة التطعيم ليأخذ بعدها فترة 30 دقيقة لتسجيل أي ملاحظات قد تطرأ من حيث ارتفاع الحرارة أو الحساسية.
 ونوهت بأن هذه التجارب السريرية تأتي انطلاقاً من استراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع للقضاء على فيروس «كوفيد - 19»، ودعم البحث العلمي وتشجيع التطوع وخدمة الإنسانية، موضحة أن إطلاق هذا المشروع بمركز القرائن الصحي جرى بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وشركة «جي 42 للرعاية الصحية»، ويعمل على مدار الأسبوع.
وأشارت إلى أن المركز يمتلك المساحة المناسبة والمرافق المثالية التي تساعد على تسجيل وإجراء الفحص الطبي للمتطوعين وفق أفضل المعايير العلمية المتبعة، إلى جانب سهولة الوصول إليه من مختلف قاطني إمارتي دبي والشارقة والإمارات الشمالية.
من جانبهم، أعرب عدد من المتطوعين عن فخرهم وسعاتهم بالمشاركة في التجارب السريرية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لفيروس «كوفيد - 19»، وأهمية دورهم في هذه المرحلة من مراحل اللقاح.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©