الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يدعون إلى تأسيس مظلة دولية لتسريع تطوير لقاح لكورونا

خبراء يدعون إلى تأسيس مظلة دولية لتسريع تطوير لقاح لكورونا
29 أغسطس 2020 23:35

أبوظبي (الاتحاد)
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مؤخراً، ندوة دولية عن بُعد تحت عنوان: «علاج دولي مضاد لفيروس كوفيد-19: بين جهود التطوير وبروتوكولات التنظيم»، شارك فيها نخبة من الخبراء الدوليين في المجال الصحي وصناعة اللقاحات والأدوية، تناولوا خلالها طبيعة الجهود الدولية الرامية إلى تطوير علاج لـ«كوفيد-19»، وضرورة العمل على توحيد هذه الجهود من أجل تسريع الوصول للقاح لهذا الوباء الذي لا يزال يشكل واحدة من أخطر الأزمات الصحية التي تواجه العالم في العصر الحديث. 
وأدار فعاليات هذه الندوة الدكتور زياد يعقوب نجار، مدير العمليات الإقليمي لدى «فيزاميد الألمانية لحلول الرعاية الصحية»، ومستشار سابق لدى منظمة الصحة العالمية، وخبير في الصحة العامة.
واستهلت الندوة فعالياتها بورقة علمية للدكتورة جِل هورويت، المدير التنفيذي للعمليات الاستراتيجية لدى مختبر المناعة الجزيئية في جامعة روكفلر بالولايات المتحدة، تحت عنوان: «استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies في علاج (كوفيد-19) والوقاية منه».
وأوضحت كيف يعمل فيروس كورونا المستجد، وأوجه الشبه والخلاف بينه وبين الفيروسات الأخرى التي تصيب الإنسان. وأشارت إلى أن خطورة «كوفيد-19» تكمن بالأساس في طبيعة الخلايا البروتينية التي تكونه، والتي قد تنتشر بسرعة في جسم الإنسان. 
وأضافت أن البروتين الذي يلتصق به فيروس كورونا يوجد في العديد من الخلايا البشرية، بما فيها تلك الموجودة على مستوى الجهاز التنفسي، وهذا هو السبب في أن العديد من المصابين بـ«كوفيد-19» يشكون من أعراض هذا الفيروس على مستوى القلب والأوعية الدموية.
وأكدت أن قدرة هذا الفيروس على اختراق الخلايا تفوق مثيلتها في فيروس سارس بعشر مرات، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي تجعل الناس يمرضون بشدة به. وأشارت الدكتورة، في هذا الصدد، إلى أن مختلف اللقاحات الجاري تطويرها تستهدف تطوير أجسام مضادة، قادرة على تقييده أو شل حركته. 
وكشفت د. جل هورويت، في نهاية كلمتها، عن أن ما يقوم به مختبر المناعة الجزيئية في جامعة روكفلر من بحوث وتجارب رامية إلى تطوير لقاح لـ«كوفيد-19»، سيتم عرضها على إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للحصول على الموافقة، ومن ثم يتم الشروع في الدراسات وإنجاز التجارب السريرية.

تطور فيروس «كوفيد-19»
أما الدكتور ديفيد زِغدون، المدير التنفيذي لشركة ميغفاكس، ميغال- معهد الجليل للبحوث من إسرائيل، فقد ألقى في ورقته التي حملت عنوان: «لقاح الوُحيدات الفموي Oral subunit vaccine لعلاج كوفيد-19»، الضوء على دور اللقاح الفموي MigVax-101 في علاج «كوفيد-19».
وأشار إلى أن هذا اللقاح يحفز ثلاثة أذرع للاستجابة المناعية، بما فيها المناعة المخاطية، والمناعة المنهجية، والمناعة الخلوية، لافتاً في هذا الخصوص إلى أنه تم استخدام لقاح إنفلونزا الطيور كأساس لتطوير هذا اللقاح، وأن فيروس كورونا المستجد شهد العديد من التطورات والتحورات منذ ظهوره، وهو ما يعقد إنتاج لقاحات مضادة له ويؤخرها، فضلاً عن أن استخدام الأجسام المضادة البشرية يعد عملية باهظة الثمن، وتستغرق وقتاً طويلاً، وفيها مشكلات عدة.
وكشف أن العلاج الذي استخدم لمحاربة إنفلونزا الطيور يتشابه إلى حد بعيد مع الأدوية التي يتم استخدامها حالياً لعلاج فيروس كورونا المستجد، ولهذا فإن جهود «معهد الجليل للبحوث» في إسرائيل، تنصب على الاستفادة من تطوير لقاح إنفلونزا الطيور في علاج فيروس كورونا. 
وتناولت الدكتورة ميليتا فوينوفيتش، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في الاتحاد الروسي، في ورقتها دور ممثلي منظمة الصحّة العالمية الدبلوماسيين، باعتبارهم ميسِّرين للجهات المنظِّمة والوزارات والمصنِّعين، مؤكدة أهمية الدور الذي تقوم به مكاتب منظمة الصحة العالمية الإقليمية في دعم أجندات البحث والتطوير في الدول التي تتواجد فيها، وتحديد إطار أجندة البحوث، وتشجيع نشر المعرفة، ووضع المعايير ومتابعة تنفيذها، وتوفير المساندة الفنية، وتحفيز التغيير إلى الأفضل.

نتائج مبشرة 
وتناولت الدكتورة نوال الكعبي، استشارية الأمراض المعدية، ورئيس اللجنة الوطنية السريرية لفيروس كورونا، والمدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، في ورقتها تطورات المرحلة الثالثة من التجربة السريرية للقاحات السارس-كوف-2 المعطلة المفعول، مشيرة إلى أن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط أظهرت مؤشرات إيجابية ومشجعة للغاية، ولم يترتب على اللقاح أية أعراض جانبية سلبية كبيرة. 
وكشفت عن فتح واحد من أكبر المواقع السريرية الطبية في الشرق الأوسط، وربما في العالم، واستقطاب متطوعين ينتمون إلى 118 جنسية من داخل دولة الإمارات. كما تم توفير عدد من الممارسين الصحيين المتخصصين للإشراف على هذه التجارب، وتم تخصيص عدة مراكز لإجراء التجارب على المتطوعين. 
وأكد أندرو إلنتان، مدير أول للشؤون التنظيمية للمبادرة الدولية للقاح الإيدز في الولايات المتحدة، في ورقته أن تطوير لقاح فيروس «كوفيد-19» يحتاج إلى جمع بيانات دقيقة وكثيرة من التجارب السريرية ومن المصابين، حتى يتم اعتماد اللقاح.

مظلة دولية موحدة 
وخلص المشاركون في هذه الندوة إلى أهمية توحيد الجهود الدولية للتوصل السريع إلى علاج آمن وفعال لـ«كوفيد-19»، والعمل على إتاحته لجميع دول العالم، وهذا يتطلب إزالة كافة القيود التي تحول دون تعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن، وخاصة في ما يتعلق بمحاولات تسييسه، أو سعي بعض الشركات إلى احتكار أي لقاح، أو علاج لهذا الفيروس.
كما شدد المشاركون، في ختام أعمال الندوة، على أهمية إنشاء مظلة دولية موحّدة تتولى مهمة التوصل إلى حلول فعالة وشاملة في أوقات الأوبئة والأزمات الصحية، حتى لا يقضي التنافس المحموم بين شركات الأدوية على روح التعاون والتكافل، التي يجب أن تسود بين سكان العالم وحكوماته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©