الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات: «معاهدة السلام» لن تكون على حساب القضية الفلسطينية

قرقاش أثناء حضور أعمال دورة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (وام)
10 سبتمبر 2020 00:53

القاهرة (وام) 

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قرار دولة الإمارات السيادي والاستراتيجي الإعلان عن معاهدة سلام مع إسرائيل يتضمن موافقة إسرائيلية بوقف ضم الأراضي الفلسطينية، ما يعتبر إنجازاً وخطوة مهمة في اتجاه السلام.
وأوضح أن «وقف الضم» تحقيق لمطلب أجمعت عليه الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، إلى جانب كونه أحد الأهداف الواردة في مبادرة السلام العربية للتوصل إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية. 
وشدد على أن هذه المعاهدة لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وقال معاليه في كلمة خلال أعمال الدورة الـ154، عن بُعد، لمجلس جامعة الدول العربية، التي عقدت على مستوى وزراء الخارجية أمس، «هناك فرصة حقيقية لإحياء جهود ومبادرات السلام حول قضية الصراع العربي الإسرائيلي»، مضيفاً: «إن حل القضية بيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وأشار معاليه إلى تزايد حجم التحديات والأزمات التي تواجه منطقتنا العربية، وهو ما يتطلب عملاً جماعياً وزيادة في التعاون والتنسيق والتعامل مع هذه التحديات، بعقلانية وحكمة واتزان، وتغليب الحلول السياسية على التصعيد والمواجهة، لتحقيق كل ما من شأنه إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، والدفع باتجاه تعزيز العمل العربي المشترك، بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب.
وقال: «تعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية والمحورية بالنسبة للأمة العربية، وتؤكد دولة الإمارات على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتدعم كل الجهود العاملة على تحقيق هذا الهدف المتوافق عليه عربياً ودولياً، وتواصل تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته في مختلف المراحل والظروف وفي كل المجالات».
وتابع: «تنتهج الإمارات سياسة ثابتة في دعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة، كونها ركيزة أساسية من ركائز دولة الإمارات منذ نشأتها، حيث أكد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة».

قرار سيادي
وشدد معاليه على أن قرار الإمارات حول العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، هو قرار سيادي، وضمن ما هو متعارف عليه من سيادة الدولة الوطنية على قراراتها، كما أنه غير موجه ضد أي طرف، ولا يرتبط إطلاقاً بالاستقطابات التي تشهدها المنطقة، بكل أسف، بل ويسعى في مضمونه الأساسي إلى التمييز بين الموقف السياسي والعلاقات الطبيعية، التي تؤمن دولة الإمارات بأنها ستؤدي إلى فتح آفاق جديدة تدعم قضايا الازدهار والاستقرار.
وذكر أن قرار الإمارات الشجاع في صنع السلام يعبر عن واقعية نحن في أمس الحاجة إليها، فرؤية القيادة في دولة الإمارات وضعت نصب عينيها عند اتخاذ قرار مباشرة العلاقات مع إسرائيل أن تساهم هذه الخطوة في تطوير قطاعات اقتصادية وتنموية متنوعة في عموم المنطقة وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون.
وأشار إلى الاحترام والتقدير الذي تكنه دولة الإمارات لأبناء الجالية الفلسطينية المقيمين على أرضها، وتثمينها للمساهمة الإيجابية في النهضة الإماراتية، إذ أتاحت لهم الإمارات وقيادتها، طوال العقود الخمسة الماضية، كل دعم ومؤازرة وتشجيع لصوغ قصص نجاح باهرة. وأكد أن الإمارات ستبقى سنداً لخيارات الشعب الفلسطيني الشقيق.

دعوة للتفاوض
وأكد قرقاش أن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ما زالت مستمرة، من خلال دعمها الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في بعض الدول العربية.
وأضاف: «تواصل إيران تهديدها لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وإمدادات الطاقة في الممرات المائية بالمنطقة، ونؤكد  إدانتنا واستنكارنا لتلك التدخلات التي تؤجج الأوضاع في المنطقة وتعرقل جهود التنمية فيها». وجدد دعوة دولة الإمارات لإيران إلى الرد الإيجابي على دعواتها المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبوموسى، من خلال المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

الأزمة السورية
وأكدت الإمارات أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وأنها تواصل دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، جير بيدرسون، وأية جهود أخرى وفقاً لمسار جنيف، بحسب معالي الدكتور قرقاش.
وأشار إلى أن غياب وجود دور عربي فاعل في الأزمة السورية، أدى إلى زيادة التدخل الأجنبي في سوريا وهو ما زاد الوضع تعقيداً، مؤكداً أهمية تفعيل الدور العربي لمساعدة سوريا على العودة إلى محيطها العربي.

وقف إطلاق النار بليبيا
أكدت الإمارات أهمية دعم المجتمع الدولي لمخرجات مسار برلين وجهود الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، عبر خطوات عملية وجادة داعمة لمخرجات هذه القمة، للمساهمة في إعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي، ورحبت الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية في الأراضي الليبية كافة. 
واعتبر قرقاش أن هذا القرار خطوة مهمة لتحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة واتفاق الصخيرات. وأكد معاليه ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، وأهمية الدور العربي في جهود السلام ودعم العملية السياسية في ليبيا.

دعم السودان 
وجددت الإمارات تأكيدها على دعم الجهود كافة الرامية إلى تحقيق أمن واستقرار السودان الشقيق لضمان نجاح المرحلة الانتقالية في تحقيق التنمية والازدهار، مؤكدة ترحيبها بتوقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، برعاية دولة الإمارات.

تركيا تهدد أمن وسلامة الملاحة بالبحر المتوسط
ذكر معالي الدكتور أنور قرقاش، أن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية ما زالت مستمرة، الأمر الذي أدى إلى بروز أزمات جديدة، وعمل على زيادة وتيرة التطرف والإرهاب، ودعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، والتي باتت لا تحتمل المزيد من الصراعات والتحديات.
وقال: «إن التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية مثال واضح على التدخلات السلبية في المنطقة»، لافتاً إلى استمرار أعمالها الاستفزازية، سواء كان ذلك بشكل مباشر في الدول العربية، أو عبر وكلائها من الميليشيات والجماعات المسلحة، إضافة إلى إطلاق التصريحات التي تهدد بها سيادة وأمن واستقرار الدول، ومواصلتها تهديد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في مياه البحر المتوسط، بما يشكل خرقاً واضحاً للقوانين والمواثيق الدولية، ذات الصلة، وانتهاكاً لسيادة الدول.

دعوة الأطراف اليمنية لتنفيذ «اتفاق الرياض»
تتابع دولة الإمارات مستجدات الأزمة اليمنية، حسبما أفاد معالي الدكتور أنور قرقاش، الذي أكد موقف الإمارات الداعم لموقف التحالف الداعم للشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، في حث كافة الأطراف في اليمن على اتخاذ خطوات واضحة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض وتجنب التصعيد، وضرورة وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن تطبيق اتفاق الرياض كاملاً أساس للعمل السياسي في المرحلة القادمة، مشدداً على دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في التوصل لحل سلمي مستدام للأزمة اليمنية.
وذكر أن الإمارات تواصل دعمها للشعب اليمني، في مختلف القطاعات التنموية والإنسانية والخيرية، لتجاوز التحديات التي يواجهها.
وأدان بشدة استمرار الهجمات الإرهابية من قبل الميليشيات «الحوثية» على أراضي السعودية، والاعتداء على منشآتها المدنية والحيوية بدعم من إيران، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. 
وجدد تأكيد الإمارات على ضرورة وقف الاعتداءات المتكررة على المملكة، والعمل معاً لتأمين حركة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة، والبحث عن حلول أساسها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

من «براكة» إلى المريخ.. إنجازات الإمارات نجاحات عربية
أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، أنه على رغم من الظروف والتحديات التي تمر بها المنطقة، فإن ذلك لم يؤثر على مسيرة الإنجازات التي حققتها الإمارات، والتي تعتبر نجاحات عربية، فقد أطلقت الإمارات في يوليو الماضي، المشروع الإماراتي «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ لاستكشاف الفضاء.
وأضاف: «في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية، أعلنت الإمارات في أغسطس 2020، عن نجاحها في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات براكة للطاقة النووية في أبوظبي، والذي يعتبر إنجازاً ملهماً، محلياً وعربياً، وبذلك أصبحت أول دولة عربية تشغل الطاقة النووية السلمية».
ولفت إلى أن دولة الإمارات كدولة محبة للسلام، تواصل مساعيها الرامية لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش.

قرقاش: نرفض التحريض ولا نقبل وصف شعوبنا بالأميّة
أعرب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن أسفه لتناول كلمة وزير خارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في اجتماع وزراء الخارجية العرب عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، موقف الإمارات بصورة سلبية.
وشدد قرقاش على أن المعاهدة مع إسرائيل موضوع سيادي خالص لعضو في الجامعة العربية، قائلاً: «إن قرار دولة الإمارات السيادي والاستراتيجي في التوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل يتضمن، من بين أمور أخرى، موافقة إسرائيلية وضماناً من الولايات المتحدة الأميركية بتجميد ضم الأراضي الفلسطينية».
وأكد معاليه رفض الإساءات إلى الإمارات التي وردت في اجتماع الفصائل الفلسطينية، وبحضور الرئيس الفلسطيني، قائلاً: «لن نقبل أبداً وصف شعوبنا وشعب الإمارات بالأميّة، ولن نقبل بتحريض جالية منتجة وخيّرة ضد بلدٍ ضمّهم وجمعهم». 
وأضاف: «عبّر معالي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن نبض الشارع في الخليج، برفضه لذلك، وبكل ما خلقه من حساسية قبل هذا الاجتماع».
وقال: «نختلف اختلافاً جذرياً مع المقاربة التي عرضها معالي الأخ رياض المالكي، فبمعاهدة السلام هذه، تم خلق زخم لم يمكن موجوداً من قبل، للعمل باتجاه حل الدولتين، وإنقاذه من الانهيار»، مضيفاً: «هذه فرصة جديدة للسلام في المنطقة، فالسلام كان وما زال الخيار الاستراتيجي، الذي أجمعنا عليه جميعاً، كما أن ردود الفعل الإيجابية والمرحبة من قبل عدد كبير من الدول الشقيقة والصديقة المهتمة بإنجاح عملية السلام في المنطقة، عززت بيئة مواتية لتثبيت وقف ضم الأراضي الفلسطينية، وإعادة إحياء العملية التفاوضية».
وتابع: «هذه فرصة نعتقد جازمين بأهمية اقتناصها والبناء عليها، ودفع كل الأطراف المعنية لتحقيق حل عادل وشامل للصراع وفقاً للأسس المتفق عليها وفقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية». 
وأكد قرقاش أن إقامة العلاقات مع دول العالم هو في صميم سيادة الدول ولكل دولة الحق بمباشرة العلاقات حسب مصالحها ونظرتها الاستراتيجية، وذلك أمر تضمنه القوانين والأعراف الدولية جمعاء ويؤكده ميثاق جامعة الدول العربية. 
وقال قرقاش: «رغم ما ورد في كلمة الوزير رياض المالكي، الذي أكنّ له كل التقدير، من تجنٍّ إلا أننا نبقى داعمين للقضية الفلسطينية، وحريصين على الإجماع العربي، وعلى خروجنا من هذا الاجتماع بصفٍّ موحدٍ أمام شعوبنا، والعالم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©