الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النهضة العمرانية قاطرة تعاون بين الإمارات وإسرائيل

النهضة العمرانية قاطرة تعاون بين الإمارات وإسرائيل
16 سبتمبر 2020 03:17

يوسف العربي (دبي)

شهد قطاعا العقارات والإنشاءات في كل من الإمارات وإسرائيل قفزة كبيرة في النمو والتطور، خلال العقود القليلة الماضية، وهو ما يشكل أساساً للتعاون والتبادل المعرفي طويل الأمد بين البلدين، في هذين المجالين الحيويين، بحسب مسؤولين وخبراء في قطاع العقارات والمقاولات وتصنيع مواد بناء.
وأكد الخبراء أن النهضة العمرانية في الإمارات هي الأنجح والأسرع عالمياً، حيث استطاعت الدولة خلال العقود الثلاثة الماضية تطوير قطاع عقاري فائق التطور والحداثة، وقادر على جذب مليارات الدولارات من رؤوس الأموال الأجنبية، كما أصبحت الدولة في غضون فترة وجيزة ضمن أهم الأسواق العقارية في العالم. وأشاروا إلى أن «معاهدة السلام» بين الإمارات وإسرائيل تضيف مصدراً جديداً لرؤوس الأموال الأجنبية المتدفقة على القطاع العقاري، كما تفتح أمام الشركات الإماراتية وجهة جديدة لتصدير تجربتهم الناجحة في مجال التطوير العقاري.
ونوهوا إلى أن قطاع المقاولات والإنشاءات في البلدين يتميز بالتطور والاهتمام بأسس الإبداع والابتكار، نظراً للخبرات المتراكمة في مجال تنفيذ المباني الشاهقة والفريدة من نوعها، بما يخلق فرصة لتبادل معرفي طويل الأمد بين الشركات العاملة في مجال التشييد وتصنيع مواد البناء، بما يقلل التكلفة، ويسرع وتيرة الإنجاز.

تبادل معرفي 
قال علي السلامي، المدير العام لشركة «جي في جي» للتطوير العقاري بالإمارات لـ «الاتحاد»: «إن لمعاهدة السلام تأثيرا إيجابيا على مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولتين، لافتاً إلى أنه بالنسبة لقطاعي العقارات والإنشاءات، فإن السوق العقاري الإماراتي يتمتع بجاذبية استثمارية، ويعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين من كل الجنسيات، الراغبين في الشراء أو التطوير على المديين القريب والمتوسط. 
ووصف السلامي القطاع العقاري في الإمارات بأنه بمثابة سهم قيادي بقطاع التطوير في الشرق الأوسط، حيث تسعى دول كثيرة للاسترشاد بالتجربة الإماراتية، وإنجازاتها على هذا الصعيد.
وتوقع تركيز المستثمر الإماراتي على تصدير تجربته الناجحة في تطوير العقارات والمنشآت الفندقية المتميزة، مستنداً لخبرات قوية ومتراكمة في هذا المجال.

أنظمة بيئية 
وبالنسبة لقطاع الإنشاءات، أكد السلامي أن الشركات الإماراتية تتميز في مجال الإنشاءات، وخصوصاً تشييد ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة، وهو ما يتلاقى مع طلب إسرائيلي قوي.
وأوضح أنه في مقابل ذلك تتميز الشركات الإسرائيلية العاملة في قطاع الإنشاءات بتبنيها لتقنيات البناء الصديق للبيئة، ولديها سبق في مجال المباني المزودة بالطاقة الشمسية، ولذلك ستكون هناك فرص كثيرة للتعاون بين الشركات الإماراتية والإسرائيلية على تلك الصعد.
وشهدت أساليب البناء المستخدمة في الإمارات تطوراً غير مسبوق، خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل تبني شركات المقاولات العاملة في الدولة لبرمجيات «نمذجة معلومات البناء» المعززة بتقنيات الواقع الافتراضي، فضلاً عن البناء الآلي الذي يعتمد على إحلال الروبوت محل عامل البناء التقليدي، واستخدام الطائرات المسيرة من دون طيار «درون» في عمليات التصميم والتخطيط والبناء.
واستطاعت شركات إسرائيلية عاملة في قطاع الإنشاءات تطوير تقنيات بناء حديثة وصديقة للبيئة، لاسيما في مجالات إعادة التدوير والطاقة الشمسية.

السلام والازدهار
من جانبه، أكد آفين غيدواني، الرئيس التنفيذي لشبكة «بي إن سي نتورك» للأبحاث وتتبع المشروعات في رده على أسئلة ل«الاتحاد»، حول التأثير المتوقع لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل على قطاع التشييد في البلدين، أن السلام يؤدي دائماً إلى الازدهار، وأن المعاهدة ستفتح مجالاً للتعاون في تطوير البنية التحتية في المنطقة بأكملها.
ولفت غيدواني، إلى امتلاك الشركات الإماراتية فرص قوية لتصدير تجربة العقارات الإماراتية، في مجالي التطوير والبناء، حيث تتمتع الإمارات بمجموعة من أهم الخبرات في مجال البناء خلال العقدين الماضيين، ومن ثم يمكن أن تكون قصة النجاح الإماراتية في التنمية الحضرية ومعرفتها وخبرتها بمثابة نموذج في أي سوق لديه طموحات تحديث.
وقال:«إن الإمارات تقدم فرصاً هائلة للمطورين وشركات البناء من جميع أنحاء العالم، ودائماً ما تحتضن الابتكار والتغيير».

مشاريع متطورة
تمكنت الإمارات خلال العقدين الماضيين من تنفيذ كثير من المشاريع الريادية للهندسة المعمارية وطرق البناء الحديثة، مثل برج خليفة الأطول عالمياً، ومبنى «إتش كيو» أول مبنى دائري في العالم، وبرج «كابيتال جيت» البرج الأكثر ميلاً في العالم، وهي مبان أيقونية من غير الممكن إنجازها بطرق البناء التقليدية.
ومن شأن التعاون في تطوير أساليب البناء الحديثة، بين الإمارات وإسرائيل، تسريع وتيرة الإنجاز وتوفير التكاليف، فضلاً عن دور هذه الأنظمة في تحقيق الاستغلال الأمثل للمواد المستخدمة، وكذلك الارتقاء بمعايير الأمن والسلامة والاستدامة على نحو غير مسبوق. 
وقال سانثوش كيتث، المدير بشركة «بوليشيم- الشرق الأوسط» للمقاولات ومواد البناء: «إن قطاع التشييد والبناء استقبل القرار التاريخي الشجاع بإقامة علاقات دبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل بمزيج من التفاؤل والأمل، لما يشكله السلام من فرص للنمو والازدهار».

وأعتبر أن من شأن المعاهدة إتاحة المجال أمام بناء شراكات استراتيجية في مختلف المجالات الاقتصادية، وفي مقدمتها قطاعات التطوير العقاري والتشييد وتصنيع مواد ومستلزمات البناء، لما عرف عن البلدين من تبني أحدث التقنيات على هذا الصعيد.
وذكر كيتث أن المعاهدة تجمع بين الإمارات، باعتبارها من أسرع الاقتصادات نمواً في الشرق الأوسط، وإسرائيل، وهي مقر لعشرات من مراكز الأبحاث والتطوير في مختلف مجالات توظيف التقنيات المتقدمة، مؤكداً أن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على أداء القطاع العقاري.
ولفت إلى أن شركته النشطة في مجال مركبات (الألياف الزجاجية) «GRC»، المستخدمة في البناء وصناعة اليخوت الفاخرة، وأنابيب الصرف الصحي، وهياكل، وألياف الكربون الهيكلية، والتي تقوم بتصدير منتجاتها في عشرات من الأسواق الخارجية، تجد نفسها بعد معاهدة السلام أمام فرص جديدة للتوسع، وتبادل الخبرات لتطوير منتجات تنافسية قادرة على الوصول إلى مزيد من الأسواق.
وأشار إلى أنه في ما تعتبر الإمارات مركزاً لتصنيع مواد ومستلزمات البناء، تعتبر إسرائيل موطناً للعديد من التقنيات المتقدمة في المجال ذاته ما يخلف مجالاً للتعاون طويل الأمد بين البلدين.
وتوقع أن تكون الإمارات وجهة الاستثمار الأهم للشركات الإسرائيلية النشطة في مجال تصنيع مواد البناء ومستلزماته، نظراً لتطور البنية التحتية وبيئة الأعمال الجاذبة، والاشتراك في تبني مفاهيم الابتكار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©