الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دور مهم للصحف والقنوات في بناء الثقة وتعزيز ثقافة الحوار.. الإعلام جسر السلام

دور مهم للصحف والقنوات في بناء الثقة وتعزيز ثقافة الحوار.. الإعلام جسر السلام
21 سبتمبر 2020 01:14

هناء الحمادي (أبوظبي)

قدمت دولة الإمارات نموذجاً ملهماً في إرساء قيم السلام والتعايش، بما يحقق رفاهية المجتمع واستقراره، فمضت قدماً في تعزيز التعاون المشترك والانفتاح على العالم. ومن ثم، يأتي إبرام «معاهدة السلام» مع إسرائيل، في إطار حرص الدولة على إرساء دعائم الأمن والاستقرار في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بما يعود على جميع شعوب المنطقة بالنفع في شتى المجالات. 
لا شك في أن للإعلام دوراً كبيراً، لاسيما أن الإعلام الموضوعي والشامل، من شأنه بناء الثقة بين الجانبين، وهو ما يدعم التعاون في المجالات الأخرى من الاستثمار والسياحة، إلى تكنولوجيا المعلومات والطاقة والرعاية الصحية.
وما يميز معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل عن باقي المعاهدات والاتفاقيات، أنها ليست فقط اتفاقية سياسية بين حكومات، بل الجزء الكبير منها تجاري واستثماري، لذلك التعاون سيكون أيضاً على مستوى الأفراد والشعوب، وأهم بند لتحقيق ذلك هو بناء الثقة واحترام جميع الأطراف، وهذا لن يكون، إلا من خلال تناول إعلامي يتسم بالموضوعية.
وأكد خبراء وأكاديميون لـ«الاتحاد» الدور المهم الذي تضطلع به وسائل الإعلام بعد إبرام المعاهدة، في نشر ثقافة السلام، وتفنيد أكاذيب الجهات المغرضة التي تسعى لنشر التطرف والمتاجرة بالقضية الفلسطينية. 

  • وفاء أحمد
    وفاء أحمد

ومن جانبها، أكدت الكاتبة والروائية والأكاديمية في الشأن الإنساني الدكتورة وفاء أحمد، أن الإشارة لـ«معاهدة السلام» بـ«اتفاقية إبراهيم» يبرز أهمية التركيز على التقارب بين الديانات الثلاث: الإسلام واليهودية والمسيحية، ومن ثم يلعب الإعلام دوراً مهماً في إبراز القيم والمعتقدات المشتركة، وإظهار الجوانب الثقافية والاجتماعية التي من شأنها تعزيز ذلك التقارب. 
وأوضحت أحمد أنه بعد توقيع المعاهدة سيحدث تزايد كبير في التواصل الإعلامي بين الإمارات وإسرائيل، نتيجة الاتفاقيات الثنائية التي سيتم إبرامها في شتى المجالات، منوّهة إلى أن على وسائل الإعلام الأخذ في الحسبان الاعتبارات الثقافية واللغوية في تغطية الأحداث المرتقبة بعد إبرام المعاهدة.

  • سعيد الخوري
    سعيد الخوري

وقالت: «على خبراء الاتصال والإعلام والصحفيين أن يدركوا المتغيرات عند القيام بالتغطية الإعلامية الموجهة للداخل والخارج على السواء، كي لا تحدث إخفاقات تؤدي إلى عدم استجابة المستقبل لمضمون الرسائل الإعلامية»، مضيفة: «إن الرسالة الإعلامية الملائمة، من شأنها تعزيز الروابط على مستوى الشعبين، اللذين تركا كل الخلافات المتراكمة في السنوات الماضية، من أجل تحقيق السلام، وبدء عصر جديد، بعيداً عن التعصبات التاريخية السابقة».
ومن جانبه، دعا الكاتب سعيد عبدالله الخوري وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على منافع المعاهدة، وخصوصاً للجانب الفلسطيني، ولتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، خصوصاً في مواجهة الرسائل المضادة من قبل من تاجروا لسنوات طويلة بمعاناة الشعب الفلسطيني. 
وأوضح أن المعاهدة جمدت ضم أراض في الضفة الغربية، وكفلت حق المسلمين من أنحاء العالم في زيارة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس، بما يحافظ على إمكانية التوصل إلى حل الدولتين. 
وأكد خوري أن على وسائل الإعلام إبراز النتائج الإيجابية التي ستتمخض عنها المعاهدة، وأن تكون على قدر المسؤولية، من خلال سد الفجوة المعلوماتية وإظهار الحقائق، بالحرف والصوت والصورة، إلى جانب إثراء الحوار الحضاري والثقافي بين المجتمعين الإماراتي والإسرائيلي. 

  •  فاطمة المزروعي
    فاطمة المزروعي

واعتبرت الكاتبة فاطمة المزروعي، رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف الوطني، أن النهج الإماراتي يقوم على السلام مع دول العالم كافة، وإسرائيل ليست استثناء، لافتة إلى أن الإمارات تمتلك خبرات ومعارف ثرية في المجالين الإعلامي والثقافي، وهو ما سينعكس بالتأكيد على العلاقات مع إسرائيل. 
وقالت المزروعي: «تعيش الإمارات حراكاً معرفياً وثقافياً، وتشهد نهضة حقيقية في مجال النشر والتأليف والطباعة، ونلاحظ زخماً في المعلومات بصفة عامة، وتتوسع هذه القاعدة، وفي كل يوم يمر نلاحظ حضوراً قوياً، حتى باتت الإمارات جاذبة للإبداع البشري على مختلف أنواعه الإنسانية». وأضافت: «لذا، أعتقد أننا سنتمكن من التأثير، عبر وسائل الإعلام، في كثير من الجوانب بشكل إيجابي لدى الشعب الإسرائيلي، وسيجد الكثير من المنجزات الإنسانية التي تستحق الزيارة والاطلاع عليها، وأعتقد أن المعاهدة تؤسس لحالة من التفاهم وبناء جسر من الحوار».

  • مريم ناصر
    مريم ناصر

وذكرت الكاتبة الإماراتية مريم ناصر، أن الإعلام يلعب دوراً في تثقيف الشعب الإسرائيلي حول الثقافة الإماراتية القائمة على التسامح والانفتاح على الشعوب والحضارات كافة، والتنوع الذي نراه ونلمسه ونعيشه على أرض الإمارات، مضيفة: «نحن في الإمارات أيضاً بحاجة للاطلاع على ثقافتهم ومعارفهم بعد سنوات طويلة كان فيها هذا الجزء من العالم غريباً عنا».
وأضافت ناصر: «مكتبتنا الإعلامية غنية ببرامج تاريخية ثقافية جميلة تتحدث عن هذه الأرض المتسامحة، يمكن عرضها على قنوات إسرائيلية، بالتعاون مع مختلف القنوات الإعلامية».
وتابعت: «كما نقل الأدب العالمي لنا وترجم لأدباء يهود، أتمنى أن تتم ترجمة أدبنا الإماراتي ويُنقل للعبرية، ليصل لهم إبداعنا الإماراتي الثري، من شعر وروايات وفن وتاريخ ومختلف أشكال الأدب».
وأكدت أنها، ككاتبة وعضو في اتحاد الكتاب، تتطلع لوجود برامج زيارات إعلامية وثقافية متبادلة بين البلدين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©