السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإبداع.. سعودي

الإبداع.. سعودي
22 سبتمبر 2020 03:47

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

فتحت المملكة العربية السعودية منذ التأسيس في 23 سبتمبر 1932، أفقاً لتوظيف المناخ الفني لخدمة الإنسانية والتوافق مع المجتمع وحركة البناء والتنمية والتطور الكبير الذي تشهده في المجالات كافة، بعد أن بدأت المساعي والجهود من المؤسسين في تعزيز مفاهيم وأواصل الثقافة وتأصيل الفن السعودي لبناء فضاء مفتوح من الثقافة والفنون لبناء نهضة تطمح إليها الأجيال، وعبر سنوات طويلة، أسست نهضة كبيرة في السينما والمسرح والدراما والغناء، وفتحت كل المنافذ من أجل ترسيخ هذه المفاهيم في المجتمع السعودي، محافظة من خلال فنونها على إبراز العادات والتقاليد التي تأسست عليها السعودية.
في فترة زمنية قصيرة، استطاع الفن السعودي أن يحقق تطوراً ملحوظاً منذ إعلان تأسيس المملكة، بداية من الشعر إلى السينما، فواكب الشعر مراحل تأسيس وتوحيد الدولة، ويعد كثير من شعر ابن عثيمين، وابن بليهد، والغزاوي، سجلاً تاريخياً حافلاً لكثير من الوقائع والفتوحات التي خاضها الملك عبدالعزيز، وباحوا في هذا الشعر بمشاعرهم الوطنية المستبشرة، مركزين على الثوابت الإسلامية التي تأسس عليها الوطن السعودي، وبناء على ذلك ولد نخبة كبيرة من الشعراء الذين صالوا وجالوا في ربوع الوطن بكلماتهم في مختلف أنواع الشعر بداية من التغني للوطن، والمحبين والغزل والشعر الغنائي حيث نسجوا أروع الأغاني الوطنية والشعبية.

قصص مختلفة
حققت الدراما السعودية انتشاراً واسعاً داخل المملكة وخارجها، بحكم قصصها المختلفة وصناعها المتميزين ومسؤولي المحطات التلفزيونية، الذين أسهموا في تحقيق الرواج لهذه الأعمال وإنتاج أكثر من 180 مسلسلاً، ناقشت العديد من القضايا المهمة، وأبرزت عادات وتقاليد وتاريخ المملكة، و كان أول مسلسل سعودي يتم إنتاجه هو «الفارس الحمداني» الذي أنتجه تلفزيون الرياض، وكان ذلك في عام 1969 وشارك فيه خالد بوتاري وعبد الهادي أحمد وحمد الهذيل وعبد الرحمن الخريجي، ولعل كانت نقطة التميز عندما أنتج مسلسل «عودة عصويد» في عام 1985.
وكانت النقلة النوعية، والتي فتحت الباب لظهور العديد من النجوم هو المسلسل الكوميدي «طاش ما طاش» الذي بدأ عرضه عام 1993، ويعتبر من أنجح الأعمال التلفزيونية في السعودية والعالم العربي، والذي استمر 20 عاماً حتى عام 2010 بعدد حلقات 540 على مدار 18 موسماً، وقد طلبت مكتبة الكونجرس الأميركية بعض أجزاء العمل لوضعه في أرشيف المكتبة.
ومع تعدد القنوات الفضائية، استطاعت الدراما السعودية أن تحتل مراكز متقدمة ومهمة في الساحة الفنية، خصوصاً بعد أن تم إنتاج وعرض عدد من المسلسلات التي نالت صدى وانتشاراً كبيرين في جميع أنحاء الوطن العربي، والتي تنوعت بين الدرامية والاجتماعية والكوميدية وكذلك التاريخية، منها «أسوار» و«أبو الملايين» و«حصاد الزمن» و«حارة الشيخ» و«المجهولة» و«السلطانة» و«لعبة الشيطان» و«لعبة المرأة رجل» و«هوامير الصحراء»، بالإضافة إلى المسلسل الاجتماعي الكوميدي «سيلفي» الذي يلعب بطولته ناصر القصبي، وقدم 3 أجزاء منه حتى الآن محققاً نجاحاً فاق التوقعات.

  • هيفاء المنصور
    هيفاء المنصور

حركة سينمائية
أنتج أول فيلم سعودي عام 1950 وحمل عنوان «الذباب»، وكان من بطولة حسن الغانم الذي يعتبر أول ممثل سينمائي سعودي، وفي عام 1966 أنتج فيلم «تأنيب الضمير» إخراج المخرج السعودي سعد الفريح، وفي عام 1975 قام المخرج السعودي عبدالله المحيسن بإخراج فيلم عن «تطوير مدينة الرياض»، وتلاه عدة أفلام أخرى ساهمت في تطور الحركة السينمائية في المملكة، من بينها: «موعد مع المجهول» عام 1980 وفيلم «الإسلام جسر المستقبل» عام 1982، وكانت البداية الحقيقة للسينما السعودية وخصوصاً الشبابية عام 2006 عندما أنتج فيلم «كيف الحال» بطولة هشام عبد الرحمن وعلي السبع وفاطمة الحوسني وهند محمد وميس حمدان، وبعد النجاح الكبير والانتشار الواسع الذي حققه الفيلم، تحمس المنتجون على إنتاج أفلام أخرى أبرزها فيلم «مناحي» بطولة فايز المالكي وعرض عام 2009، وفيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور عام 2012، كما تم إنتاج أول فيلم رسوم متحركة سعودي بتقنية 3D بعنوان «بلال» عام 2015.

  • المخرجة شهد أمين
    المخرجة شهد أمين

وحصلت الأفلام السعودية، وحصل المخرجان والممثلان السعوديان على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية العربية والدولية، وكان أول فيلم سعودي حصل على جائزة دولية هو فيلم «اغتيال مدينة» للمخرج السعودي عبدالله المحيسن وحاز حينها على جائزة «نفرتيتي» لأفضل فيلم قصير عام 1977، في مهرجان القاهرة السينمائي، وكان آخر فيلم سعودي توج بجائزة دولية هو فيلم «حرمة» حصل على الجائزة الذهبية لمهرجان بيروت السينمائي عام 2013، وكان آخرها فيلم «سيدة البحر» للمخرجة السعودية شهد أمين، الذي أنتجته «إيمج نيشن - أبوظبي» والذي حصد جائزة «فيرونا» عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ضمن مسابقة «أسبوع النقاد» التي أقيمت منذ فترة في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ 76.

أول دار سينما
ظلت مسألة تدشين دورٍ للسينما في السعودية، ضرباً من الخيال، إلا أن الحلم أصبح واقعاً ملموساً بافتتاح السعودية، في 18 أبريل 2018، أول دار سينما، الأمر الذي يعتبر إنجازاً جديداً في المملكة، في ظل سياسة الانفتاح التي طبقها ولي العهد محمد بن سلمان في إطار الإصلاحات التي يتولاه مع رؤية المملكة 2030، وأصبحت الأفلام السعودية، رغم كل العوائق أمامها، تعبر عن إحساس الشباب بذواتهم، وقدرتهم على صنع خياراتهم الحرّة، وتطلعاتهم للتفكير خارج النسق، فعبروا عن إحساسهم الوطني والإنساني، ونجحوا في خلق فضاءات جديدة تمزج بين الرؤية البصرية وقوة الإنتاج وجودة المحتوى.

تطور الغناء
تنوعت الموسيقى والغناء في السعودية باختلاف مناطقها، فبعض هذه الأشكال والأنواع الغنائية تعتمد على المهن والبيئات، مثل الهيجنة «للجمَالة»، وحداء السواني «استخراج الماء»، وأغاني البناء والفلاحة والطحن وغيرها، بينما هناك مكونات أساسية منها الأشكال الشعرية والأنماط اللحنية والألوان الإيقاعية وحركات الرقص التي تشكل طرق الأداء والتلحين والكتابة الشعرية مثل فن السامري في نجد، والخبيتي والرديح «البدواني» وشعر المحاورة والكسرة وفن الصهبة في الحجاز، وفن النهمة «غناء البحر» في الأحساء، كما أن هناك ملامح مشتركة مثل فن المجرور الطائفي المنشأ وفن المجس «الموَال المكي»، أما فن الدان فهو مشترك بين الحجاز واليمن، وبالنسبة لفن العرضة والسامري، فهو مشترك بين حائل والقصيم ونجد والأحساء، على الرغم من اختلافها قليلاً في الأحساء، حيث تأتي بفن النهمة «غناء البحر».
يعتبر طارق عبد الحكيم الأب الأكاديمي للأغنية السعودية كما أنه مؤسِس مدرسة موسيقات الجيش العربي السعودي، كما برز عدد من الفنانين على مستوى العالم العربي منهم طلال مداح ومحمد عبده وخالد عبد الرحمن وراشد الماجد ورابح صقر وعابدي الجوهر وعبد المجيد عبد الله.
وخلال مرحلة تكريس انطلاقة الأغنية السعودية أسس طلال مداح ولطفي زيني والشاعر المنتظر شركة «رياض فون» مطلع الستينيات، واستطاع مداح أن يقدم تجربة لافتة في تطوير الأغنية السعودية، ووضعها على قدم المساواة والغناء العربي آنذاك في منافسة قوية في القاهرة وبيروت والكويت من خلال نقلات مهمة في تجربته «وردك يا زارع الورد» 1960، ثم بداية الأغنية الطلالية «عطني المحبة»1968، ثم حقبة الرومانسية الجديدة أغاني مسلسل «الأصيل» 1973، وهي حقبة تعاونه مع الملحن سراج عمر، وتعزيزها بأعمال شهيرة بين عامي 1976 – 1978 منها «مقادير»، و«أغراب»، و«الموعد الثاني»، و«لا تقول لا تقول» كما أسهم في هذه الانعطافة شعراء طوروا شكل الكتابة الشعرية الغنائية مثل: إبراهيم خفاجي، وبدر بن عبدالمحسن ومحمد العبدالله الفيصل.
شهدت هذه الحقبة انطلاقة محمد عبده، وسعد إبراهيم، وعودة سعيد، وقدم دعم طلال مداح من خلال شركته أسماء كثيرة مثل: عبادي الجوهر، وإبتسام لطفي، وعتاب، وحيدر فكري، وسلامة، ويسرى البدوية، وهدى مداح، إذ يشكل حضور المرأة في تأليف الأغاني والغناء والعزف ملفتًا بشكل متواز مع الرجل سواء عند ذوي المرجعية البدوية أو الحضرية.

  • مشهد من مسلسل «الميراث»
    مشهد من مسلسل «الميراث»

تعــاون مثمـــــــر
في إطار التعاون المثمر المستمر بين شركة O3 للإنتاج، والتوزيع الدرامي والسينمائي المندرجة تحت مظلة MBC وtwofour54 أبوظبي، تم تصوير مجموعة من أعمال الدراما التلفزيونية السعودية، منها «الميراث» و«بنات الملاكمة»، و«حارة الشيخ» و«العاصوف» و تم تصويرها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وبدورها قامت twofour54 أبوظبي بتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاز الأعمال على أفضل صورة، إذ قدمت الخدمات الإنتاجية التي شملت عمليات الإنتاج وما بعد الإنتاج في مرافقها الحائزة على العديد من الجوائز، كما استفاد العمل الدرامي من برنامج الحوافز التابع للجنة أبوظبي للأفلام، والذي يقدم استرداداً نقدياً بنسبة 30% من إجمالي تكاليف الإنتاج التي يتم إنفاقها في أبوظبي.

100 سنــة مســــرح
يعود تاريخ نشأة المسرح في المملكة العربية السعودية إلى عام 1928، حيث تم تقديم مسرحية بعنوان «حوار بين جاهل ومتعلم» في القصيم أمام الملك عبدالعزيز، وقبلها بـ 18 عاماً في الحجاز أقيمت مسرحية في المدينة المنورة عام 1910.
وفي عام 1960 بدأت أولى محاولات المسرح العربي في السعودية على يد أحمد السباعي، إذ قام بتأسيس فرقة مسرحية في مكة، وأنشأ معها مدرسة للتمثيل، سماها «دار قريش للتمثيل الإسلامي»، وكانت الانطلاقة الفعلية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، حيث تم في بداية عهدة ابتعاث عدد من الفنانين في مجالات عدة منها التمثيل والإخراج والديكور والتأليف لعدة دول عربية وخليجية وأجنبية، ويعد مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض أكبر مسرح في السعودية من حيث تعداد المقاعد المخصصة للجمهور، وتبلغ أكثر من 3000 مقعد.
وبدأت الحركة المسرحية السعودية مع تأسيس المملكة، من خلال تقديم مسرحيات تاريخية ودينية، تعتمد في نصوصها على الكتب المدرسية مثل مسرحيات «صلاح الدين» و«عبد الرحمن الداخل»، و«القناعة»، و«عاقبة الطمع»، كما تم تنفيذ مسرحيات للكبار والصغار وكانت تركز على الدروس الاجتماعية ذات التراكيب الدرامية، مثل مسرحيات «الغواص»، و«لك يوم يا ظالم»، و«حرام حرام»، وكانت تقدم عن طريق المدارس والأندية، وتمتاز هذه الفترة ببروز مسرحيات من تأليف الكتاب السعوديين.
«سبع صنايع والبخت ضايع»، و«البحث عن الكنز» وهما لعبد الله حسن، و«ليلة النافلة»، و«قرية اسمها السلام» لعبد الرحمن المريخي، وفي عام 1400هـ برزت الجمعية العربية للثقافة والفنون وعرضت مسرحية «بيت من ليف» لناصر المبارك، و«الحل المفقود» لعبد الرحمن المريخي، ومسرحية «كان هنا بيتنا» لمحمد خضر، و«حضارة الإسلام» لمحمد سليمان الشايقي، و«من يكمل الثاني» لمحمد عريف في المنطقة الغربية.

ليلى السلمان: نعيش نهضة فنية
الفنانة ليلى السلمان أكدت أن المملكة العربية السعودية تعيش عصراً جديداً من التعاطي مع الفنون، خصوصاً السينما والدراما والمسرح.وهنأت السلمان السعودية في يومها الوطني الـ90 وقالت: كل عام ومملكتي بخير، كل عام والسعودية تعانق السماء مجدداً، وتحتضن السحاب فخراً وعزة، دمتي يا بلدي حبي وعشقي للأبد، في هذا اليوم يرفع كل سعودي رأسه شموخاً وفخراً، بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، وندعو الله أن يحفظ حكامنا الحكيمة لما يبذلونه لراحة أبناء هذا الشعب الوفي.

ماجد المهندس: نوافذ للإبداع
ماجد المهندس الذي يحيي حفلاً في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ90، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد الوضع الراهن بسبب تداعيات «كورونا»، قال: فتحت رؤية 2030 الطموحة التي تعد الخطوة الأولى في التوجه الجديد نحو بناء مستقبل أفضل في جميع المجالات، ومن بينها الفن والموسيقا، نوافذ للإبداع وساهمت في انتعاش الحركة الفنية في السعودية والمنطقة.

مروة محمد: قرارات غير مسبوقة
الفنانة مروة محمد أكدت أن الحركة الفنية في السعودية شهدت انفتاحاً كبيراً بعد القرارات غير المسبوقة التي اتخذها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي تسهم في دعم وإثراء المحتوى الفني والثقافي الذي يندرج تحت استراتيجية وخطة الإصلاح المعروفة باسم «رؤية 2030»، فجهزت المسارح وفتحت أبوابها للترفيه بإقامة حفلات موسيقية وعروض مسرحية، كما فتحت صالات العرض السينمائية، وتولت تنظيمها الهيئة العامة السعودية للترفيه وحققت العديد من الإنجازات في مجالات عدة من الفنون، لترسم البسمة والفرحة على وجوه الشعب السعودي.

الإعلامية لجين عمران أوضحت أن ما تشهده السعودية اليوم من تطور كبير هو بفضل وجود حكام يتطلعون لرؤية طموحة يستطيعون من خلالها تحقيق الريادة للسعودية في شتى المجالات، وقالت: إنجازات المملكة يشهد بها العالم أجمع، فالقرارات التي اتخذها حكام السعودية في السنوات الأخيرة غير المسبوقة التي تندرج تحت «رؤية 2030» تنصب في صالح الفرد والمجتمع من أجل تحقيق الريادة، وبدأت بالفعل أن تضع بصماتها نجو التغيير لمستقبل باهر. 
وتابعت: أهنئ كل شعب السعودية وحكامها بيومها الوطني الـ90، و«دام عزك يا وطن»، متمنية لها دوام الاستقرار والأمن والأمان والازدهار، في ظل قادتها الحكيمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©