الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رواد الفضاء الإماراتيون يتدربون في «ناسا»

رواد الفضاء الإماراتيون يتدربون في «ناسا»
22 سبتمبر 2020 03:47

آمنة الكتبي (دبي) 

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، توقيع اتفاقية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين في الولايات المتحدة الأميركية. يأتي ذلك في إطار سعي دولة الإمارات إلى الريادة العالمية، ووضع بصمة في مجال استكشاف الفضاء، في شراكة مهمة، تعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها الإمارات في قطاع الفضاء، وتستهدف إعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف على أعلى المستويات العالمية. وستشمل الاتفاقية تدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين، حيث سيبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي البرنامج التدريبي المتقدم في الوقت الحالي، بينما سينضم رائدا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021» في وقت لاحق، والذي سوف يخضع فيه الرائدان إلى نفس البرامج التدريبية التي يخضع لها رواد «ناسا»، وسوف تقوم مجموعة تدريبات «ناسا» بإعداد رواد الفضاء الإماراتيين على المستوى الجسدي والنفسي لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل. وسيتم إجراء التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، وهو أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم، وبشكل عام يتم فيه التدريب على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء، ويتم تدريب الطواقم على القيام بمهام في المدار المنخفض، وذلك بوساطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى. ويعتبر مركز جونسون رائداً في استكشاف الإنسان للفضاء لأكثر من نصف قرن، حيث إنه يلعب دوراً محورياً في تعزيز المعرفة التقنية والعلمية، من أجل إفادة البشرية، وقد تأسس المركز عام 1961 في هيوستن، وكان في طليعة برامج رحلات الفضاء البشرية الأميركية. كما يظهر دور العاملين في المركز بشكل بارز في تعزيز مكانة وكالة «ناسا» للفضاء، من خلال ما يقارب 10000 شخص، حيث يعمل فريق من المبدعين القادرين على تخطي حدود ابتكارات الاستكشاف في قطاع الفضاء.
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء «إن قطاع الفضاء العالمي مبني على التعاون الدولي، وفكرة بناء جسور المعارف بين الدول، ونقوم اليوم بتأصيل هذه الفكرة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع وكالة (ناسا)».
 وأضاف المنصوري: «تأتي هذه الاتفاقية كدلالة واضحة على متانة الروابط الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية».. وتابع: «يقف قطاع الفضاء الإماراتي اليوم في مرحلة متقدمة من حيث الإمكانات والخبرات التي يجب الاستفادة منها والبناء عليها في المهام الفضائية المستقبلية الأكثر تقدماً، بما ينعكس بالإيجاب على منظومة قطاع الفضاء في الإمارات، وعلى مساعينا الرامية لرفع كفاءة رواد الفضاء الإماراتيين». وفي السياق ذاته، قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «تجسد هذه الاتفاقية أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء في تعزيز برنامج الإمارات لرواد الفضاء، كأحد البرامج الحيوية، نحو ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، والعمل على تطويره من خلال الاستثمار الدائم في مشروعات التدريبات الفضائية المتخصصة، والمشروعات الأخرى المتعلقة بالبحث العلمي وتطوير تقنيات الفضاء. من جهته، قال جيمس مورهارد، نائب مدير وكالة ناسا: «تتمتع الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات بعلاقات متينة فيما يتعلق بالتعاون على الأرض، ونحن متحمسون لتوسيع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة، فقد قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة في مجال استكشاف الفضاء». وأضاف مورهارد: «تتيح اتفاقية تدريب رواد الفضاء الإماراتيين تعميق علاقات التعاون العلمي بين البلدين، الأمر الذي سوف يعمل على خلق فرص جديدة لدولة الإمارات لتصبح شريكاً أساسياً في محطة الفضاء الدولية وبرنامج (أرتيمس)، وغيرها من برامج وأنشطة ناسا».
من جانبه، قال المهندس سالم المري، مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء: «بموجب الاتفاقية بدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي أمس في إجراء التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا».
وأكد المري أنه سيتم تأهيل رواد فضاء إماراتيين لتشغيل المحطة الأرضية وإجراء الصيانة على المعدات والاستعداد لمهمات طويلة وعلى متن صواريخ أميركية، بالإضافة إلى مهمات السير الفضائي خارج المحطة.
وقال مدير مشروع رواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، إن «اتفاقية المركز مع ناسا لتدريب رواد الفضاء على مرحلتين، الأولى يتدرب فيها هزاع المنصوري وسلطان النيادي، والثانية يتدرب فيها رائدا الفضاء الجديدان، وذلك بعد اختيارهما وتجهيزهما في الإمارات، ثم يدخلان فترة تدريبية مع رواد فضاء جدد من ناسا بنهاية العام 2021».
وبين أن الاتفاقية للتدريب فحسب، وليست اتفاقية توقيع مهمات فضائية مستقبلية، فهي تهدف إلى تأهيل رواد الفضاء الإماراتيين إلى مهام فضائية في المستقبل، وبالتزامن مع تدريبهم سوف تجرى مناقشات ومشاورات مع «ناسا» بهدف أن يقوموا برحلات فضائية مطولة إلى محطة الفضاء الدولية، مشيراً إلى أن أبرز مجالات التدريب التي سيخوضها رواد الفضاء الإماراتيون في مركز جونسون للفضاء هي التدريب على طائرة تي 38 وتدريبات نظرية وعملية وتمارين بدنية.
وأضاف: «كما يشمل برنامج التدريبات نفس وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية».
وحول تدريب هزاع المنصوري وسلطان النيادي، قال المري: «إنهما جزء محوري من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وهو برنامج مستدام، ويهدف إلى اختيار رواد فضاء لتدريبهم في المركز لفترات طويلة، حتى يكونوا جاهزين لرحلات فضائية مستقبلية على مدى الفترة من 20 إلى 25 سنة مقبلة، لذلك نتوقع من هزاع وسلطان ومن رواد الفضاء الجدد أن يكونوا جاهزين لأي رحلة في المستقبل القريب والبعيد، إضافة إلى أن رائد الفضاء لابد أن يكون في تدريب مستمر على كل مهمة فضائية جديدة».
وأشار إلى أن الرحلة الفضائية الأولى كانت قصيرة في فترتها الزمنية، لذلك لم يتدرب هزاع وسلطان على بعض المهام فيها، مثل السير خارج محطة الفضاء الدولية، وكذلك كل نواحي تشغيل المحطة، لذلك الاتفاقية الحالية تصل بهما إلى مستوى أعلى من التأهيل.
وقال: «تخدم هذه الاتفاقية الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء المتمثلة في تعزيز مكانة قطاع الفضاء في دولة الإمارات، والمساهمة مع نظرائنا من كافة أنحاء العالم في أبحاث الفضاء، وتشكل هذه الخطوة قفزة نوعية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يعتبر بمثابة أحد الأعمدة الرئيسة لتطوير كوادر علمية وتهيئة الأجيال المقبلة من الرواد وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق كذلك تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية، وتحقيق طموحات الدولة في هذا المجال».

تفاصيل البرنامج
يشمل برنامج التدريبات نفس وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية. ويحمل البرنامج التدريبي لوكالة «ناسا» أهمية كبيرة بالنسبة لكافة الدول المنخرطة في هذا المجال، وتثبت المشاركة الإماراتية في هذا التدريب، المكانة العالمية التي وصل إليها قطاع الفضاء في الدولة، حيث استطاعت الإمارات حجز موقع متقدم بين نخبة الدول الرائدة في مجال الفضاء، بتعاون رواد الفضاء الإماراتيين مع أهم الخبراء والمتخصصين على الصعيد العالمي. وكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي قد تلقيا مجموعة تدريبية في مركز «يوري جاجارين» لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو في سبتمبر عام 2018، ضمن مراحل الاستعدادات قبل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي خضع فيها رائدا الفضاء الإماراتيان، بجانب رواد فضاء آخرين، إلى تدريبات مكثفة تكللت بالرحلة التاريخية لهزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية في سبتمبر من العام الماضي، كأول رائد فضاء عربي يزور المحطة.

دعم وثقة
قال هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي: «شكراً لكم على ثقتكم الغالية ودعمكم.. اليوم سنبدأ فصلاً جديداً من التدريبات والتحضيرات لمهمات فضائية مستقبلية، تحقيقاً لأهداف برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وإسهاماً في رِفعة راية وطننا الغالي».
ونشر سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، عبر «تويتر» تغريدة قائلاً: «شكراً سيدي على دعمكم اللامحدود وتسخير كل الإمكانيات لجعل طموحاتنا تتحقق. نحن على العهد دائماً وأبداً ونعدكم بتقديم كل ما هو ممكن في مهامنا التدريبية والرحلات الفضائية المستقبلية».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©